Close ad

خبراء: تغير المناخ «القضية الأهم» في عالم أمراض النباتات

23-11-2023 | 14:08
خبراء تغير المناخ ;القضية الأهم; في عالم أمراض النباتاتتغير المناخ
فريد همودي - تصوير: عمر العربي
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن
  • وزير الزراعة: اضطرابات المناخ توفر ظروف بيئية لانتشار الأمراض الوبائية
  • موضوعات مقترحة
  • رئيس مركز البحوث الزراعية: التغيرات المناخية تدفعنا إلى إعادة النظر في مواعيد زراعة المحاصيل والتوصيات الفنية
  • مدير معهد أمراض النباتات: ندرس المسببات المرضية الموجودة والأمراض المستحدثة لمواجهتها

 

فى السنوات الماضية لا صوت يعلو فوق صوت تغير المناخ وتأثيره على الكوكب، الذى سوف يحدث اختلافات كثيرة فى نظم البيئة وتغير درجات الحرارة، التى سوف تؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعى، من حيث مواعيد الزراعة والمحاصيل المناسبة لكل مكان، وما يصاحبها من ظهور آفات وحشرات جديدة، ومن خلال هذا التقرير سوف نتعرف على تأثير تغير المناخ على أمراض النباتات وكيفية التعامل مع هذه المشكلة..

يقول الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة الأسبق والرئيس الشرفى لجمعية أمراض النبات، إن باحثى أمراض النبات معتادون على التغيرات المناخية، لأن عالم أمراض النبات متغير، خاصة فى المسببات المرضية، وهناك أبحاث مستمرة لمكافحة أمراض النبات والتعامل مع الأمراض الحديثة، وجمعية أمراض النبات منذ تطويرها تتيح للباحثين التعرف على كل جديد فى هذا المجال، لان أهم شىء يجب أن يتميز به الباحث هو إجادة البحث وتقديم حلول للمشكلات التى تواجه أمراض النبات.

الأمراض الوبائية

ويوضح الدكتور صلاح يوسف وزير الزراعة الأسبق، أن تأثير تغير المناخ على القطاع الزراعى من حيث الأمراض والحشرات يشهده العالم كله وليس مصر فقط، مشيراً إلى أن اضطراب المناخ يوفر ظروفاً بيئية لانتشار الأمراض الوبائية، وبالتالى يؤثر على الإنتاجية وتكلفة الإنتاج، بسبب زيادة طرق وتكثيف المكافحة، كما يؤدى أيضاً إلى نقص المعروض وبالتالى زيادة الأسعار، وأضاف أن الأمراض تؤثر فى أكثر من اتجاه، حيث تؤثر على التصدير والمتاح للمستهلك والأسعار وتكلفة الإنتاج، وبالتالى يكون له مردود على اقتصاد الدولة.

وكشف وزير الزراعة الأسبق أن التغلب على هذه المشكلة يكون من خلال إدارة المزرعة، والتوقع بالظروف المقبلة وتجهيز النبات لها، حيث إن النبات لديه القدرة على التأقلم على الظروف البيئية المتغيرة بعد فترة، على سبيل المثال كان موعد زراعة القطن فى شهر مارس، ومع الاعتياد على تأخر زراعة القطن أصبح الآن تتم زراعته فى شهر مايو، ولا توجد مشكلة فى هذا الآن، مضيفاً أن التغيرات المناخية لها فوائد أيضاً، على سبيل المثال زيادة الأمطار فى شمال السودان السنوات الماضية رفع لدينا كميات المياه فى نهر النيل.

وأوضح أنه مع التوسع فى مساحات الزراعة هذا يتسبب فى تغير المناخ الموجود به الزراعة الجديدة، موضحاً أن التغيرات المناخية من صقيع ووجود ثلج مرت مصر بهذه التغيرات فى الستينيات والسبعينيات، موضحاً أن الجو فى مصر تغير على مر العصور، وتكمن الأهمية فى كيفية إدارة النبات من خلال مواعيد الزراعة المناسبة وكميات الرى والسماد وحصر الآفات والحشرات وتهيئة النبات.

إعادة نظر

من جانبه قال الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، إن التغيرات المناخية تدفعنا إلى إعادة النظر فى مواعيد زراعة المحاصيل والتوصيات الفنية طبقاً للتغيرات المناخية الموجودة، مضيفاً أن شتاء هذا الموسم متوقع أنه غير الشتاء الماضى وقبل الماضى.

وأضاف رئيس مركز البحوث الزراعية، أنه يجب ربط التغيرات المناخية ومدى توافر المياه وخطة الدولة للتوسع الرأسى والأفقى فى الزراعة لسد الفجوة الغذائية، مضيفاً أنه توجد محاصيل كانت تتم زراعتها بمساحة صغيرة أو لم تتم زراعتها سوف تزرع الفترة المقبلة.

وقال سليمان، إن السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، يشدد دائماً على ربط الأعمال البحثية والأكاديمية والتطبيقية بالواقع خاصة فى أمراض النبات، مضيفاً أن انتشار العفن الهبابى فى المانجو سبب الذعر لدى المزارعين، وأيضاً التلوث الناتج من مكافحة هذا العفن بالمبيدات، موضحاً: هذا العفن كان فى البداية غيرمنتشر، ولكن الآن انتشر فى كثير من المناطق، وكذلك أصداء القمح، وحتى الآن لم نصل إلى انتشار الصدأ الأسود الخطير، مضيفاً أن الأصداء تعيق أيضاً تسجيل الأصناف الجديدة من القمح.

وشدد على ضرورة تعاون معاهد أمراض النبات، والبساتين، والمحاصيل، ووقاية النباتات، لمواجهة الأمراض بشكل كبير ومتكامل، ومواجهة تحديات القطاع الزراعى، حيث إن "العمل الفردى يضعنا فى جزر منعزلة لا نلتقى"، مضيفاً أنه من الضرورى التعاون بين المعاهد حتى تكون التوصيات الفنية فى اتجاه واحد لخدمة القطاع والمحصول من كل النواحى.

وأضاف: أن معاهد أمراض النبات ووقاية النباتات والمحاصيل ممثلة فى المشروعات القومية التى يتم تنفيذها فى توشكى وشرق العوينات ومستقبل مصر، وهذه المشروعات كبيرة وتنفذها الدولة لتأمين الغذاء المصرى وسد الفجوة الموجودة، مضيفاً أن توجيهات الرئيس السيسى ووزير الزراعة، هى المحافظة على الاكتفاء الذاتى وتحسينه من خلال التوسع الرأسى والأفقى.

القضية الأهم

وقال الدكتور محمود قمحاوى مدير معهد أمراض النباتات، إن تغير المناخ هى القضية الأهم فى الوقت الحالى، ومصر من أكثر الدول تضرراً من التغيرات المناخية، مضيفاً أن القطاع الزراعى أقل القطاعات تأثيراً فى إحداث التغيرات المناخية والأكثر تأثراً بها، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات والتغيرات فى أنماط وطول الأمطار والظواهر المناخية الأخرى شديدة التأثير على الزراعة حيث إنه تؤدى هذه التأثيرات إلى خفض فى إنتاجية المحاصيل وإحداث تغيرات فى مدى ملاءمة الأراضى للزراعة وظهور الآفات والأمراض الجديدة فى أماكن لم تتم الإصابة بها من قبل.

وأضاف مدير معهد أمراض النباتات، أن تغير المناخ يؤدى إلى زيادة مخاطر الجوع وسوء التغذية بين الفئات الأكثر ضعفاً، ولذلك يقوم معهد أمراض النباتات فى حصر ودراسة المسببات المرضية الموجودة والأمراض المستحدثة بسبب التغيرات المناخية، لمواجهات تلك الأمراض وتقليل الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الخريطة المرضية، لخفض ومواجهة الآثار الضارة على الزراعة فى مصر.

من جهة أخرى قال الدكتور محمد فاروق عطية أستاذ أمراض النبات بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن العلماء فى مصر والعالم يتفقون على أن هناك تغيرات فى المُناخ فرضت نفسها على أنماط الزراعة والرى والنظم البيئية، مضيفاً أن التغيرات المناخية هى التقلبات غير المتوقعة والتى تحدث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، نتيجة للأنشطة البشرية التى تغير من مكونات الغلاف الجوى لكوكب الأرض لمدة طويلة أو قصيرة، مضيفاً أنه من أهم هذه العوامل الحرارة والرطوبة والضغط الجوى والرياح والأمطار وسطوع الشمس فى بعض الأماكن، أو على مساحة شاسعة، حيث تشتد بها الانبعاثات الحرارية والغازات، مضيفاً أن الباحثين على مستوى العالم يذكرون أن هناك ارتفاعاً فى معدل درجات حرارة كوكب الأرض، مما سيؤدى إلى ذوبان جبال الجليد، ما يسبب ارتفاع منسوب مياه البحر والمحيطات.

أمراض جديدة

وأضاف أستاذ أمراض النبات، أن الدراسات تؤكد أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة فى كوكب الأرض يزداد بعدل 0.3 درجة مئوية كل عشر سنين، مضيفاً أن زيادات درجات الحرارة المتوقعة على كوكب الأرض من 1.5 إلى 4.5 درجة مئوية بين عامى 2030 : 2100، وهذه الارتفاعات سوف تؤثر على الزراعة، ربما يحدث انخفاض شديد فى الإنتاج الزراعى، وقد يمتد الموسم الزراعى، وقد يشح الماء وسوف تتغير أنماط الزراعة والرى والنظم البيئية، وهذه التغيرات المناخية قد تؤدى إلى ظهور أمراض وآفات جديدة، لم تكن موجودة فى القطاع الزراعى المصرى من قبل، وقد يؤدى إلى انتشار أمراض نباتية موجودة بالفعل أو انخفاض بعضها.

وأشار إلى أن التغيرات المناخية قد فرضت نفسها على أنماط الزراعة فى مصر، مشيراً إلى أن جمعية أمراض النبات المصرية تبنت دراسة هذه المشكلة ومدى تأثيرها فى مصر، مضيفاً أن كلية الزراعة جامعة القاهرة بدأت إضافة هذا المجال ضمن الخطط البحثية، حتى نواكب الدراسات الحديثة حول تغير المناخ وتأثيره على القطاع الزراعى.

من جهته قال الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ، إن تغير المناخ قضية وجودية، حيث تشهد مصر والعالم تغيراً فى المناخ، ومصر تتأثر من خلال التغيرات الصامتة من خلال أن نشاهد تأثيرها ولا نرى مسببها.

وأضاف فهيم، أن السبب الرئيسى فى تغير المناخ بداية الثورة الصناعية الأولى 1860 حدث ضخ مليارات الأطنان من ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى من قبل 20 دولة صناعية الكبرى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: