إحياء زراعة الزيتون لتعود سيناء مصدرا للدخل القومى المصرى
موضوعات مقترحة
مواطن فلسطينى: الأنفاق تخدم الحجاج والمعتمرين من أبناء غزة
بسواعد مصرية حفرت قناة السويس وبنفس السواعد شقت الأنفاق لتربط بين شرق القناة وغربها.
وقد كانت سيناء بعد تحريرها من قبضة العدوان الإسرائيلى الغاشم بعيدة فى مسافتها عن القاهرة؛ رغم أهميتها الجغرافية والاقتصادية لمصر؛ إذ كان الوصول إليها يقتصر على المعديات وهى الطرق البدائية القديمة حتى نجحت الدولة فى شق نفق الشهيد أحمد حمدى الذى قلل نسبيا من المشكلة، إلا أنه فى السنوات العشر الاخيرة فى مصر وبما شهدته من نهضة تنموية، قررت الحكومة تعظيم الاستفادة من أرض الفيروز بتعميرها وتنميتها
فجاءت انتفاضة القيادة السياسية بشق أنفاق جديدة تعيد أهل سيناء إلى حضن الوطن، وتطوى المسافات البعيدة وتزهر الأرض المباركة بالزراعات والتنمية..
وفى زمن قياسى تمكنت الإرادة المصرية من قهر التحديات، وشقت فى القناة 5 أنفاق جديدة فى زمن قياسى لم يتجاوز الستة أعوام لتصبح سيناء الأمل الجديد لنهضة مصر.
«الأهرام التعاوني» أجرت هذا التحقيق حول دور الأنفاق الجديدة فى تنمية محافظات شمال وجنوب ووسط سيناء.
الدكتور عزت قناوى خبير الشئون السياسية والاقتصادية بالشرق الاوسط، يرى إن خطوة الأنفاق كانت ضرورية فقد قصرت الوقت والجهد وخففت من معاناة السفر إلى سيناء واهتمام الدولة بتنمية سيناء يعد خطوة هامة جدا لان سيناء بحكم موقعها الاستراتيجى تصلح لان تكون قاطرة للاقتصاد المصرى وإنه كان خطا شديدا إهمال تلك المساحة الشاسعة من ارض مصرية سواء على الجانب الاقتصادى او السياسي.
وأفاد بأن إهمال الحكومات السابقة فى تنمية وتعمير سيناء جعلها مطمعا للعدوان الاسرائيلى الغاشم والذى بمجرد الاحتلال عام 1967 كان قد بدا فى عمل فنادق بطابا ولو لم يتم توجيه ضربة عام 1973 واستمر لسنوات أخرى لنجح فى استثمار كل شبر من ارضها، لهذا فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى بحكم خلفيته العسكرية والمعلوماتية يعلم جيدا حجم المؤامرة التى تستهدف سيناء مما دفعه الى عمل هذه الأنفاق لتسهيل الوصول إليها بالإضافة إلى استهداف جذب نحو 8 آلاف اسرة للإقامة بمدن سيناء مع توفير كافة وسائل المعيشة حتى تكون موطنا جاذبا للسكان وبالتالى فإن كل من يستوطن مكانا ويجد فيه لقمة العيش سوف يدافع عنه سواء ضد اى عدوان خارجى او ضد اى ارهابى يسعى لتكدير الرأى العام وبذلك يكون تعمير وتنمية سيناء واجب تحتمه ضروريات المرحلة.
قاطرة الاقتصاد
ويقول رجل الاعمال عادل خليل ما حدث من استحداث خمس انفاق فى مدة قياسية بهذا الشكل الحضارى يعكس إرادة مصر التى لا توازيها إرادة اخرى فقد ادركت القيادة السياسية اهمية ارض سيناء وكيف يمكن استثمارها لتكون قاطرة الاقتصاد المصرى وبالفعل اصبحت سيناء جاذبة للمستثمرين لاسيما وان ارض سيناء تصلح فيها اغلب الزراعات فضلا عن الثروات الاخرى الموجودة بها من معادن وحتى رمالها تعد ثروة حقيقية إذ تصلح لصناعة الزجاج.
جاءت الأنفاق لتقرب المسافات بين المستثمرين الجادين وارض سيناء الحبيبة نحن بحاجة إلى همم وطنية تدرك اهمية هذا المكان وعندما تتجسد المشروعات على ارضها سواء زراعية او صناعية او تجارية سوف تحتاج إلى اعداد كبيرة من العمال وبالتالى سوف يقطن هؤلاء المكان وبالتالى تعميره بالسكان.
8 ملايين مصرى يعمرون سيناء
ويتحدث اللواء أحمد العوضي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، قائلا: لا ننكر إن مرحلة ما قبل الأنفاق كانت تمثل مشكلة فى المرور إلى شبه جزيرة سيناء، لأن الامر كان قاصرا على كوبرى الفردان أو المعدية، وكذلك نفق الشهيد أحمد حمدي، لكن القيادة السياسية كانت على قدر كبير من رؤية المستقبل فتم إنشاء 5 أنفاق إلى جانب الشهيد احمد حمدى وهذا قد سهل كثيرا من الدخول إلى سيناء وتشجيع المستثمرين لعمل مشروعات تنموية وقد تكلفت تنمية سيناء فى المرحلة الاولى مالا يقل عن 350 مليار جنيه وقد شاهدنا فى الزيارة التى كانت منذ ايام مع الدكتور مصطفى مدبولى المرحلة الثانية من التنمية واستهداف جذب نحو 8 مليون مصرى لتعمير سيناء وعمل البنية التحتية لهم من مشروعات تنموية ومدارس ومصانع وغيرها والأنفاق الجديدة قد سهلت عمل كل ذلك ولهذا سوف تصبح كتلة السكان داخل شبه جزيرة سيناء لا تقل عن محافظات الدلتا بل يزيد
كذلك فإن القيادة السياسية تدرك إن تعمير سيناء يعد الخط الاول للدفاع عن الارض فليس بالعمليات العسكرية او الامنية وحده يتحقق الأمن القومى ولكن التنمية مع الأمن يتحقق الاستقرار والحفاظ على الأمن القومى ولا ننسى دور الأنفاق فى وصول المساعدات من ابناء الشعب المصرى الى اشقائهم فى غزة ومدى التلاحم الذى وجدناه وهذا يعكس عمق النظرة من القيادة السياسية المصرية والرؤية المستقبلية.
الانتظار لساعات
فيما يرى المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة السابق بشمال سيناء إن المعديات التى كانت الوسيلة الوحيدة للعبور الى سيناء كانت تحكمها حركة الامواج فى قناة السويس وفى حالة ارتفاع الامواج كانت تتوقف عن العمل مما يؤدى بالضرورة الى الانتظار لساعات طويلة وقد تمتد لايام لا تعمل فيها المعديات وهو ماكان يمثل عبئا شديدا وعقبة فى تحقيق أهداف التنمية.
حتى قامت القيادة السياسية بإنشاء 5 انفاق جدد بالإضافة إلى نفق الشهيد احمد حمدى مما ادى الى فتح ابواب التنمية المستدامة وعمل المشروعات القومية وكذلك تشجيع المستثمرين للاستفادة من خصوبة الأرض بسيناء فضلا عن سهولة دخول مستلزمات الإنتاج سواء الزراعى او الصناعى ونتوقع فى المرحلة القادمة حالة من التوهج الاقتصادى خاصة فى محافظة شمال سيناء بعد نجاح الدولة فى القضاء على الإرهاب حيث كانت المحافظة بمعزل عن الحياة مدة طويلة حتى وجهت القوات المسلحة والشرطة ضربات قاصمة طهرت المحافظة من الإرهابيين التكفيريين واعادت للمحافظة الابتسامة الغائبة وبدانا نرى مشروعات تتم فى كل مكان ولعبت الانفاق دورا محوريا فى ذلك حيث يستطيع المستثمر متابعة سير مشروعه ورؤيته فى ساعات ويعود بسرعة الى القاهرة او اية محافظة كان قادما منها.
فالتنمية فى سيناء بدأت بالانفاق وربطت الشرق بالغرب فكانت مشروعات ناجحة واثبتت قدرة المصريين على العمل لانها شقت بايادى مصرية ومعدات مصرية وادعو جميع المستثمرين إن يتوجهوا نحو شمال سيناء فارضها مباركة واى نبت يتم فيها يحقق ثمارا لامثيل له فى مكان آخر وسهولة الدخول والخروج وقرب المسافات دافعا هاما وعاملات من ابرز عوامل التنمية والاستثمار.
شبكة طرق متطورة
على جانب آخر تحدث الدكتور محمد عوض شبيك فلسطينى الجنسية ومقيم فى مصر قائلا: ما يتم إنجازه فى سيناء من مشروعات قومية وطرق يدعو للفخر ويؤكد شفافية الحكومة المصرية والقيادة السياسية فى توضيح اوجه الانفاق للشعب وقد ساهمت الانفاق الجديدة التى تم استحداثها وشبكة الطرق المتطورة فى سرعة الانتقال حيث استفاد منها ايضا الحجاج والمعتمرين الفلسطينيين والمسافرين من خلال معبر رفح ونحن دائما نتحدث عن الشكل الحضارى الذى نشاهده فى سيناء ونحن نعبر من خلالها منذ سنوات طويلة ونتابع تطورات التنمية التى تقيمها الدولة المصرية فى هذا المكان وهذه التنمية بالطبع لها انعكاسات على العدوان الاسرائيلى الذى يستهدف ضرب الاقتصاد المصرى وخاصة قناة السويس.
لكن القيادة المصرية تجيد التعامل مع هذه الملفات وقد شاهدنا وثمنا موقف مصر سواء الرسمى او الشعبى من خلال مايحدث فى قطاع غزة وكيف تصل جسور المساعدات من مواد غذائية ومواد بترولية الى غزة من خلال سهولة الانتقال عبر الانفاق الجديدة وهذا ليس جديدا على مصر مساندة الاشقاء.
لكن وبحق فإن هناك طفرة غير مسبوقة من تنمية تحدث على ارض سيناء ولاتزال الجهود مبذولة فط هذا الشان خاصة المناطق الحدودية رفح والشيخ زويد والعريش وغيرها مبانى سكنية ومشروعات تنموية إنتاجية ومدارس وطرق.
مكافحة الإرهاب
فيما يرى العميد الدكتور خالد فهمى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة ومستشار اكاديمية ناصر العسكرية العليا إن مصر قد اولت اهتماما كبيرا بشبه جزيرة سيناء لكونها لم تحظ بحقها من التنمية مثل باقى محافظات الجمهورية التى دخلتها التنمية بسبب مكافحة الإرهاب مثل العملية الشاملة وحق الشهيد وغيرها من العمليات حتى نجحت فى التخلص من فلول الإرهاب وبدات الدولة فى التنمية لتسير بخط متوازى وكان للمواطن نصيب الأسد فى اهتمامات الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ بداية توليه المسئولية ولكونه الزخيرة المستمرة وهو عنوان التنمية ومن صور اهتمام القيادة السياسية بسيناء انشاء مدارس جديدة على مستويات مختلفة وانشاء جامعات مثل الجامعات الاهلية بالإضافة إلى الرعاية الصحية بإنشاء مستشفيات جديدة ورفع كفاءة المستشفيات القديمة وتطوير الادوية والامصال المتمثلة فى طبيعة الحياة البدوية الشاقة ومواجهة الحشرات والامراض التى تصيب سكان البادية وقد تم وضع البنية التحتية لذلك فضلا عن عملية استصلاح الاراضى وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين فى شبه جزيرة سيناء باعتباره مواطنا مصريا وكذلك عمل مشروعات تنموية مثل محور قناة السويس وامتداده داخل شبه جزيرة سيناء والأنفاق كانت بداية للتنمية لتسهيل عبور المواطن ونقل البنية التحية لشبه جزيرة سيناء ونقل البضائع وتمثل هذه الأنفاق شيرين جديدة وضخ دماء جديدة للمواطنين بالإضافة إلى المشروعات الصناعية من خلال إنشاء المصانع المكملة الزراعات مثل معاصر الزيتون لرفع مستوى معيشة المواطن فضلا عن المحاور الجديدة والطرق والكبارى وتستهدف المشروعات الى تشجيع جذب 8 ملايين مواطن من كل المحافظات لتعمير سيناء لخف الزحام عن المحافظات الاخرى ولكون سيناء بها خيرات لم تستغل حتى الآن لذلك أنشأت الدولة عدد من المجمعات التنموية بسيناء على احدث طراز وبما يحافظ على التراث البدوى وبما يليق بمصر الحديثة ولعل تعمير سيناء بالسكان يعد احد اهم اركان الحفاظ على الأمن القومى المصرى لان المناطق العامرة بالسكان هى الاكثر حفاظا على الامن القومى والمواطنين هم حائط اليد الاول ضد اى عدوان على المكان.
أهل سيناء
من جانبه اشار المهندس احمد سالم ابوطويلة رجل اعمال من ابناء محافظة شمال سيناء تشهد طفرة غير مسبوقة من التنمية بدأت بإنشاء عدد من الانفاق اسفل قناة السويس سهلت الامور خاصة وان خلفها عدد من الطرق تتجه نحو وسط سيناء وقد كنا قبل هذه الانفاق ننتظر المعدية مدة لاتقل عن 7 ساعات وكانت الخضروات والفاكهة تتعرض للتلف حاليا 10 دقائق نكون فى الطرف المقابل وقرب المسافة وسهولة الانتقال سهلت عملية الاستثمار.
حقا كنا كسكان شبه جزيرة سيناء مهمشين وكانت الخدمات تقتصر على المدن فقط بينما القرى ظلت لسنوات طويلة تعانى من الحرمان من الخدمات الا إن القيادة السياسية غيرت شكل الحياة فى قرى سيناء وتحدثت طفرة كبيرة سواء بالمدارس والوحدات الصحية التى اصبحت شبه مستشفيات بها احدث الاجهزة الطبية وكذلك القوافل الطبية التى تزور القرى وعلى رأسها اساتذة كليات الطب.
وقد اهتمت الدولة ايضا بالاستثمار الزراعى باعتبار الزراعة تمثل 80 % من العائد الاقتصادى لدينا فقامت بتوصيل المياه من ترعة السلام وكذلك محطة المحسنة مما يشجع المواطنين والمستثمرين على الاستصلاح خاصة وان سيناء كانت قبل وجود التكفيريين هى سلة الفاكهة لجمهورية مصر العربية وكان «جيركن» الزيتون 16 كيلو جراما يباع بـ 1200 جنيها وحاليا وصل إلى 5 آلاف جنيه وكانت اسبانيا تستورد زيت الزيتون من سيناء وتعيد تعبئته وتبيعه على انه انتاج اسبانيا.
وطالب الدولة بأن تبدأ فى عملية تملك الاراضى لتشجيع الناس على الزراعة وتعود سيناء بخيراتها الطبيعية واحدة من اهم موارد الدخل القومى المصرى خاصة وان وصول الكهرباء الى كل الاماكن بسيناء سهلت من حفر الابار وبالتالى التوسع فى الزراعة إلى جانب ثراء سيناء بالمعادن والرخام وغيرها ولعل وجود الأنفاق الجديدة يعد احد العوامل المشجعة للمستثمر الزراعى تحديدا حيث سهولة نقل الإنتاج وبيعه فى اى مكان.
لهذا فإن الدولة اصبحت ذات فكر جديد والرئيس السيسى يمتلك رؤية واضحة وطموح بلا حدود ولا يدخر جهدا فى تعظيم الموارد المتاحة وهذا هو اهم دافع لتحقيق الحلم الذى ظل يراود افكارنا منذ اقدم العصور.
من جانبه قال شريف سلام رجل اعمال من الطيور المهاجرة للخارج، إن السياسات الاقتصادية التى اتبعها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ بداية توليه المسئولية تشجع المستثمرين من ابناء مصر المقيمون بالخارج خاصة وإنه نجح فى عمل بنية تحتية ممهدة تسهل الحركة وهذا ما نشاهده فى شبه جزيرة سيناء من مظاهر حضارية غير مسبوقة ونتوقع فى المرحلة المقبلة إن تكون هناك مشروعات فى سيناء تجعلها من ابرز المناطق الجاذبة للمستثمرين والسكان فقد تحولت تحولا كاملا بعد نجاح العملية الشاملة فى ضرب بؤر الإرهاب الذى استحوذ على الشمال اكثر من عشر سنوات حول حياة المواطنين الى جحيم لا يطاق . ونتمنى من الدولة ممثلة فى وزارة الاستثمار ان تقوم بدورها تجاه وضع خرائط بالمشروعات التى تصلح فى سيناء حتى تتضح الرؤية امام رجال الاعمال وبالتالى يسارعوا نحوها دون تردد او انتظار.
ويضيف رجل الاعمال مصطفى عبده قائلا: ما يتم إنجازه فى هده المرحلة الزمنية القصيرة من تطوير وتنمية سيناء رغم الظروف القاسية والحروب الداخلية والخارجية التى تعرضت لها مصر يعكس قيمة العمل الذى تم وكتيبة المقاتلين من رجال الدولة الذين يواصلون الليل بالنهار من اجل التوطين فى سيناء حتى المعابر والأنفاق التى تم استحداثها على الشكل الاوروبى يؤكد ان هناك نظرة ثاقبة تسبق المرحلة بخطوات إلى الامام كلها دوافع تجعل من سيناء ارضا خصبة للاستثمار فى كافة المجالات فلم تعد قاصرة على الاستثمار الزراعى فقط بل هناك مصانع تصلح ان تتم على ارضها من بينها مصانع الحلويات والشوكولاته والبسكويت وغيرها من الصناعات إذ تتوافر فيها كافة عوامل النجاح.
.
.
.
.
.
.
.