لا يوجد دورى فى العالم خالٍ من العيوب أو الأخطاء التحكيمية.. ولا يوجد مسئول أو رئيس لأى اتحاد لا يؤرقه تغير النتائج بسبب قرار خطأ لأحد الحكام.. لكن العمل المتواصل ومحاولة تقديم الحلول لعلاج المشكلات وتطوير المنظومة هو الشىء الذى ربما يقنع الجماهير والأندية على تقبل الأمور والتغاضى عن موجات التصعيد..
فى الدورى الإنجليزى تأزمت المشكلات فى الأسابيع الأخيرة بسبب أخطاء حكام الفار المتكررة، وهو الأمر الذى كان له تأثيره على تغير بعض نتائج المباريات.. رابطة الدورى الإنجليزى من بين محاولاتها لتصويب أوضاع التحكيم تقبلت فكرة اللجوء للخطوط الجوية البريطانية والاستعانة بأطقم من طياريها بصفتهم الأفضل فى التواصل بين فرق العمل والعمل تحت ضغوط تفرضها عليهم الظروف وتلزم أفراد الطاقم باتخاذ قرارات سريعة وبجودة عالية.. لإلقاء محاضرات على حكام الفار حول كيفية التواصل بين عناصر الفريق الواحد تحت الضغوط الشديدة..
فريق الطيارين طلب من الحكام التعامل بجدية وصرامة شديدة خلال إدارتهم المباريات دون الخروج عن حوار العمل لضمان عدم تشتيت الانتباه وفقدان التركيز.. حتى وإن كان الحوار حول الإشادة بصحة أحد القرارات أو دقة احتسابه.. التجربة التى لجأ إليها مسئولو رابطة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ربما لم تؤتِ ثمارها حتى الآن وربما تنجح أو تفشل.. لكن هناك خطط عمل وتجارب مستمرة لتقديم مباريات خالية من الأخطاء أو على الأقل التقليل منها، بما لا يؤثر على نتائج المباريات أو سمعة ومكانة أحد أكبر الدوريات فى العالم.
وفى الدورى الإسباني هناك أخطاء تحدث بشكل مستمر وكان آخرها فى مباراة برشلونة ورايو فايكانو، والتى انتهت بتعادل الفريقين وارتكب حكم اللقاء خطأ أثّر على نتيجة المباراة وخسر برشلونة نقاط الفوز فى صراع الدورى.. ورغم الانتقادات التى وجهت لحكم المباراة سواء من الجماهير أو من الصحافة الإسبانية، لكن الأمور غالبًا لا تخرج عن كونها خطأ بشريًا لعنصر من عناصر التحكيم طالما أنها لا تمثل ظاهرة.. وهو عكس ما يحدث فى الدورى المصرى أسبوعيًا.. فالأخطاء التحكيمية مستمرة وأزمات الفار فى كل مباراة على كل شكل ولون.. والحكام تستخدمه للأحاديث الخاصة وبعبارات تخرج فى بعض الأحيان عن المألوف والاحترام.. ومسئولو اتحاد الكرة يكتفون بالمشاهدة والغريب أن بعضهم يوجهون الانتقادات للحكام ويعلنون استياءهم للأخطاء من خلال عملهم الإعلامى سواء بالتحليل أو بتقديم البرامج.
التعاقد مع البرتغالى بيريرا لم يكن أبدًا هو النهاية لأزمات التحكيم ولن يكون العلاج للمشكلات والقضاء عليها.. وجود بيريرا كرئيس للجنة هو الخطأ الأكبر فى المنظومة.. فالرجل يملك مقومات التخطيط ورسم السياسات.. لكنه لا يملك خبرة العمل الإدارى الذى تنازل عنه سواء طواعية أو بتدخل من رجال الاتحاد لأعضاء اللجنة.. الذين يدور حول غالبيتهم علامات الاستفهام سواء لضعف فنياتهم أو لقلة خبرتهم فى العمل الإدارى.. فانعكس الأمر على توزيع المباريات التى بات الحكام الدوليون يشاركون فى إدارة مباراة واحدة كل شهر لمصلحة آخرين من أصحاب المحسوبية أو من أبناء الحكام وأقاربهم..
وأصبحت الضغوط على أعضاء اللجنة هى السبيل لمشاركة البعض فى المباريات دون النظر لقوة أو حساسية اللقاءات فكانت النتيجة مشكلات وأزمات وأخطاء فى كل مباراة.. والغريب أن الحكام الدوليين الذين باتوا يتسولون إدارة المباريات أصبحوا على قمة الهرم التحكيمى فى المنافسات الإفريقية سواء فى تصفيات كأس العالم أو كأس الأمم الإفريقية وينال أداؤهم رضا رجال الكاف ويثنون عليهم.
توقفات الدورى بسبب الأجندة الدولية سواء للمنتخب أو الأندية، وعدم تواصل المباريات ربما كان السبب وراء تخفيف حدة الضوء على مشكلات الحكام.. وكان على اللجنة الرئيسية استغلال تلك الفترات لإعداد الحكام وعمل دورات فى تقنية الفار للتقليل من الأخطاء.. الربط بين استمرار بيريرا ومصير فيتوريا مع المنتخب نهايته فشل لمنظومة التحكيم المصرى.. وفكرة رفض مسئولى اتحاد الكرة للاستعانة برئيس للجنة من الذين سبق لهم إدارة المنظومة صحيحة لكنها ليست حجة لاستمرار الرجل.. فهناك كوادر يمكنها إدارة اللجنة بشرط توفير الاستقرار واستقلالية عملها ومنحها الفرصة دون تدخل من أحد.