- بقة السونة من أخطر الآفات التى تهدد الشعير ويجب تشديد الحجر الزراعى لمنع دخولها إلينا
موضوعات مقترحة
- فراشة حبوب أنجومواى رغم أضرارها الفتاكة إلا أن لها فوائد مذهلة دفعت المعامل الحيوية إلى تربيتها وإكثارها
- نيماتودا ثآليل القمح من أخطرأنواع النيماتودا التي تصيب الشعير وتسبب تلف سنابله
يتعرض الشعير تحت الظروف البيئية المصرية للعديد من الآفات، التى تهاجمه وتقلل محصوله وتخفض من جودة حبوبه، وللتعرف على أهم تلك الآفات كان اللقاء مع الدكتور محمد يوسف، أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية كلية الزراعة جامعة الزقازيق، ومستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية.
1 - مَنّ القمح أو الغلال
مَنّ الغلال أو مَنّ القمح حشرات صغيرة الحجم لونها أخضر فاتح، ويوجد خط أخضر قاتم فى وسط الظهر، يصيب هذا المَنّ الشعير، وباقى المحاصيل النجيلية مثل الأرز والذرة العويجة فى الفترة الأخيرة من نموها وخاصة السنابل، والإصابة بهذه الآفة غالباً ما تكون خفيفة لا تستحق المكافحة، ولكن قد تشتد أحياناً على القمح، وتنزل بالمحصول خسائر فادحة، من أهم أعراض الإصابة: تجعد الأوراق ووجود مستعمرات الحشرة، وكذلك تغطية الأوراق بالندوة العسلية التى تنمو عليها فطريات العفن مُسببة اسوداد لونها، أما السنابل المصابة فتظهر ملتوية غير كاملة الخروج من الأوراق المحيطة بها، وعليها أفراد المنّ والإفرازات العسلية ولا يتكون بها حبوب.
2 – تربس القمح أو الأزهار:
هذا النوع من التربس واسع الانتشار فى مصر وغيرها من البلاد العربية، ويصيب الشعير الحشرة صغيرة الحجم جداً (1.2—1.3) مم فى الطول، ذات لون أصفر أو برتقالى أو أسود، وأجنحتها ضيقة وعليها أهداب طويلة، والذكر أصغر حجماً من الأنثى وعديم الأجنحة.
3 - بقة السونة:
تعتبر هذه الآفة من أخطر الآفات التى تُصيب محصول الشعير فى سوريا ولبنان والأردن والعراق، ولكنها لحسن الحظ لا توجد فى مصر، لذا يجب التشديد على تطبيق قوانين الحجر الزراعى الخارجى بصرامة؛ لحماية المحصول فى مصر من أضرارها الخطيرة.
4 - دودة ثمار القمح أو الزمير:
الحشرة الكاملة طولها نحو1 سم وعرضها نحو 2 سم عند فرد الأجنحة الأمامية على الجانبين، لونها العام رمادى فاتح به بقع رمادية داكنة.
تعيش يرقات هذه الحشرة فى سنابل الشعير والزمير، وتتغذى على بعض أجزاء السنابل الخضراء وكذلك الحبوب المتكونة، يرقات هذه الحشرة ذات لون أخضر ويصل طولها إلى نحو1 سم عند تمام نموها.
5 - ناخرة أوراق الشعير:
تعد ناخرة أوراق الشعير من الآفات المهمة فى العراق، ويجب تشديد إجراءات الحجر الزراعى حتى لا تعبر حدودنا، ولها جيلان فى العام شتوى وربيعى. وتدخل العذارى دور سكون فى نهاية موسم النمو، بينما تخرج الحشرات الكاملة من السكون فى بداية أكتوبر، حيث تضع بيضها على نباتات الشعير النامية فى الموسم الجديد.
6 - فراش الحبوب أو فراش حبوب أنجومواى:
الموطن الأصلى للحشرة هو قارة أوروبا، فلقد وجدت لأول مرة بمقاطعة لافيندى فى فرنسا عام 1736م، ثم لوحظت بعدها بقليل فى مقاطعة أنجومواى المجاورة، ومنذ ذلك التاريخ اكتسبت الحشرة إسم فراش حبوب أنجومواى، ويطلق على الحشرة عدة أسماء محلية ومتداولة بين الزراع منها الطيور والفرار، وتوجد هذه الحشرة فى معظم دول العالم: كالولايات المتحدة الأمريكية، وجمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق مثل روسيا، ودول أمريكا الجنوبية، وشرق وغرب إفريقيا، وجزيرة فرموزا وغيرها من دول آسيا، وجمهورية مصر العربية.
وترجع الأهمية الاقتصادية لهذه الحشرة إلى أنها تعتبر آفة أولية لها القدرة على إصابة الحبوب السليمة لبعض محاصيل الحبوب مثل: القمح والشعير والذرة والأرز وكذلك بذور الغاب والبوص والحشائش النجيلية وبعض نباتات الزينة، حيث تبدأ الإصابة فى الحقل وتستمر الحشرة فى التكاثر على الحبوب الجافة فى المخزن لعدة أجيال متغذية على إندوسبرم الحبوب مسببة تلفاً لها، كما أنها تؤدى إلى انتقال وانتشار جراثيم فطر العفن الجاف بكيزان الذرة فى الحقل والمخزن، ولهذه الحشرة رغم أضرارها الهائلة إلا أن لها فوائد كبيرة.. فهى تستخدم فى التربية المكثفة بالمعامل الحيوية لبعض أنواع طفيليات البيض المستخدمة فى المكافحة الحيوية للآفات، ومن أهمها طفيليات التريكوجراما، فقد وجد أنّ بيض فراش الحبوب هو أنسب عائل لنمو وتكاثر طفيليات التريكوجراما.
7 - زنبوز القمح أو الحنطة المنشارى:
هذه الحشرة قليلة الانتشار ولا تسبب أضراراً كبيرة لنباتات الشعير، ترى الحشرات الكاملة على أزهار نباتات الخلة فى الربيع.
والحشرة الكاملة: طولها نحو1 سم ولون الجسم أسود لامع، البطن مضغوطة الجانبين، يوجد فى مقدم الجسم على السطح الظهرى مساحة صفراء مخضرة مثلثة الشكل، قرن الاستشعار صولجانى خفيف.
وتقوم يرقات هذه الحشرة بإتلاف جزء كبير من الساق نتيجة لتغذيتها على أنسجتها الداخلية، ولا تتكون الحبوب فى السنبلة فتظهر السنابل بلون أصفر فاتح أو أبيض، وتأكل اليرقة نسيج الساق قرب قاعدته بشكل حلقى ولا يبقى من الساق إلا نسيج رقيق من الجدار الخارجى، فيتقصف الساق عند هذا الموضع وخصوصاً عند هبوب الرياح.
8 - سوسة الأرز:
تمتاز هذه السوسة عن سوسة المخزن (القمح) بقدرتها على الطيران، وبذلك تنتقل من مخزن لآخر، ويمكنها أن تصيب الحبوب فى الجرن والحقل، لذلك فهى أكثرضرراً من النوع الثانى، كما تصيب حبوب والشعير القمح فى سنابلها، وحبوب الذرة فى كيزانها على النباتات القائمة فى الحقل أثناء طور نضج المحصول، ولا تعوقها عن ذلك أغلفة الكوز إذْ تقرضها وتمر خلالها إلى الحبوب، حيث تتغذى وتضع بيضها، ولذا يظهر على الكوز المصاب من الخارج ثقوب مستديرة يتسرب عن طريقها فطريات العفن إلى الحبوب، مما يؤدى إلى تعفنها فيزداد الضرر.
9 – نيماتودا القمح:
على الرغم من كثرة عدد أنواع النيماتودا المتطفلة على النبات، التى سجلت مرتبطة بزراعات القمح والشعير، إلا أنّ عدداً قليلاً منها فقط هو الذى يعد ذا أهمية اقتصادية، وأهم هذه الأنواع: نيماتودا حويصلات الحبوب، نيماتودا تعقد الجذور، نيماتودا التقرحات، ونيماتودا ثآليل القمح.. والنوع الأخير هذا له أهمية نسبية فى مصر، ونيماتودا ثآليل القمح تعرف أيضاً بنيماتودا تورم البذور، والتى تسبب مرض ثآليل سنابل القمح والشعير، وهى ذات أهمية تاريخية، فهى أول أنواع النيماتودا المتطفلة على النبات التى سجلتها المراجع، ورغم أنها قد أٌستئصلت من نصف الكرة الغربى، عبر اتباع إجراءات ناجحة لنظافة البذور، فلا تزال تمثل مشكلة فى شبه القارة الهندية، وغرب آسيا، وفى الصين إلى حد ما، وهناك مرض بكتيرى تنقله النيماتودا هو عفن السنابل الأصفر، الذى سجل لأول مرة فى الهند سنة 1917م، وقد وجد المرض مؤخراً على الشعير فى شمال العراق، حيث وصلت نسبة الإصابة إلى 90 %، وكان مرض ثآليل القمح منتشراً فى مصر منذ آلاف السنين، حيث عثر على سنابل قمح محفوظة فى المتحف المصرى ترجع إلى عصر قدماء المصريين، ولكن هذا المرض انحصر تماماً الآن فى مصر، ولا يوجد إلا فى مناطق متفرقة بمحافظة الفيوم، وهو على كل حال لا يوجد بصورة وبائية فى تلك المناطق أيضاً، نتيجة الإصابة بهذا النوع من النيماتودا تتكون الثآليل Ear crocles داخل القنابع بدلاً من الحبوب السليمة، والثآليل عبارة عن مبايض الأزهار التى تحتوى على أعداد كبيرة من يرقات النيماتودا.
ولأهمية هذا الآفة سنتطرق إليها بشىء من التفصيل حتى لا تعاود الانتشار فى مصرنا الحبيبة بعد أن تم استئصالها منها.
دورة الحياة: الحبوب المصابة بنيماتودا ثآيل القمح التى قد تكون موجودة بالفعل فى التربة، أو التى تبذر فى التربة مع البذور الملوثة, تصبح رطبة وطرية، وتسهل رطوبة التربة انطلاق اليرقات منها، وتمر تسعة أيام من وقت وصول الحبوب المصابة إلى التربة حتى يمكن العثور على الأطوار اليرقية عند نقطة نمو النبات الجديد، تنتقل هذه الأطوار اليرقية سلبياً إلى أعلى نقطة النمو، وذلك مع استمرار نمو النبات، ولا تبدو على اليرقات أى تغيرات مورفولوجية حتى اليوم السابع والستين، ولا يحدث هذا التغير الموروفولوجى فى النيماتودا إلا عندما تخترق اليرقات البراعم الزهرية، وعندئذٍ تتطور اليرقات إلى أفراد بالغة، ويحدث ذلك بعد 68 ـ102 يوم بعد الإنبات، وتكتمل دورة الحياة فى113 يوماً. وتعتبر درجة الحرارة والرطوبة وعمق زراعة البذور المحددات الرئيسية لتكشف الأعراض.
وتوجد البكتيريا دائماً ملازمة ليرقات النيماتودا فى الأوراق، وهى المسئولة عن تكشف المرض، وإذا وجدت البكتيريا بمفردها فإنها تكون قادرة فقط على إنتاج خطوط صفراء على الأوراق موازية للعروق. أما النيماتودا فإنها تحمل البكتيريا إلى نقطة النمو من خلال تلوث جسم النيماتودا خارجياً بالبكتيريا، وتعتبر درجة حرارة الجو من5 إلى 10˚م مع رطوبة نسبية تتراوح بين 95 - 100 % هى الظروف المفضلة لتكاثر البكتيريا فى النبات، تتكاثر البكتيريا بسرعة كبيرة تحت الظروف البيئية المواتية، فيزيد تركيزها فى النبات ويتكون عندئذ سائل ثقيل لزج لا تستطيع يرقات النيماتودا العيش بداخله فى مثل هذه الظروف وتكون السنابل المتكونة عقيمة تماماً، ومغطاة بالمخاط الأصفر غير أنه تحت ظروف أقل تفضيلاً للبكتيريا، تستطيع النيماتودا أنْ تحيا وأن تنتج ثآليل على السنابل فيبدو على النبات المصاب أعراض الثآليل والعفن الأصفر معاً.
مظهر الإصابة والضرر: فى كل من ثآليل السنابل وعفن السنابل الأصفر، يكون أول عرض يمكن ملاحظته هو تضخم الجزء القاعدى من الساق بالقرب من التربة، ويشاهد ذلك على بادرات القمح التى يتراوح عمرها بين 20 - 25 يوماً، وتكون الأوراق الجديدة ملتوية ومجعدة، وكثيراً ما تظل بعض الأوراق مطوية وأطرافها متجهة جهة نقطة النمو، ثم تستقيم هذه الأوراق بعد 30 - 45 يوماً، والكثير منها يبدو طبيعياً مع حواف باهتة على السطح، ومقارنة بالبادرات السليمة تكون النباتات المصابة متقزمة وأوراقها منتشرة، وتكون هذه الأعراض أكثر وضوحاً على البادرات الصغيرة، وتقل كلما تقدم النبات فى العمر، وعند مستويات الإصابة المنخفضة جداً لا تبدو على النباتات أى أعراض يمكن ملاحظتها بالرغم من أن بعض أورام البذور قد تتكون على السنابل، ولكن النباتات الشديدة الإصابة قد تموت دون أن تطرد سنابلها، والبادرات المصابة تٌنتج عدداً أكبر من العيدان وتنمو أسرع من النباتات السليمة.
وزيادة عدد الديدان لا يعنى بالضرورة إنتاج عدد أكبر من السنابل، وفضلاً عن ذلك تخرج السنابل مبكرة بنحو 30 - 40 يوماً فى النباتات المريضة، وهذه السنابل تكون قصيرة وعريضة وتكون خيوطها قصيرة أو بدون خيوط على الإطلاق، وتحل الأورام محل كل الحبوب أو بعضها، وقد يختلف عدد الأورام المتكونة على كل سنبلة من ورم واحد إلى خمسة أورام، وفى بعض الأحيان تتكون الأورام عند قاعدة الخيوط (السفا) أو على السبلات (القنابع).
وفى مرض عفن السنابل الأصفر يكون أهم عرض مميز هو تكون مادة مخاطية أو شبيهة بالصمغ لونها أصفر براق على السنابل المصابة، وأيضاً على الأوراق التى تظل ملتصقة بهذه السنابل وهى لا تزال مغلفة لها، وتحت الظروف الرطبة يتساقط المخاط البكتيرى على الأنسجة السفلية، وعندما يجف يتحول إلى اللون البنى، والسنبلة المصابة تكون ضيقة وقصيرة، ويحل المخاط محل الحبوب كلياً أو جزئياً. وفى هذه الحالة تصبح السنبلة عقيمة، وعادة ما يحدث تشوه لحامل السنبلة المصابة.