حين يسمع المريض من الطبيب عبارة أنه مصاب بمرض نتيجة الإصابة بعدوى، عبارة تجعله يحتار ويتساءل متى ومن أين جاءت العدوى، ووفقا للأطباء فإن الأمر لا يقتصر فقط على مجرد العدوى، ولكن يوجد ما يسمى بالأمراض المعدية ، والتي تعتبر اضطرابات تحدث بسبب كائنات صغيرة مثل البكتيريا، أو الفيروسات، أو الفطريات، أو الطفيليات.
موضوعات مقترحة
وعادة ما تعيش العديد من الكائنات الدقيقة على أجسامنا، وعادة هذه الكائنات ما تكون ضارة، أو نافعة، وبعضها قد يسبب أمراضًا في ظل وجود ظروف معينة.
طبيعة الأمراض المعدية
يقول الدكتور أمجد الحداد استشاري أمراض الحساسية والمناعة، إن الأمراض المعدية يمكن أن تنتقل من شخص إلى شخص آخر وبعضها قد ينتقل بسبب الحشرات أو حيوانات أخرى. وقد يصاب الإنسان بأمراض أخرى بسبب تناول طعام أو شرب ماء ملوث، أو بسبب التعرض للكائنات الصغيرة الموجودة في البيئة.
الدكتور أمجد الحداد
"ويجب أن نفرق بين العدوى البسيطة والعدوى الكبيرة، حيث قد تختلف العلامات والأعراض بحسب الكائنات الصغيرة المسببة للعدوى وهي تتضمن الحمى والإعياء وقد تستجيب العدوى البسيطة للراحة، والعلاجات المنزلية، بينما أنواع العدوى المهددة للحياة وهي قد تتطلب الذهاب إلى المستشفى.
ويكمل، أن بعض الأمراض المعدية، تكون مثل الحصبة، وجدري الماء، وهي التي يمكن منع الإصابة بها من خلال التحصينات، وفي هذه الحالة قد يساعد غسل الأيدي المتكرر والشامل على حماية الإنسان من غالبية الأمراض المعدية.
أعراض الإصابة بالأمراض المعدية
يتابع الدكتور أمجد الحداد، أن لكل مرض معد علاماته وأعراضه الخاصة، ولكن تتضمن الأمراض المعدية عامة عددًا من العلامات والأعراض العامة والمشتركة، ومنها الحمى والإسهال والإرهاق وآلام في العضلات والسعال أيضا.
أسباب الإصابة بالأمراض المعدية
يشير الدكتور أمجد الحداد، إلى أن أسباب الأمراض المعدية تحدث بسبب الإصابة بالبكتيريا وهي مسئولة عن حدوث أمراض مثل التهاب الحلق، وعدوى الجهاز البولي، والسل، كذلك تسبب الفيروسات العديد من الأمراض والتي تتراوح من نزلات البرد وحتى الإيدز.
"كما تعتبر الفطريات أيضا من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المعدية، وهي التي تسبب العديد من الأمراض الجلدية مثل السعفة والقدَم الرياضي أو عدوى في الرئتين أو الجهاز العصبي، أيضا الطفيليات تسبب الإصابة بالملاريا نتيجة التعرض لطفيل صغير للغاية ينتقل عن طريق لدغة البعوض، بينما قد تنتقل بعض الطفيليات الأخرى إلى الإنسان عبر فضلات الحيوانات.
ومن الأسباب الأخرى التي تسبب الإصابة بالأمراض المعدية وهو الاتصال المباشر بالمريض، وبذلك تسهل الإصابة بمعظم الأمراض المعدية عند الاتصال مع شخص أو حيوان، حيث يَشيع انتشار الأمراض المعدية عبر الانتقال المباشر للبكتيريا أو الفيروسات أو غيرها من الجراثيم من شخص إلى آخر، وقد يحدث ذلك حين يلامس إنسان مصاب بالبكتيريا أو الفيروس إنسانًا سليمًا أو يقبله أو يسعل أو يعطس ناحيته، كما يمكن أن تصاب بالمرض من خلال التعرض للعض أو الخدش من قِبل حيوانٍ موبوء حتى إن كان حيوانًا أليفًا وقد يكون ذلك مميتًا في حالات شديدة، كما أن التعامل مع فضلات الحيوانات يعتبر خطرا أيضا.
الاتصال غير المباشر يسبب الإصابة بالأمراض المعدية
ومن جانبه يقول الدكتور رامي غيط أستشاري أمراض الباطنة والجهاز الهضمي، إن الأمراض المعدية يمكن أن تنقل الكائنات التي تسبب المرض من خلال الاتصال غير المباشر الأجسام غير الحية، مثل أسطح الطاولات أو مقابض الأبواب أو الصنابير، حيث إن تلامس مقبض باب سبقك إليه شخص مريض بالإنفلونزا أو الزكام على سبيل المثال، فذلك يساعد أن يلتقط الشخص السليم الجراثيم التي خلّفها الشخص المريض، وتزداد حدة الإصابة في حالة إذا قمت بعد ذلك بلمس عينيك أو فمك أو أنفك قبل غسل يديك، فقد تصاب بالعدوى.
الدكتور رامي غيط
" كما تعتبر لدغات الحشرات ناقلة لبعض الجراثيم، ومن هذه الحشرات الناموس أو البراغيث أو القمل أو القراد التي تسهل نقل العدوى من شخص إلى آخر ومن هذه الطفيليات التي تنقلها طفيل الملاريا أو فيروس غرب النيل.
كما أن تلوث الطعام يسبب العديد من الأمراض والتي تنتقل من خلال الطعام والماء الملوث مثل البكتيريا الإشريكية القولونية وهي بكتيريا موجودة في أطعمة معينة مثل الهامبرغر غير المطهو جيدًا أو عصير الفاكهة غير المبستر.
خطورة الإصابة بالأمراض المعدية
يتابع الدكتور رامي غيط ، إن أي شخص قد يحمل أمراضًا معدية، ولكنه قد يكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض إذا كان نظام المناعة لا يؤدي وظيفته بشكل سليم، مما يسبب المضاعفات؛ حيث إن أغلب الأمراض المعدية ليس لديها سوى مضاعفات بسيطة، لكن قد تشكل بعض الأمراض مثل الالتهاب الرئوي وفيروس العوز المناعي البشري والتهاب السحايا خطرا على الحياة، كما ارتبطت أنواع قليلة من العدوى بزيادة خطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
" بالإضافة إلى ذلك، قد تصبح بعض الأمراض المعدية خاملة، إلا أنها قد تنشط مرة أخرى في المستقبل وقد لا تنشط في بعض الأحيان إلا بعد مرور عقود، وعلى سبيل المثال قد يتعرض شخص ما أصيب بالجدري المائي لخطر الإصابة بمرض الهربس النطاقي فيما بعد.
طرق الوقاية من الأمراض المعدية
ويشير الدكتور رامي غيط، إلى أن هناك طرقًا للوقاية لتقليل خطر الإصابة بالعدوى، ومنها غسل اليدين قبل إعداد الطعام وبعده وقبل الأكل وبعد استخدام المرحاض، مع عدم محاولة لمس العينين والأنف والفم باليد لأنها طريقة سهلة لمرور الجراثيم إلى الجسم.
"ومن طرق الوقاية أيضا، تلقي التطعيمات؛ لأنها تقلل بشكل كبير جدا من فرص الإصابة بالكثير من الأمراض، مع المكوث في المنزل عندما يكون الشخص مريضا وعليه أن لا يذهب إلى العمل خاصة في حالة وجود قيئ أو إسهال أو حمى مع مراعاة عدم ذهاب الطفل إلى المدرسة إذا ظهرت عليه هذه العلامات أيضا.
وعند تحضير الطعام يجب الحفاظ على نظافة الطاولات وأسطح المطبخ الأخرى عند تحضير الوجبات، مع مراعاة طهي الأطعمة على درجة حرارة مناسبة، باستخدام مقياس حرارة الطعام للتحقُّق من نضجها، مع ضرورة تبريد بقايا الطعام فور انتهاء الأكل ، مع الحذر من ترك الأطعمة المطهية في درجة حرارة الغرفة لفترات زمنية طويلة.
" وحفاظا على عدم انتقال الأمراض المعدية على كل شخص ألا يشارك أدواته الشخصية مع الآخرين سواء فرشاة أسنان أو مشط أو شفرة حلاقة، مع ضرورة تجنب مشاركة أكواب الشرب أو أواني وأدوات الطعام، وفي حالة السفر إلى الخارج على الشخص استشارة الطبيب لمعرفة اللقاحات الخاصة المناسبة مثل الحمى الصفراء والكوليرا والتهاب الكبد A أو B أو الحمى التيفودية الذي قد يحتاجها المسافر.