قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين: إن للإسلام موقفا محددا من قضية البيئة وعناصرها بدءا من الأرض ومرورا بكل ما يدب على وجهها من كائنات حية وانتهاء بما يسبح في مياهها ويطير في أجوائها من طيور.
موضوعات مقترحة
وتابع خلال كلمة مصورة بالفيديو وجهها اليوم الأحد خلال حفل توقيع "نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك للأديان من أجل المناخ" ، و افتتاح جناح الأديان في COP28 المقام بالإمارات، موضحا أن هذا الموقف يتمثل في الأمر الإلهي الموجه لكل انسان مؤمن وغير مؤمن بالإصلاح في الأرض وما عليها والنهي الإلهي والتحذير من الافساد فيها أو في اي من عناصرها وقد نزل القرآن الكريم مشحونا بالآيات التي تحث على احترام البيئة وعناصرها انطلاقا من أمرين، أولهما أن البيئة وعناصرها دليل من أقوي الأدلة التي ترشد العقل لمعرفة الله تعالي والإيمان به، والايمان بالله من أجل النعم الإلهية قاطبة على الانسان.
الأمر الثاني، أن الكائنات بكل أنواعها تشارك الإنسان المؤمن في عبوديته لله تعالي ومن ثم كان الإنسان في منطق الإسلام مسئولا عن البيئة مسئوليته عن نفسه وعن إخوته من بني آدم، وفي الإسلام تشريعات خاصة بهذه القضية لا يتحتمل المقام تفصيلها.
كما أوضح فضيلة الإمام الأكبر أن خلاصة ما يمكن قوله في هذه المسألة، أن الأرض وما عليها أمانة في رقبة الإنسان وهو مسئول بين يدي الله يوم القيامة عن إصلاحه وعن حمياتها من الفساد والإفساد فيها وقد حذر الله الانسان إن هو أفسد في الأرض أن يذيقه من المصائب والكوارث بقدر ما يفسد فيها، ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون.