يظل بريق الممثل لامعًا ليس فقط في وطنه، بل في كل دول العالم التي منحته لقب "نجم"، وبأعماله أصبح مشهورًا، ما دام قادرًا على التواصل مع جمهوره، ينطبق ذلك على نجوم كثر.
ففي الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، أطلت النجمة العالمية شارون ستون، التى تبلغ من العمر حاليًا قرابة الـ66 عامًا؛ حيث إنها من مواليد 1958، وبرغم العمر وعلامات الزمن التي تزحف شئنا أم أبينا على كل منا مع مرور السنين، هي كما هي توزع ابتسامتها على الجميع تصنع فارقًا بطَلَّتِها المميزة، بساطة فستانها، حديثها الممتع مع المعجبين ومع الفنانين المصريين أمثال النجمة لبلبة التي ظلت تتحدث معها في لقاء وكأنهما يعملان معًا في فيلم سينمائي واحد.
بعض الممثلين يفقتدون تلك الحالة، مع أنهم قد تتوافر لهم مواصفات النجوم، شهرة، أعمال فنية، إيرادات، لكنهم يفتقدون كثيرًا همزة الوصل بينهم وبين جمهورهم، فتراهم يتعاملون بنوع من الاستعلاء على الجمهور، وهو من صنع تلك المكانة التي وصلوا إليها.
لم تكن شارون ستون صاحبة الأعمال الناجحة بداية من "غريزة أساسية ومرورًا بالمتخصص وأعمال كثيرة"، بل كان النجم الأسمر ويل سميث، أكثر الحضور تواضعًا، تقريبًا التقط صور "سيلفي" مع كل من طلب منه، وكذلك النجم جوني ديب.
من الصفات التى يتميز بها النجم قدرته على التواصل مع الجمهور بشكل أقرب إلى الشعبية، لا أن يعيش في برج عاجي، وجمهوره في واد آخر، ظل النجم نور الشريف حريصًا على زيارة بعض أصدقائه - رحمه الله - في حي السيدة حتى آخر أيامه، وظل عزت العلايلي، مرتبطًا بمن أحبهم رفقاء الدرب، وكان النجم الكبير محمود ياسين - رحمه الله - يحدثني دائمًا عن أهم أصدقاء مسيرته، منذ الطفولة وكان منهم السيد طليب، والمخرج الكبير سمير العصفوري رفيق رحلة بورسعيد، ولم يغلق محمود ياسين تليفونه يومًا.
هنا يجب أن يقف الفنان مع نفسه وقفة للتواضع كي يحصد أكبر رصيد من الحب والإعجاب، ليست السيارات الفارهة، أو القصور، أو الفساتين وحقائب اليد باهظة الثمن هي من تصنع النجومية والبريق، الفنان ميراثه جمهوره، وأعماله، وقد كشف حفل افتتاح مهرجان البحر الأحمر بأن النجوم تصنعهم أعمالهم، تصنعهم رسائلهم المستمرة، عندما يصفق الجمهور إلى نجمات أمثال يسرا، أو ليلى علوي، أو نبيلة عبيد، أو مريم أوزرلي، أو شارون ستون، أو أي من النجمات الكبيرات، فلأن هناك رصيدًا صنعنه مع الجمهور.
وفي واقع الأمر الجمهور يعرف أكثر، تلك العبارة الصادقة، يمكن أن نلمسها في العلاقة بين أي مبدع وجمهوره، هو يدرك قيمة ما يقدم، ظلت فاتن حمامة حتى رحيلها مرتبطة بجمهورها، وظلت هند رستم، وظلت معالي زايد، وكانت تسكن في وسط البلد شقة بجوار دار القضاء العالي تنزل خصيصًا لتشاهد الناس، وتتحدث معهم.
ليس هناك أجمل من أن يجني المبدع ثمار جهده من كلمات الإعجاب التي يقولها الجمهور، أدركت شارون ستون أنها محبوبة في العالم العربي عندما خرجت بدون حراسة، وأدرك ويل سميث وجوني ديب وهو يحضر الفيلم الأمريكي "ليلة صامتة" دون حراسة، جلس مع الجمهور، وشاهد فيلمًا ليس به كلمة واحدة، تجربة سينمائية خاصة، ليعرف كيف سيشاهد الجمهور تجربة خاصة؛ لأنه مخرج ومنتج وممثل.