هناك عوامل كثيرة تؤثر فى الأدباء نفسية واجتماعية وسياسية، وبالتالى يتأثر بها إنتاجهم الأدبي عموما، وتقرر اتجاهاته وأساليبه، ونستطيع أن نقول إن الأدب العربى منذ حرب 48، مشغول بالقضية الفلسطينية، والصراع الذى تخوضه الشعوب العربية ضد الصهاينة لأنها تختلف عن أى قضية أخرى، ولأن القضية الفلسطينية تزداد حدتها بمرور الزمن وهى قضية كل مسلم وعربى وينظر الأدباء إلى أعمالهم التى تتناول القضية الفلسطينية على أنها سلاح مقاومة ويرددون دائما «لم يتبق لنا الكثير من الأسلحة ولكن سيظل لدينا الكثير من الكلمات التي تحلق بنا نحو الحرية».
موضوعات مقترحة
تقول الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد الطحان: لطالما كانت القضية الفلسطينية منذ عام 1948 قضية العرب الأولى، استشهد من أجلها الكثيرون وعانوا بحب من أجل دعم القضية والحفاظ على الأراضي والهوية الفلسطينية، وكان الأدب بدوره سفيرا وملهما ومشعلا لمكامن النفوس تراوده الأحداث والأماكن والأزمنة، التي مازالت شاهدة على أزمة الإنسان العربي ومقاومة الأبطال والشهداء من أجل تحرير فلسطين العزيزة والذود عن شعبها العربي الأصيل.
أدباء فلسطين والمقاومة والثورة على الاحتلال
البداية كانت على يد أصحاب الهم الأول من الأدباء الفلسطينيين الذي ضحوا بأرواحهم من أجل التعبير عن قضيتهم وتجسيد معاناة شعبهم ومدى الدمار والجرائم التي تسبب فيها الاحتلال الغاشم من قتل وإبادة وانتهاك لشعب فلسطين وأراضيه، ومن أهم الشعراء الفلسطينيين الذين دافعوا عن القضية الفلسطينية منذ البداية فيما يعرف بأدب المقاومة: محمود درويش، شاعر القضية الفلسطينية وسميح القاسم وتوفيق زياد وأيضا هناك أدباء الثورة مثل: عزالدين المناصرة، معين بسيسو، مريد البرغوثي، وأحمد دحبور الذين عبروا عن مشاعر الحب للوطن والرفض لكل أشكال الإبادة والقمع الإنساني التي تمارسها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وعلى أرضه وحقوقه.
وهناك أيضا أعمال روائية كتبها أدباء فلسطين منها: روايات (عائد إلى حيفا) لغسان كنفاني الذي استشهد على يد الموساد بعد أن كشف أساليب المحتل الإسرائيلي ومعاناة شعبه، وكذلك رواية (الوقائع الغريبة لاستشهاد سعيد أبي النحس المتشائل) لإميل حبيبي، في سخرية من ممارسات المحتل الغاصب إزاء صاحب الحق والأرض، ورواية (صورة وأيقونة) و(عهد قديم) و(ربيع حار) للكاتبة الفلسطينية سحر خليفة حيث أرّخت عبر روايتها الأولى لتاريخ فلسطين وأهم معالمها قبل عام 1967 وكذلك صورت في روايتها الثانية حجم المعاناة التي عاشها الفلسطينيون لاجتياح الجيش الإسرائيلي لنابلس بعد حصارها وتدميرها وقتل أبناء فلسطين، وهناك أيضا روايات (زمن الخيول البيضاء) و(قناديل ملك الجليل)، و(ظلال المفاتيح) و(تحت شمس الضحى)، و(أعراس آمنة) وغيرها من الروايات التي عالجت تاريخ فلسطين من جهة ومعاناة الشعب الفلسطيني من قوى الاحتلال من جهة أخرى في أسلوب سردي شعري، وأيضا روايات (البحث عن وليد مسعود) لجبرا إبراهيم جبرا، ورواية (باب العمود) للكاتبة الفلسطينية نردين أبونبعة ورواية (بينما ينام العالم) للكاتبة الفلسطينية الأمريكية سوزان أبوالهوى وقد كتبتها بالإنجليزية لتكشف واقع القضية الفلسطينية للعالم، فروت تاريخ فلسطين منذ النكبة وحتى إصدار الرواية عام 2010 وما حدث من مجازر وصراعات من خلال سيرة حياة إحدى العائلات الفلسطينية حيث كانت الرواية الأكثر مبيعا في العالم في ذلك العام .
أدباء مصريون وعرب
وقضية فلسطين
تتابع الدكتورة ناهد الطحان: كانت القضية الفلسطينية هما أدبيا لدى شعراء مصر منذ بدايتها أمثال إبراهيم عيسى، وأحمد زكى أبوشادى، وأحمد هيكل، وأمل دنقل، وجليلة رضا، وحامد طاهر، وحسن فتح الباب، وسعد ظلام، وشوقى هيكل، وصابر عبدالدايم يونس، وعامر بحيرى، وعبدالرحمن الشرقاوى، وعبدالعليم عيسى، وعبدالعليم القبانى، وعبدالمنعم يوسف عواد، وعبده بدوى، وعفيفى محمود، وعلى الجارم، وعلى محمود طه، وفاروق جويدة، وقاسم مظهر، وكامل أمين، ومحمد الأسمر، ومحمد التهامي، ومحمد حوطر، ومحمد عبدالغنى حسن، ومحمد على عبدالعال، ومحمد كامل إمام، ومحمد مصطفى الماحي، ومحمود أبوالوفا، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمود الخفيف، ومحمود غنيم، ومحمود محمد صادق، ومحمد محمد صادق، ومصطفى بهجت بدوي، وهاشم الرفاعي، والوردانى ناصف، ويوسف خليف. هناك أيضا شعراء عرب مثل الشاعر السوري الكبير نزار قباني وغيره من الأصوات الشعرية العربية المؤثرة التي دافعت عن حقوق الفلسطينيين وصورت قسوة المحتل وبشاعة جرائمه خلال عقود من الاحتلال والاغتصاب للأراضي الفلسطينية. وهناك شعراء مصريون حاليون أمثال هشام الجخ وأحمد بخيت وغيرهم من شعرائنا الكبار الذين عبروا عن حالة الغضب العارم في مصر والعالم العربي جراء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وما يعانيه شعبها إلى الآن.
وبالرغم من أن نجيب محفوظ لم يعالج قضية فلسطين في أدبه بشكل مباشر فإننا نستطيع أن نعرف رأيه بكل وضوح وصراحة من خلال خطابه الذي ألقاه بالنيابة عنه الأديب محمد سلماوي عند تتويج نجيب محفوظ بجائزة نوبل لافتا لما يعانيه الفلسطينيون من أهوال جراء الاحتلال الإسرائيلي، وكان يرى أن الأدباء الفلسطينيين هم الأقدر على التعبير عن قضيتهم لمعايشتهم لها، وهناك روايات كتبها العديد من الأدباء العرب مثل رواية (باب الشمس) لإلياس خوري الروائي اللبناني وتحكي عن التمزق الذي يعانيه الشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين، و(الطنطورية) لرضوى عاشور الكاتبة المصرية من خلال مذبحة قرية الطنطورة عبر ثلاثة أجيال ترصد فيها معاناة الشعب الفلسطيني من تقسيم وتهجير ومذابح، وكذلك الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل الذي خلد حكاية المناضل الفلسطيني ناجي العلي من خلال رواية (على عهدة حنظلة)، وأيضا رواية (سوناتا لأشباح القدس) لواسيني الأعرج الأديب الجزائري، وغيرها من الروايات المهمة التي تناولت القضية من منظور تاريخي وإنساني وعربي، وأيضا كتابات المستشرق الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد وبخاصة كتابه (القضية الفلسطينية) الذي كان له أبلغ الأثر في الدفاع عن القضية، وأتذكر هنا أيضا الأديبة المصرية عزة مصطفى التي كتبت رواية (عندما يعشق الزيتون) والتي تفيض بحب أبناء فلسطين لوطنهم فيبذلون كل غال من أجل مقاومة الاحتلال وتحرير وطنهم وأيضا العديد من الأعمال الأدبية من شعر ورواية وقصة مما لا يمكن حصره الآن ويلقي الضوء على عظم التأثير والمشاعر القوية تجاه شعب فلسطين العربي وأرضه الغالية .
أدباء عالميون والقضية الفلسطينية
وتضيف الطحان: لا ننسى أيضا أن القضية الفلسطينية كانت مثار اهتمام الكثير من الأدباء على مستوى العالم نذكر منهم الأديب الكولومبي «جابرييل جارثيا ماركيز» الحاصل على نوبل في الأدب، والذي ناصر القضية ورفض زيارة إسرائيل كما كان صديقا للزعيم ياسر عرفات، وفى روايته «قصة موت معلن» قدم شخصية عربية تسمى «نصار» توثيقا لقصة حقيقة جرت أحداثها عام 1951 فى الريف الكولومبى، مسقط رأس جابرييل جارسيا ماركيز تعاطفا مع ما تعانيه الأمة العربية .
أيضا جونتر جراس الأديب الألماني وهو حاصل على نوبل أيضا كتب قصيدة (ما يتحتم قوله) ليفضح مزاعم إسرائيل وسياساتها المناهضة للسلام في العالم، وقد نشرت هذه القصيدة في الكثير من بلاد العالم الغربي، كما أنه أبدى رفضه لأساليبهم خلال زيارته لإسرائيل عام 1971، أيضا الأديبة الفرنسية صاحبة نوبل «آني إرنو» التي اضطهدتها إسرائيل لمناهضتها للاحتلال الإسرائيلي والتطبيع مع إسرائيل وتنديدها بالفصل العنصري الذي تمارسه قوى الاحتلال الغاشم على أبناء فلسطين، مما يشير إلى صحوة عالمية من خلال الأدب تمارس ضغطا على سياسات إسرائيل غير الإنسانية ضد شعب فلسطين، لأن الأدب مرآة داخلية تكشف عن قرب وبعمق المشكلات الإنسانية وتعري قبحها وتضع الجميع أمام عوراته ولا يمكن بأي حال تزييفه لصالح فئة أو تسييسه للأبد.
شهرزاد فلسطين تحكي
وكما أن المرأة الفلسطينية تقف فى خندق واحد مع الرجال فى الدفاع عن الوطن فهى الصابرة المحتسبة التى تشد من أزرهم وتحتمل فى شجاعة فقد الأبناء والأهل ولا نجدها إلا صابرة قوية لا تلين، لم تكن لتغيب الأديبات الفلسطينيات عن حركة الأدب ورصدهن للقضية الفلسطينية في أعمالهن التى تحدثنا عنها الكاتبة والناقدة الأكاديمية الدكتورة جيهان الدمرداش وتقول: فلسطين جرح الأمة الغائر، الأبية الصامدة، أيقونة الصبر والإبداع عبر الأجيال، ملهمة الأدباء والشعراء، فلسطين تجلت في الأدب العربي شعرًا وسردًا، وإنْ كانت فلسطين رمز الصمود، فالمرأة الفلسطينية رمز الصمود الأبي -وليس تحيزًا للمرأة- أرى الكتابة النسائية الفلسطينية حملت على كاهلها مسؤولية تقديم مسيرة الكفاح وتقويم أي تصدع وتصحيح أي تشويه، فمن يفوق شهرزاد في حكيها، فإذا حملت المرأة الفلسطينية سلاحها جنبًا إلى جنب مع الرجل دفاعًا عن أرضها، فقد حملت الكاتبة الفلسطينية قلمها دفاعًا عن أمتها وعروبتها وقضيتها، وحفرت الفلسطينيات بحروف من نور تاريخ ومجد أمة.
تقول الكاتبة سحر خليفة في روايتها «صورة و أيقونة وعهد قديم على لسان البطل» هم حملوا السلاح ولم يهنوا، وأنا بدوري حملت القلم.» حملت سحر قلمها في رواياتها بدءًا من «لم نعد جواري لك» 1974 ومرورًا بـ«الصبّار» (1976) وعباد الشمس» (1980) «باب الساحة» (1990)، «صورة وأيقونة وعهد قديم» (2002) «إلى أرض وسماء» (2013) لتعبر عن إيمانها العميق بأن وعي المرأة النسوي جزء لا يتجزأ من وعيها السياسي، وتناولت نضال المرأة الفلسطينية والمحن التي مرت بها على وجه الخصوص كجزء من نضال الشعب الفلسطيني وكذلك باعتبارها تمثيلا لقضايا المرأة بوجه عام في المجتمعات العربية التي لاتزال بحاجة إلى تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة والمتداخلة عن قضايا المرأة، كما جسدت في رواياتها كفاح جميع فئات المجتمع ونضالهم من أجل القضية.
والكاتبة المناضلة عائشة عودة بعد تحررها من السجون الإسرائيلية عام 1979 قدمت تجربتها مع عالم السجن في روايتيها «أحلام بالحرية» (2005) و»ثمنًا للشمس» (2012)؛ واستطاعت أن تمنحنا بوحًا مفعما بالألم والصدق، الذي جعلنا - كقراء- نعيش معها مشاهد العنف والقسوة والتعذيب مع تفاصيل الحكي ودهاليز السرد التي تمتلكها شهرزاد الحكاية – لاسيما – وقد عاشتها وتجرعت آلامها، وعانت لوعتها، واستطاعت أن تخرج من إطار التجربة الذاتية إلى الإنسانية المناضلة ضد الظلم والتمييز، وجاء في إهدائها في «أحلام بالحرية» «إلى رفيقاتي وأخواتي اللاتي شاركنني أحلام الحرية ودربها، وجدلنا معًا معركة صمود في وجه الطغاة.»
والكاتبة المناضلة وداد البرغوثي التي عانت -أيضًا- آلام الأسر، قدمت في روايتها «بيوت» (2021) معاناة الأسرى الفلسطينيين، وجسدت معاناة أم الأسير وقالت عن روايتها: «هي صوت كل المقهورين في العالم، وصوت كل مقهور فلسطيني كونه يجسد القهر الأكبر فجاجة بالعالم»، والجرح لايزال ينزف ويتجدد مع طوفان غزة، ومن بين ركام الوجع ستخرج لنا شهرزاد تنسج خيوطًا لحكاية جديدة تنهي سطورها بأحرف النصر المنتظر إن شاء الله.
ومن جانبها تقول د. شيرين العدوي، الشاعرة والأستاذة بكلية الإعلام: في القضية الفلسطينية المكان مربط الفرس، إنها قضية الإنسان والمكان. فهل وجدت إنسانا بلا مكان أو مكانا بلا إنسان؟! فمن يتأمل خريطة الشعر العربي المعاصر يلمس دور الشعر في تحرير فلسطين وظهورها في أشعار العرب منذ الحملات الصليبية وإلى الآن قضية محورية قبل تصفية القضية وحصرها في غزة الآن. إن الدم المتدفق من كل ثنايا الأرض هناك يذكرني في الوقت الراهن بما كتبته عن قصيدة الموضة عام 2002، فمع زعزعة أمن العراق، ظهرت أحداث جنين وقتها، ولأن اليهود هم المتحكمون في إعلام العالم، وكذلك في تصميم الأزياء، فقد جعلوا اللون الأحمر بكل درجاته اللون السائد لموضة هذا العام. وكلما شاهدنا منظرا للدم وذبح الأطفال الرضع يقطع الإرسال، وتخرج علينا كل المذيعات باللون الأحمر ليقرأن نشرات الأخبار. استفزني وقتها هذا المنظر المؤلم، خصوصا أن المشهد الذي كان يتكرر وقت هذه الأحداث، هو منظر لجنود يهود ينزعون طفلا فلسطينيا من أمه رضيعا عمره أقل من شهر، ثم ينقض الجندي الصهيوني عليه حاملا إياه بوحشية ليقوم جندي آخر بقطع رأسه بسكين البندقية «السونكي» ليتفجر الدم من جميع أنحاء جسده الصغير، هذا الصغير بأي ذنب قتل؟! فقط لأنه ولد على أرضه وهي مغتصبة ممن نزعت من قلوبهم الرحمة ولذلك وقتها كتبت مجموعة قصائد سميتها حصارات، عالجت فيها أزمة المكان والزمان ففى الشعر يستحيل المكان كائنا حيا، له نبضه وأحاسيسه، وشعريته أيضا، وهذا ينقلنا إلى أن الأشياء تصبح شعرية بقوة الحدث فيتحول المكان من مكان أبكم إلى مكان متكلم فهو يضع مصيره الجمالي كليا بين يدي اللغة ووسائلها التصويرية التي هي وسائل الوعي نفسه في إدراك العالم وفهمه، وبنائه. ولذلك بدأت الومضات الشعرية بقصيدة الموضة السابقة الذكر أقول فيها: “الموضة هذا العام اللون الأحمر قاني/ مثل غروب الشمس تمر على الرأس المقتول أمامي/ حين الرأس تدحرج/ صار الجذع المائل يعلو وردا فوق النار/ الموضة هذا العام اللون الأحمر ناري/ حط على الأجساد أمامي/ أشلاء تتناثر من عظم الأولاد/ كأن الأنثى تلبس/ طفلا مقتولا بدل الفستان”. ولا يمكن أن نذكر فلسطين من دون أن نشير إلى شاعري المقاومة محمود درويش، وسميح القاسم. ففي قصيدة “الأرض” لمحمود درويش تجلت جماليات المكان حيث يقول: “في شهر آذار.. في سنة الانتفاضة/ قالت الأرض أسرارها الدموية/ في شهر آذار مرت أمام البنفسج والبندقية/ خمس بنات/ وقفن على باب مدرسة ابتدائية/ افتتحن نشيد التراب/ دخلن العناق النهائي” إلى أن يقول: “أسمى التراب امتدادا لروحي/ أسمي يدى رصيف الجروح/ أسمى الحصى أجنحة/ أسمي ضلوعي شجر/ وأستل من تينة الصدر غصنا/ وأقذفه كالحجر/ وأنسف دبابة الفاتحين” لقد كان المكان والزمان شاهدين فصور القصيدة برزت بروزا مفاجئا كما يقول باشلار وظهر البيت بمفهومه الواسع حيث تألف الأمن من رائحة الورد والزعتر البلدي مع المدرسة الابتدائية، وقد عاد إلينا مع رجع الصدى البعيد عند التحام لحم البنات بنشيد التراب أي الموت، ليقاوم لنا هذا في المقطع التالي من القصيدة، ليستل من تينة الصدر غصنا لينسف به دبابة الفاتحين” إنها أكبر قضية ظلم حدثت للإنسانية منذ خلق الله آدم، لا لشيء سوى لأن المجتمع العالمي كله اغتسلت يده بدمها وهو يدعي السلام حاملا غصن زيتونة مخضبا بدم اللون الأبيض. ما يثلج الصدر أن ما كتب عن القضية، أكبر من أن تمحوه قنابل العدو الدولي وادعاءاته. إنها حركة الرأسمالية العميقة تحرك العالم، وكان من أهدافها قتل الشعر لأنه أقوى تأثيرا من رصاصهم، لذلك همشوا الثقافة، ليعلوا التفاهة، وينسى الناس القضية.