بوارق الأمل ورايات النصر

29-11-2023 | 19:46

إياكم والانكسار إياكم والاستسلام للخذلان حين تقسو عليكم الأفكار هبوا من ثباتكم واصنعو المجد بأيديكم ادخلوا تجارب جديدة واقطعوا حبل وصالكم بمواقف أفسدت عليكم فرحتكم ونالت منكم، لسنا ملائكة تجيد منح التسامح بأكمله، ولسنا أبالسة نجيد الانتقام برغبة من حديد، كل مالدينا في داخل جعبتنا هو العمل من أجل الاستمرار فطريق الحياة لم يكن ورديًا، وكل قصص النجاح لم تخل من هزائم مؤقتة عقبتها نجاحات ثقال.

فلنتعلم كيف نواجه ولنذكر أنفسنا بأننا لم نعد أطفالًا تبكيهم كلمة أو ردة فعل غير محسوبة؛ لنقع على أثرها في متاهة القيل والقال ونفسر تفاسيرًات لا تمت للواقع بصلة، فإن أسوأ الأحكام وأظلمها تأتينا في وقت يتمكن فيه الخذلان منا، علينا أن نضع نصب أعيننا أن الحياة رحلة لن تدوم، وأننا سنهاجر ساحتها يومًا إجبارًا وليس اختيارًا.

كم أحزنتنا نهايات لم تكن لترد بخواطرنا، وكم آلمتنا حسابات غير صحيحة للعديد من المشكلات، حتى كادت تلقي بنا فوق جزر من أوهام نتبادل فيها مع بعضنا البعض الاتهامات، ونصدر عليهم الأحكام الظالمة علنًا، دون رشد، كان علينا قبل ذلك أن نخوض تجربة النضج فنتحكم بعدها في نوبات الانفعال.

الحياة الدنيا كما وصفها الله منذ الأزل ما هي إلا لحظات وحلقات متشعبة من تعب ومشقة، تتخللها بعض الرحمات من لدن رب رؤوف بالعباد، فلنذكر أنفسنا الآن بأن الخطأ وارد، ولنعلن عن حاجتنا للمعرفة والتعلم أكثر دون غرور أو عناد، ولنتوجه بالشكر لمن يسعون لوضعنا على عتبات سلم النجاح بشكل صحيح وإن تأخرنا في اجتياز الخطوات. 

العيب فينا نحن؛ نعم العيب في قلة صبرنا وعدم القدرة على الاحتمال، العيب فيمن حمل نفسه فوق طاقتها تبعات تفكير خاطئ نشأ في لحظة يأس ظللت سماءه فجأة وهو يحارب من بينها طواحين الهواء متعجلًا لكل أمر ومستدعيًا كل نصر من قبل أن يتعلم ويتقن فنون المواجهة والقتال.

كم تعرضنا لمواقف كشفت بعض ضعفنا فتغافلنا عنها ورفضنا التنازل، ظانين بأن الحق ملك لنا وحدنا، وبأننا قد كبرنا على الاعتراف بجهل يراودنا ويدق أبوابنا بين الحين والآخر، ماذا لو تركنا الأمر كله لله الذي أرشدنا لضرورة النهل من أنهار العلم المتواجدة بين يدي الإله، دعونا ننتفع بنصيحة ولانتكبر على أنفسنا التي تحدثنا بصدق ونحن نصر على تجاهلها، ونسد آذاننا راغبين في الوصول إلى القمة من قبل أن توجد قمم تلائمنا في الوقت الحالي، ودون تخطيط وتنفيذ لأهداف تدفع بنا نحو صناعة المستحيل وتحقيق المحال.

بداخل كل فرد منا معارك عديدة لم ترحمه ولم تتركه كما كان، الإحساس بالعجز يدمرنا والشعور بالمسئولية يجعل من الواجب علينا أن نخضع من جديد لسلطان العلم الذي يرسل إلينا ببوارق الأمل ورايات النصر، ترفرف وهى تعدنا بغد أفضل ومستقبل مشرق تتلألأ أنواره التي نسجت كي تلائمنا اليوم وتعدنا في الغد بالمزيد.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة