يسعى الكثير منا إلى إتقان فن التحكم في الانفعالات، حتى يستطيعوا السيطرة على غضبهم عند تعرضهم لموقف معين، وعلى الرغم أن هناك البعض الذين يكتسبون ذلك الفن مع مرور الوقت دون أي بحث أو تعلم، إلا أن هناك الكثير لا يستطيعون التحكم في انفعالاتهم.
موضوعات مقترحة
فالانفعالات هي عبارة عن حالات نفسية ووجدانية تتملك الفرد بشكل فجائي، بسبب تعرضه لموقف ما، ومن الأمثلة على الانفعالات الضحك، والبكاء، والقلق، والدهشة، والكره، والسعادة، والحزن، والغضب.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة تصيب الفرد منذ السنوات الأولى من عمره، ويكون خلال هذه المرحلة غير قادر على التحكم بها بشكل جيد، ولكن مع التقدم في العمر يتعلم بشكل تدريجي كيفية التحكم بها أو إخفائها، ولكن مع الأسف لا يتقن الكثير السيطرة على انفعالاتهم.
كيف تجاهد انفعالاتك؟
وبحسب ما يقول استشاري الطب النفسي والسلوكي، الدكتور جمال فرويز، لـ" بوابة الأهرام": لابد من التفرقة ما بين نوبات الانفعال المكتسبة-أي سلوك جديد على الشخص- نتيجة للتعرض لاكتئاب أو نتيجة الآثار الجانبية لبعض الأدوية أو نوبات الانفعال كـ"سمة شخصية" وهي ما تسمى بـ" الشخصيات الانفجارية".
وتابع: بالنسبة لنوبات الانفعال المكتسبة حديثا يمكن القول بأنها نتيجة للضغوط الحياتية أو أثر جانبي لبعض الأدوية، لابد من الذهاب فورًا للطبيب المعالج.
أما إذا كانت نوبات الانفعال نتيجة للضغوط الحياتية أو الاكتئاب فهناك أدوية موجودة حاليا تعمل على تخفيف هذه النوبات وإن لم نجد جدوى منها لابد من الذهاب فورا للطبيب النفسي حتى لا يتطور الأمر.
وأضاف، أما بالنسبة لنوبات الانفعال نتيجة طابع أو سمة شخصية وهذا ما يطلق عليه في الطب النفسي بـ" الشخصية الانفجارية"، وهنا لابد من الرجوع للعلاج السلوكي سواء بالأدوية أو بجلسات علاج سلوكي.
ويوصي استشاري الطب النفسي والسلوكي، بإتباع عدة خطوات للبدء في السيطة على نوبات الانفعال عن طريق الخطوات الآتية:
1- اجلس منفردا في حجرة مغلقة مظلمة.
2- النوم على السرير دون مخدة ليكون الجسم مستويا.
3- اغمض عينيك وتنفس من الفم 30 مرة متتالية.
4- بعد ذلك تنفس من الأنف من 5 إلى 10 دقائق.
5- كرر ذلك مرتين يوميا.
6- انتظر النتيجة بعد 14 يوما سوف تقل النوبات الانفعالية.
7- ثم استمر على ذلك لمدة شهر.
8- إذا لم تستشعر بتحسن يجب عليك الذهاب للطبيب فورًا.
الدكتور جمال فرويز
التحكم في الانفعال من باب المجاهدة في سبيل الله عز وجل
ومن جانبه، يوضح الدكتور أحمد كريمة،أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قال الله عز وجل في كتابه:« الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
كما قال جل شأنه:« وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء".
فالانفعالات النفسية والوجدانية والمواقف التي يتعرض لها الإنسان يواجهها المؤمن القوي والمسلم السوي بالحلم والتريث والإناء -التأني- ولا يندفع ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن السيئة بالحسنة مستشعرًا قول الله تعالى :« وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».
وينصح أستاذ الفقه المقارن، تعويد النفس ألا تنقاد لمشاحنات وخصومات، بل توثر الصبر والاحتمال والمعالجة والمداواة، وكل هذا من باب المجاهدة في سبيل الله عز وجل.
الدكتور أحمد كريمة