محنة غزة.. وشعبية السيسي

23-11-2023 | 13:19

من جديد أكرر وأؤكد أنى لست كاتبة سياسية.. أو محررة عسكرية.. أو خبيرة إستراتيجية فى الشأن السياسى أو الاقتصادى.. ولست من هؤلاء المدمنين بالفتوى فى كل شيء بمناسبة وبدون مناسبة فى كافة مجالات ومناحي الحياة فى مصر.

لست سوى مواطنة مصرية.. تدرك قيمة الوطن.. تشعر وتحس كل الظروف والأجواء المحيطة بالوطن.. 

لذا قررت أن أفرغ طاقة قلبى وعقلى على الورق.. أخط بيدى كل ما أشعر به..  وما أرصده من واقع ما يجرى من حولى من أحوال الصغار والصبية.. الشباب والرجال.. الفتيات والسيدات.. أرصد واقع وحال المجتمع المصرى بكل أطيافه  منذ اندلاع أزمة غزة مع المحتل الإسرائيلى.. 

رغم أن أزمة المحنة فى غزة شديدة الصعوبة.. ليست على غزة وحدها لكن على الدولة المصرية بشكل خاص وباقى الدول العربية والإسلامية بشكل عام.. إلا أنه رغم صعوبة الأزمة والأضرار  التى وقعت على الكثير من الأطراف المتأثرة بواقع الأزمة فى غزة نجد المواطن المصرى عاش شيزوفرينيا المجتمع الدولى الذى باع للعالم وهم الحقوق والحريات.. ذاك المجتمع الذى أوقف الدنيا رأسا على عقب يوما ما لأجل إنقاذ وإسعاف "قطة" كادت أن تسقط من الدور العاشر.. العالم المتحضر هذا فعل كل شيء لإنقاذ "القطة" من الموت المحقق.. وتأتي أحداث غزة وتكشف كل عورات هذا العالم الخارجى المتدنى وليعلم الجميع فى أمريكا وأوروبا أن كل ما روج له ويتباهى به، على مدار سنوات، ما هى إلا خدعة وكذبة كبرى على شعوبهم قبل شعوب الدول الأخرى.. 

أزمة غزة كشفت ستر تلك الدول بائعة وهم الحقوق والحريات.. أظهرت تلك الشيزوفرينيا التى تعيش فيها شعوبهم مع حكامهم.. أكدت لشعوبها أن حق الحياة "للقطة" أهم مليون مرة من حياة ألوف البشر فى غزة ما بين شباب ونساء وأطفال.. ليس مهما أن يموت كل هؤلاء.. وليس مهما أن تدمر دولة فلسطين صاحبة الأرض والحق.. المهم أن يعيش مجرم الحرب ودولته الصهيونية.. المهم أن تنفذ مخططات الغدر الصهيوأمريكي.. ومخططات الغدر الصهيوأوروبي.. انكشفت عورة كل هؤلاء الدول ما بين إعلام كاذب مضلل وبين حكام ومسئولين لا يحترمون عقول شعوبهم.. وما بين قمع الحريات وتكميم الأفواه فى دول العالم المتحضر.. يطل علينا المصريون على مختلف ميولهم وانتماءاتهم.. الكل يتوحد على قلب مصر النابض.. الكثير والكثير من المصريين تتغير ميولهم وتتبدل.. نعم تغيرت الأهداف لدى الجميع كبارًا وصغارًا.. شباب وفتيات.. الكل فى الوقت الراهن يرفع شعار مصر أولا وقبل أى شيء.. الجميع يتوحد خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي.. الكل أصبح يرفض فكرة وجود رئيس من خارج المؤسسة العسكرية.. فكرة الرئيس المدنى اختفت بشكل كبير من منصات التواصل الاجتماعي.. 

أعترف أن من خلال الرصد الذى تابعته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجدت أن الكثير من المواطنين خرجوا عبر منصات التواصل  المختلفة ما بين الفيسبوك وتوتير والتيك توك..  عبروا بقوة عن دعمهم للرئيس السيسي وأنهم معه فى كل قراراته.. وأن أمن مصر وأمن المصريين أهم مليون مرة من قضية ارتفاع الأسعار.. الأهم كان هؤلاء المواطنون الذين خرجوا علينا بهشتاج "إحنا آسفين يا سيسي" هذا الشعار تم تداوله عبر وسائل التواصل.. مضمون الهشتاج اعتذار من المواطن إلى الرئيس السيسي لأنه يوما انتقد إصراره على تسليح الجيش بأحدث الأسلحة.. اعتذار على انتقاده الرئيس على كم الإنفاق على تطور  وتنوع تسليح الجيش المصرى.. نعتذر إليك يا سيسي لأنك كنت صاحب رؤية ثاقبة للمستقبل القريب والبعيد.. نعترف أنك كنت على حق ونحن من كنا على خطأ.. 

هذا رصد للسان حال الشارع المصرى بعد محنة غزة التى أصبحت فى نفس الوقت منحة ربانية لزيادة شعبية الرئيس السيسي فى قلوب المصريين واليقين أنه رجل المرحلة المقبلة بلا منازع.. لذا علينا الاعتراف بأن أزمة غزة مع المحتل الصهيوني هى هبة ومنحة ربانية لأجل توحد كل أطياف الشعب المصرى للسير خلف قيادته الرشيدة.. ذاك التوحد الذى يصنع دائما المعجزات ويخرج كل قدرات الشعب للحفاظ على وطنه مصر.. والحفاظ على الأمة العربية والإسلامية.. 

عاشت مصر دائما قلب الأمة النابض.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

كلمات البحث
الأكثر قراءة