ليست كل الإصابة بالضغط المنخفض تمر مرور الكرام من خلال تناول أدوية لرفع الضغط أو تناول الأطعمة المالحة والمخللات كنوع من ضبط الضغط المنخفض، لأن ما يحدث من انخفاض في الضغط قد يشكل مشكلة مرضية أكبر من مجرد انخفاض في الضغط، حيث قد يعاني البعض من حالة مرضية عبارة عن انخفاض شديد في نسبة ضغط الدم يصاحبه عدم القدرة على التقاط النفس بشكل طبيعي، وقد يصل الأمر لفقدان الوعي لثوانٍ، وربما تشعر بوجود ارتخاء عام في جميع أنحاء الجسم دون فقد الوعي، وهذه الحالة يتعرض لها البعض دون معرفة السبب الحقيقي وراءها، وعند الذهاب للطبيب يطلب بعض الفحوصات التي قد تثبت أنك مصاب بالعصب الحائر.
موضوعات مقترحة
ماهي حقيقة العصب الحائر؟
يقول الدكتور محمد مصطفى فاروق، استشاري أمراض القلب والقسطرة جامعة عين شمس، أن العصب الحائر أو العصب المبهم يعد أحد الأعصاب القحفية الاثنا عشر ويعتبر العصب الوحيد الذي ينشأ في المخ وينتهي في الجهاز الهضم، أي أنه يمر بعدد كبير من الأجهزة بل ويتحكم فيها أيضا خاصة في حالة التهاب العصب .
الدكتور محمد مصطفى فاروق
ووظيفة العصب الحائر أنه يقوم بنقل الإشارات الحسية والحركية من الجهاز العصبي إلى كل الأعضاء الواقعة بين المخ إلى الأمعاء الغليظة، كما أنه يتحكم بشدة في سرعة ضربات القلب، وعندما يصاب الإنسان بهذا العصب فإنه يتسبب في إبطاء نبضات القلب، كما أنه يتحكم في حركة الأمعاء الدقيقة والغليظة ويسيطر على النطق وكثير من أعضاء الجسم.
أعراض وأسباب الإصابة بالعصب الحائر
ويتابع الدكتور محمد مصطفى فاروق، أن من أعراض الإصابة بالعصب الحائر هي الشعور بوخز في الصدر والقلب وتسارع ضربات القلب، وانخفاض الضغط وارتخاء في جميع عضلات الجسم، وخمول وعدم القدرة على العمل أو القيام بأي مجهود حتى ولو بسيطًا، والإحساس دائمًا بالاحتياج إلى الراحة والنوم.
"ومن أسباب الإصابة بالعصب الحائر، التعرض الدائم والمتكرر إلى الضغط النفسي مثل حالات الحزن الشديد وفي بعض الحالات الصعبة في مرض التهاب العصب الحائر قد تظهر هذه الأعراض مع أبسط الضغوط النفسية، ومن الأسباب أيضًا وجود الحساسية الشديدة تجاه أي موقف يتعرض له الشخص وكذلك الإصابة بالجفاف، والسهر أو الجلوس فترة طويلة دون حركة.
ويكمل، لذلك على كل المصابين بمرض العصب الحائر في حالة هياجه، عليه باتباع الإسعافات الأولية لمنع تفاقم الأزمة وهذه الإسعافات تتم من خلال الجلوس أو الاستلقاء مع رفع القدمين الى مستوى أعلى من مستوى القلب، مع تناول مشروب مالح، مع ضرورة عدم إهمال العلاج؛ حيث يتسبب ذلك في حدوث العديد من المضاعفات الصحية، ولكن قبل التوجه للطبيب على المريض أن يسعف نفسه أولا من خلال تناول أطعمة مالحة، حيث إن تناول الأملاح يساعد على تقليل حدة الأعراض، لأن الملح يساعد على الاحتفاظ بالسوائل في الأوعية الدموية لفترة أطول.
"وعلى مريض العصب الحائر ممارسة الرياضة اليومية كنوع من أنواع علاج أعراض العصب الحائر حيث تعد ممارسة الرياضة من أهم الحيل، حيث إن المجهود اليومي من خلال الرياضة يزيد من تحسن سريان السيلان العصبي وتنشيط الدورة الدموية في الجسم، مع إعطاء المريض العلاجات الدوائية المناسبة لحالته، وتكون مؤقتة وبسيطة، وهذه الأدوية يتم تحديدها من قبل الطبيب المعالج.
دور العصب الحائر في الجسم
وفي سياق متصل يقول الدكتور علي عرابي أستاذ أمراض القلب بجامعة الأزهر، إن العصب العاشر والمعروف بالحائر يعتبر جزءًا من الجهاز العصبي اللاإرادي تحديدًا الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، وهو يلعب دورًا في تنظيم وظائف الجسم الحيوية اللاإرادية، مثل التنفس، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، عملية الهضم، وذلك بسبب أن العصب الحائر يمتد بعد خروجه من الدماغ يمر على جانبي العنق الأيمن والأيسر مرورًا بالبلعوم، ثم الحلق، والصدر، وحول القلب، والرئة، ثم يصل إلى المعدة والأمعاء.
"ويعتبر العصب الحائر هو الجزء الرئيسي في الجهاز العصبي الباراسمبثاوي المسئول عن تهدئة الجسم، لأنه يساعد على الاسترخاء ويقلل معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويحفز الهضم وعمليات الإخراج، نقل المعلومات الحسية إلى الجلد في منطقة خلف الأذن والجزء الخارجي من قناة الأذن وبعض أجزاء الحلق، مع تحفيز ردود الفعل الانعكاسية، مثل السعال، والعطس، والبلع، والقيء، وكذلك التعرق وإفراز اللعاب، والمساهمة في عملية التذوق، ونقل الإحساس من الأعضاء الداخلية إلى المخ وإليها، مثل القلب، والحنجرة، والمريء، والقصبة الهوائية، والرئتين، ومعظم أجزاء الجهاز الهضمي.
ويكمل، أن هناك العديد من الوظائف الحركية للعصب الحائر مثل تحفيز العضلات المسئولة عن البلع والكلام وإبطاء معدل ضربات القلب وتحفيز حركة الجهاز الهضمي وعملية الهضم، ومن تأثيرات العصب الحائر على الجسم ما يلي التنفس بعمق لتأثيره على الحجاب الحاجز، وهو ما يمنح شعورا بالاسترخاء وتقليل الالتهاب عن طريق إرسال إشارات إلى أجزاء الجسم المختلفة للحد من الالتهاب، مع تهدئة الجسم بعد الشعور بالقلق والتوتر، كذلك التواصل بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي، ويطلق عليه المحور الدماغي المعوي.
علامات تؤكد وجود اضطراب وظيفة العصب الحائر في الجسم
يتابع الدكتور علي عرابي، أنه توجد العديد من علامات وأعراض العصب الحائر التي قد تشير إلى احتمالية وجود خلل وظيفي فيه مثل الارتجاع الحمضي، وكذلك الشعور بالامتلاء بعد تناول كمية قليلة من الطعام، ومغص وانتفاخ والشعور بالغثيان وقيء، مع وجود صعوبة البلع وبحة في الصوت مع صفير أو أزيز الصدر، مع ظهور قلة الشهية وفقدان الوزن واضطراب المزاج، وكذلك الشعور بالدوخة أو إغماء.
"وقد تؤدي الإصابة بالعصب الحائر بخزل المعدة، وهي حالة تعرف بـ بطء حركة المعدة الطبيعية وقدرتها على تفريغ الطعام إلى الأمعاء مما يعوق عملية الهضم.
أيضا يحدث تغير في معدل ضربات القلب مما يسبب حدوث خلل في نشاط العصب الحائر في التأثير على معدل نبضات القلب، حيث إن فرط نشاطه يبطئ معدل ضربات القلب، بينما تهدئة العصب الحائر يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، كما أن تلف العصب الحائر يؤدي التهاب العصب الحائر أو تلفه إلى ظهور مجموعة من الأعراض بناء على المنطقة المتأثرة.
"ويعتبر الإغماء الوعائي المبهم للعصب الحائر، أنه حالة تحدث نتيجة المبالغة في ردة فعل العصب الحائر استجابة لبعض المواقف، مما يؤدي إلى إبطاء معدل ضربات القلب فجأة ويحدث هبوط شديد في ضغط الدم وفقدان الوعي وتشمل بعض المواقف التي تحفز هذه الاستجابة لدى البعض التعرض لضغط نفسي، والشعور بالألم، والحر الشديد، والحمل.
كيفية الحفاظ على صحة العصب الحائر
ويشير الدكتور علي عرابي، أنه توجد عدة طرق تساعد في الحفاظ على صحة العصب الحائر، مثل اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضراوات، مع تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، وممارسة الرياضة بانتظام، مع محاولة الاسترخاء وممارسة التمارين التي تساعد على ذلك، مثل التأمل الواعي واليوجا، مع ضرورة حرص مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم على السيطرة على مستوى السكر في الدم، وكذلك ضغط الدم.