تعد الحوارات الوطنية المفعمة بالتفاؤل والإيجابية أداة قوية لتحقيق التقدم في المجتمعات، فما أحوجنا لهذه النوعية من الأحاديث والندوات التي تعزز روح الولاء والانتماء للوطن الذي يستحق منا الكثير والكثير من العمل والحب والانتماء والولاء والإيمان بما يتحقق على أرضه من خير واستشراف بمستقبل واعد.
في هذا السياق جاءت ندوة ناجحة لمكتبة الإسكندرية تحدث فيها اللواء الدكتور سمير فرج المفكر السياسي البارز وصاحب الرؤية الوطنية الخالصة، وسعد بها الحضور من مختلف الأعمار والفئات والطبقات؛ حيث شاهدوا بالصوت والصورة واستمعوا بإنصات داخل بيت السناري التحليل العميق والتجارب الواقعية التي تعكس مسارًا يملؤه التفاؤل والأمل في مستقبل الوطن من جانب د.سمير فرج، وشارك في هذا اللقاء الثري الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية وأداره بحرفية الكاتب الصحفي أحمد السرساوي.
خلال الندوة المهمة التي أسعدني حضورها؛ بل وخرجت منها مثل كل الحضور يملأنا الشعور بالتفاؤل المستنير، تحدث د.سمير فرج عن التهديدات الإستراتيجية التى تواجه مصر من كافة حدودها، لافتًا إلى أهمية توعية الأجيال الجديدة بالمخاطر التي تحيط بمصر.
وأوضح علاقة مصر بالدول الغربية، وكذلك علاقة مصر بمحيطها العربي والجغرافي، كما تحدث عن جهود الدولة المصرية في ترسيم حدودها مع دول الجوار، خاصة في حوض البحر المتوسط، وذلك للسماح بالاكتشافات في مجال الغاز الطبيعي.
وجاء حوار د.سمير مشجعًا على تكوين رؤية واضحة وعلى المشاركة الفاعلة لجميع أفراد المجتمع، فكان بالفعل حوارًا وطنيا مفعمًا بالتفاؤل تمكن خلاله الحضور من تبادل وجهات النظر والأفكار حول تحديات المستقبل، وسبل تحقيق التقدم، فقدم عرضًا رائعًا شارحًا ببساطة وعمق في نفس الوقت حالة المنطقة العربية والصراعات القائمة في بعض الدول وتداعياتها على الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن مصر تتعرض في الوقت الحالي لضغوط شديدة.
وأعقب حديث الدكتور سمير فرج كلمة مهمة للدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، تحدث فيها عن أهمية الاتجاه إلى المستقبل، ونحن لدينا رؤية واضحة حول وضع مصر في المنطقة والتحديات المحيطة بها، مؤكدًا أننا يجب أن ندرك أهمية تاريخ مصر ومكانتها، مشيرًا إلى أن قادة مصر يدركون ذلك، لافتًا إلى أهمية تماسك المجتمع المصري من الداخل، وكذلك الوعي بضرورة المشاركة في الاستحقاقات الدستورية.
حملت الندوة عنوان: "المصريون والثقافة الانتخابية.. ودورها في تحقيق الاستقرار السياسي والأمن القومي"، وتطرقت لمحاور وطنية متعددة أثرت وجدان وعقل كل الحاضرين بفضل اختيار شخصية ملهمة وصاحب كاريزما وحضور طاغٍ.. هو الدكتور سمير فرج الذي نتمنى منه تواجدًا مكثفًا مع الأجيال المختلفة لما يتمتع به من مصداقية وجاذبية في الحوار وخبرات كبيرة تسهم في إلهام الأجيال الجديدة وتحفيزها على المشاركة الفعالة في صنع مستقبلها ومستقبل الوطن.