فى مقاله التاريخي الذى تألق فيه الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، فى عدد الجمعة الماضي بتاريخ 1 ديسمبر 2023 والذي حمل عنوانه تألق الإعلام والدبلوماسية، والتي كتبت كل كلمة من كلماته على الارتقاء بالمحتوى الإعلامي الذي نجح فى مضمار هذا العدوان الصهيونى الغاشم على قطاع غزة، ويشير الكاتب إلى مدى التفوق والرقي لقوة مصر الناعمة، فى كشف الحقائق للرأي العام العالمى عن مدى حماقة قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، من استخدامه للقوة في سفك دماء وسحق وإبادة سكان أهل غزة، إلى جانب الكشف عن الوجه القبيح للدول التى تساند وحشية وبربرية هذه المجازر، لقد نظر الكاتب إلى كفاءة وموضوعية وسائل الإعلام المختلفة، على نقائها واستقلالها ضد أى تدخل ينال من حريتها وقوتها، فى أهداها السبيل لتوجيه رسالتها الإنسانية فى التعبير عن الآراء، وحق الشعب المصري والعربي مخاطبة العالم كله، لحثه على إنقاذ الشعب الفلسطيني الجريح من آلة حصد الأرواح التي ترتكبها قوات الكيان الصهيوني فى غزة، بعد أن ظهرت سوء النوايا ووضعية الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، وبعض الدول الأوروبية المتحمسة لهذا العدوان الغاشم.
وقد تمثلت رؤية الكاتب فى المقال، بأن الإعلام الوطني بأنواعه سواءً كان مقروءًا أو مسموعًا أو مرئيًا، قد بين عجز الدول الكبرى فى وقف هذا العدوان، أو حتى مساعدة أهالي غزة على توصيل الإمدادات الغذائية والخدمات العلاجية والصحية لهم، أصبحواْ فى عزلة وسجن كبير، تحت رحمة القصف الجوي ونيران العدوان المشتعلة، دون أي تدخل أممي أو دولي يحميهم من هذه المهالك أو سفك قواهم، مما أدى إلى الانحدار وضياع الثقة فى الدول الكبرى، وفقدان شرعية المنظمات الدولية بحمايتهم لطغيان الكيان الصهيوني.
وتتجلى عظمة الكاتب فى مقاله بأنَّ استخدم الحيدة فى تعبيراته بأنَّه شمل الإعلام بمعناه الواسع، وهذا ما نظرناه لمعنى المقال نجده بأنه أطلق العمومية لوصف الإعلام، ولم يختص به ظهير إعلامي واحد، ومن ثم إذا كان له قد اختص كيانًا واحدًا فقط من وسائل الإعلام، لم يصعب عليه أو يعجز بأن يكتبها صراحة وأن يستبدل بعبارة "تألق الإعلام"، بعبارة "تألق الصحافة" أو تألق "صحافة الأهرام"، والأخيرة هى وطنه الأصغر الذى يعيش فيه، ولكنه سار الكاتب إلى تعاون وتضامن القوة الناعمة فى قوة واحدة مشتركة، وبطريقة يخدم فيها مصلحة الشعب الفلسطيني، بعد أن سادت الأنانية واستعراض القوة واللجوء إلى العنف والقتل والتخريب والتنكيل، واغتصاب الحقوق وتشريد الشعب الفلسطيني وتهجيره قسريا، هى إحدى أدوات الكيان الصهيونى، بالتهديد والتلويح فى استخدام القوة، من أجل اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني، ووقوف الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا موقفاً غير مشرف ومعادياً لأصحاب الحق والأرض، فقد وضعت الدولة ثقتها فى إعلام حر يعبر عما يحيط بالأمة العربية من أحداث وما يحاك لها من مؤامرات، ويكتب وينشر ويصور كل ما تقوم به عصابات الاحتلال الصهيوني فى حق الشعب الفلسطيني من قتل وقهر واستعباد، بل جعلت العالم كله يندد بجرائمه ووحشيته، ويأخذ هذا التأييد الجارف لأهالي قطاع غزة، كل أبعاده فى استيقاظ الضمير العالمى وطلب وقف هذا العدوان، وتقديم كل الدعم المادى والمعنوي وتضميد الجراح لأهالي القطاع.
وقد تطرق الكاتب فى حديثه عن دبلوماسية السلام من خلال مؤتمر السلام، والذى تم عقده فى خضم الأحداث الحالية، وعن سرعة تحرك الدبلوماسية المصرية الموجودة دائماً كعلاج لحل هذه النكبة وجرائمها المفجعة، التى حلت بالأهالى فى القطاع، بعد التضليل والكذب والاضطهاد والإبادة الجماعية من قبل جيش الاحتلال، ويعتبر هذا أمرًا شديد الخطورة وانتكاسة للسلام العالمى، والعصف بحقوق وحريات الشعب الفلسطيني ودون حماية دولية لهم، وتعتبر المفاوضات الدبلوماسية عندما تكون فى طريقها الصحيح، تخمد نيران الحروب، ويتحقق من خلالها السلام تؤيده الشعوب الدولية، ويسود فيها التوازن الدولى وهو خير ضامن للسلام وارتياح للضمير، فمن أجل ذلك ربط الكاتب وسائل التعبير عن الآراء ربطها ببعضها دون تقييد أو تجريم لها، مع عدم الإخلال بالمسئولية، وهذا ما التزم به الكاتب من أخلاق ومبادئ لرجل صحفى، مهتم بتشريعات الدولة وأخلاقيات شرف المهنة، بعد أن أصبحت قوة مصر الناعمة أحد الأعمدة الرئيسية فى ظل نظام ديمقراطي سليم، دون المساس بالمصلحة العامة أو مخالفة المقومات الأساسية للمجتمع، وهذه هى حقيقة الوصف لتربع الإعلام المصرى على سدة القوى الناعمة فى العالم، بعد أن جهرت بفظائع جرائم الاحتلال ودون تعتيم عليها، وبعد أن أصبحت وسائل إعلام وحكومات دولية أخرى مشلولة، والتزمت الصمت حول هذه الجرائم لتغييب الحقائق عن الرأى العام العالمي، بعد أن شوهتها وزيفتها حكومة الكيان الصهيونى ووسائل الإعلام التابعة لها، ولكن لم يفلح هذا الإعلام بأن يزيف الواقع أو يستخف بالعقول، بعد أن كشف الإعلام الوطني وأفصح عما يدور فى المنطقة وما يراه صحيحاً فى خدمة أمتنا العربية، من أجل حماية السلام والاستقرار بطريق الجهود الدبلوماسية ودون تقويض لها، فى حل النزاع والقضايا العربية، وإعلام وطنى له تأثير على الرأى العام يجب احترامه.