- الشعير من أكثر المحاصيل تحملاً للظروف البيئية الصعبة كالجفاف والملوحة والحرارة والانخفاض الشديد لخصوبة التربة
موضوعات مقترحة
- أصناف الشعير العارى الجديدة ستساهم فى تحقيق المزارع للاكتفاء الذاتى من الخبز مع استخدام التبن كعلف حيوانى
- الشعير ذو عائد اقتصادى مرتفع للغاية لقلة التكاليف واحتياجاته السمادية القليلة وقصر فترة مكثه بالأرض
- عدم توافر التقاوى المعتمدة وبعد منافذ بيع توزيع التقاوى عن مناطق زراعة الشعير أهم معوقات زيادة المساحات
يعتبر محصول الشعير من محاصيل الحبوب الهامة التى يمكن زراعتها فى مدى واسع من التباينات البيئية وفى جميع أنواع الأراضى مثل الأراضى الفقيرة والمستصلحة حديثاً ومناطق التوسع بالأراضى الجديدة وفى بعض المساحات بأراضى الوادى فى نهايات الترع التى لاتصلها كميات كافية من المياه والأراضى المتأثرة بالملوحة.
ويستخدم الشعير كمكون أساسى فى عليقة الحيوانات، وكغذاء آدمى أحياناً حيث إن دقيق الشعير له فوائد صحية كثيرة، كما يستخدم فى صناعة بعض المنتجات الدوائية والصناعات الغذائية وصناعة المولت ويمكن للشعير العارى أن يبساهم فى حل مشكلة رغيف الخبز .
وحول هذا الموضوع قامت "الأهرام الزراعى" بإجراء هذا الحوار مع الدكتورة هبة جمعة رئيس قسم بحوث الشعير بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية للتعرف على كل ما يخص هذا المحصول والأهمية الاقتصادية والقيمة الغذائية والصحية له..
- ما هى المناطق التى يزرع فيها الشعير؟
يزرع محصول الشعير فى مساحة كبيرة من الأراضى التى تعتمد فى زراعتها على الأمطار فى جمهورية مصر العربية، خاصة منطقة الساحل الشمالى الغربى بمحافظة مرسى مطروح، وكذلك فى شمال وجنوب سيناء، ذلك لأن الشعير من أكثر المحاصيل تحملاً للظروف البيئية الصعبة مثل الجفاف والملوحة والحرارة العالية، وكذلك انخفاض مستوى خصوبة التربة، بالإضافة إلى قلة تكاليف الإنتاج تحت تلك الظروف البيئية الصعبة، ونظراً لأن مصادر التقاوى المحلية السائدة من الشعير فى تلك المناطق تصاب بشدة بأمراض الشعير مثل: التفحمات وصدأ الأوراق والتبقع الشبكى بالإضافة إلى أنها أصناف منخفضة الإنتاجية بالمقارنة بالأصناف المحسنة الموصى بها فى هذه المناطق، لذلك فإن العمل على نشر هذه الأصناف المحسنة من خلال برامج نقل التكنولوجيا سوف يكون له مردود كبير على زيادة إنتاجية وحدة المساحة بهذه المناطق، كما أن أصناف الشعير العارى والمغطى الجديدة سوف تشجع المزارع على إنتاج غذائه بنفسه مع استخدام التبن كعلف حيوانى للأغنام والماعز بتلك المناطق.
- ماالذى يتميز به هذا المحصول؟
الشعير محصول واسع الأقلمة له القدرة على الإنبات وإعطاء محصول اقتصادى تحت الظروف المناخية والأرضية المعاكسة، حيث إنه محصول ذو احتياجات مائية أقل من المحاصيل الشتوية الأخرى، ويمتاز الشعير ببعض الصفات التى تمكنه من تحمل الجفاف وهى قصر فترة نموه، حيث إنه يحتاج إلى وحدات حرارية أقل من أى محصول حبوب آخر حتى يصل إلى طور النضج الفسيولوجى، وبذلك ينضج المحصول مبكراً قبل حدوث الجفاف فى نهاية الموسم، وبذلك يعتبر محصول الشعير هارباً من الجفاف وينهى دورة حياته سريعاً، معدل النتح فى محصول الشعير أقل من محاصيل الحبوب الأخرى، ويؤدى ذلك إلى قلة استهلاك الماء فى عمليات النتح، وبالتالى المحافظة على كميات المياه لفترة أطول، محصول الشعير يمتاز بمساحة نوعية أكبر للأوراق وكذلك ظهور الأوراق مبكراً، وبالتالى سرعة تغطية سطح التربة ويقلل ذلك من فقد المياه من التربة عن طريق البخر، وعليه فإن كمية المياه اللازمة لإنتاج وحدة من المادة الجافة قليلة بالنسبة للشعير عن أى محصول حبوب آخر، فى حالة الظروف العادية (بدون جفاف) معدل التمثيل الضوئى والكفاءة الاستعمالية للمياه للقمح أعلى منه فى الشعير، ولكن العكس بالنسبة للشعير فى حالة الجفاف يكون معدل التمثيل الضوئى والكفاءة الاستعمالية للمياه للشعير أعلى من القمح أى نمو أعلى وعليه محصول أعلى، يتحمل زيادة الملوحة سواء فى التربة أو المياه، فيزرع الشعير فى الأراضى المتأثرة بالأملاح، وكذلك الأراضى التى تروى بمياه مخلوطة مثل ترعة السلام وغيرها، يتحمل انخفاض درجات الحرارة وارتفاعها، يتحمل نقص خصوبة التربة حيث إن الاحتياجات السمادية قليلة، له القدرة على منافسة الحشائش.
- ماهى الأهمية الاقتصادية للشعير؟
يحقق الشعيرعائداً اقتصادياً مرتفعاً نظراً لقلة التكاليف مقارنة مع المحاصيل الشتوية الأخرى، حيث يمتاز بقصر فترة نموه، وبالتالى قصر مدة مكثه بالأرض واحتياجاته السمادية القليلة، معدل تقاوى أقل حيث إن معدل التفريع سريع، كما يمكن خلطه مع محاصيل العلف مثل البرسيم لتحسين صفات العلف ورفع جودة الحشة الأولى، حيث إنه يقلل من نسبة الرطوبة مما يؤدى إلى عدم حدوث مشاكل صحية للحيوانات مثل الانتفاخ والإسهال، ويمكن الحصول على حشة 8 أطنان للفدان عالى القيمة الغذائية عند عمر 60 يوماً فى منتصف طور الاستطالة وفى هذه الحالة ينصح بالزراعة مبكراً نحو شهر أو 20 يوماً عن الميعاد المعتاد، وبعد الحش يمكن الحصول على محصول كامل من القش والحبوب، وبذلك يساهم فى سد الفجوة العلفية أو تقليل الفجوة العلفية.
- ماهى الفوائد الصحية للشعير؟
يمكن خلط دقيق الشعير مع دقيق القمح وذلك لتقليل الفجوة القمحية، وكذلك لإنتاج رغيف خبز صحى لما للشعير من فوائد صحية عديدة وهى: ارتفاع نسبة البروتين والحمض الأمينى الليسين وهو حمض أمينى أساسى لبناء خلايا الجسم، ارتفاع نسبة الألياف الغذائية الذائبة (بيتا جلوكان) والتى تعمل على نظافة الأمعاء من بقايا الأطعمة فتمنع تكوين القرح المعدية وقرح الأمعاء والإثنى عشر وعلاج للقولون العصبى، وهذه الألياف تنتفخ ويزيد حجمها بالمعدة فيشعر الإنسان بالشبع، ويفيد ذلك فى عمل نظام غذائى لعلاج السمنة، كذلك يفيد الجلوكان الذائب فى خفض نسبة الكولسترول فى الدم وهذا علاج لمرضى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، تحتوى حبة الشعير على التوكولات Tocols وهى مركبات بالغة الأهمية فى التأثير المثبط لأكسدة الدهون وتكوين الكولسترول، وهذا علاج لمرضى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، كما إن التوكولات تقلل من تحول الكربوهيدرات إلى سكريات بسيطة سهلة الامتصاص بالدم وهذا علاج لمرضى السكر، حيث تحتوى حبة الشعير على فيتامينات A،E مضادات للأكسدة وعلاج للاكتئاب والشيخوخة، كما أنها غنية بعنصر البوتاسيوم الذى يسبب نقصه زيادة شعور الإنسان بالاكتئاب ويجعله سريع الغضب، وتحتوى أيضاً على هرمون الميلاتونين الذى تفرزه الغدة الصنوبرية فى المخ خلف العينين ويقل إفرازه بتقدم العمر ويفرز أثناء الليل ويقى هذا الهرمون من أمراض القلب والشلل الرعاش وتأخير ظهور أعراض الشيخوخة، ويدخل الشعير فى صناعة المولت وما يترتب عليه من صناعات أخرى عديدة، يمكن استخدام أصناف الشعير العارى فى صناعة المكرونة كما يحدث بإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية، وتوفير جزء من المساحة التى تزرع بالقمح الديورم لزراعتها بالقمح الطرى (قمح الخبز) فيساهم ذلك فى سد الفجوة القمحية الحالية.
- ماهى المساحة المزروعة بالشعير حالياً؟
تبلغ المساحة المزروعة بالشعير فى مصر نحو 250 ألف فدان، منها 150 ألف فدان تزرع على الأمطار، بمتوسط إنتاجية يقدر بنحو من 7 أرادب للفدان فى الساحل الشمالى الشرقى، وشبه جزيرة سيناء.
ورغم أن الشعير المزروع على مياه الأمطار يمثل إضافة حقيقة إلى الثروة الزراعية بمصر، إلا أنه لا يمكن التعويل على هذه المساحات؛ سوى فى الإنتاج للاستهلاك الشخصى فى المناطق الصحراوية، نظراً لضعف الإنتاجية وتذبذب الأمطار من عام لآخر.
أما الشعير الذى يزرع على الرى بالمياه الجوفية؛ يقدر بنحو 100 ألف فدان ويصل متوسط إنتاجية الفدان الشعير بنحو 17 إردباً؛ ويزرع هذا النوع فى شرق العوينات، والمناطق المستصلحة بمحافظات الوادى الجديدة؛ والإسماعيلية، والفيوم، وبورسعيد.
- ماهى أهم الأصناف التى تتم زراعتها؟
اهم أصناف التقاوى المستخدمة: جيزة 123- جيزة 126 - جيزة 134- جيزة 132- جيزة 2000- جيزة 131- جيزة 135.
- ماذا عن حجم الإنتاج المحلى من الشعير؟
عادة ما يذهب نحو 150.000 طن من إجمالى الإنتاج لتغذية الحيوانات، وأيضاً نحو 30.000 طن للاستخدام الصناعى ونحو 4000 طن للاستخدام البشرى لذلك، فإن الاستخدامات الأساسية للشعير هى كعلف حيوانى (نحو 81 %)، المولت (17%)، وتغذية بشرية (2%).
- ماهى مميزات الأصناف الجديدة؟
عالية المحصول ولها قدرة على مزاحمة الحشائش ومنافستها، مبكرة النضج عن الأصناف البلدية وتتناسب مع الزراعة المطرية، ويمكن استخدام بعضها للزراعة قبل محصول القطن فى الأراضى المروية مما يساعد فى عدم الإخلال بالمساحات المخصصة للقمح والقطن، مقاومة للرقاد تصلح للزراعات المطرية والمروية، تتحمل ظروف الجفاف فتصلح للزراعة المطرية وفى الأراضى الجديدة حديثة الاستصلاح، أعلى محاصيل الحبوب فى قدرتها على تحمل الملوحة سواء كانت فى مياه الرى أو التربة، يجود بعضها لصناعة المولت مثل الأصناف ذات الصفين، مقاومة لأمراض الشعير الرئيسية مثل صدأ الأوراق والتبقع الشبكى والبياض الدقيقى والتفحمات، ذات صفات غذائية وتكنولوجية مرغوبة.
- ماهى أهم التحديات التى تواجه التوسع فى زراعة هذا المحصول؟
إن نسبة التغطية 10% وتعتبر هذه النسبة منخفضة، وذلك بسبب عدم وجود منافذ لبيع التقاوى المعتمدة من الشعير فى مناطق زراعة الشعير، ارتفاع تكاليف الحصول على التقاوى المعتمدة نظراً لبعد المسافة بين منافذ التوزيع ومناطق زراعة الشعير والتى تتركز فى المناطق الحدودية سواء الشرقية أو الغربية والأراضى حديثة الاستصلاح والتى غالباً ما تكون فى مناطق نائية، كمية تقاوى الأساس موسم (22 / 23) بلغت 70 طناً تكفى لزراعة 1400 فدان والتى تنتج 1540 طناً، وعدد الحقول الإرشادية تبلغ 387 حقلاً مساحة كل منها 1 فدان ومتوسط إنتاجية 13 إردباً مقارنة بالمتوسط العام للجمهورية (9.16 أردب/فدان).
- ما هى الجهود التى تبذل للنهوض بالمحصول؟
استنباط الأصناف المحسنة عالية الإنتاجية متحملة للإجهادات الحيوية وغير الحيوية، إنتاج تقاوى المربى والأساس لتلبية احتياجات الإدارة المركزية للتقاوى، وشركات القطاع الخاص بما يحقق نسب التغطية المطلوبة بالتقاوى المحسنة، والتحديث المستمر لحزم التوصيات الفنية بما يتوافق مع ظروف كل منطقة وصنف لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة، والاهتمام بمكون نقل التكنولوجيا بالتعاون مع الجهات ذات الصلة بهدف توصيل التكنولوجيات والأصناف الحديثة للمزارعين وتقديم الدعم الفنى وحل المشكلات المتعلقة بمعوقات الإنتاج.
- وماهى أصناف الشعير التى تصلح لعملية الخلط مع القمح؟
جميع أصناف الشعير تصلح للخلط مع القمح لكن لكل طراز منها ما يميزه عن الآخر، فهناك الشعير السداسى المغطى: ويمتلك قسم بحوث الشعير 10 أصناف من الشعير السداسى لكل منها صفاته التى تناسب الظروف البيئة والمناخية المختلفة فى مصر، وهو الأكثر انتشاراً ويغطى نحو 95 % من مساحات الشعير المزروع فى مصر، لذلك هو المناسب للخلط فى هذه المرحلة حيث إنه يتوافر لدى القسم كميات من تقاوى المربى والأساس لهذه الأصناف، ويعاب على هذه الأصناف أن نسبة الاستخلاص نحو 60 % دقيق فقط.
وهناك أصناف الشعير السداسى العارى: ويمتلك قسم بحوث الشعير 5 أصناف من الشعير السداسى لكل منها صفاته التى تناسب الظروف البيئة والمناخية المختلفة فى مصر، وهو غير منتشر على المدى الواسع نظراً لعدم إقبال المزارعين عليه لصعوبة تسويقة نظراً لتشابه حبوبه مع حبوب القمح بعد الدراس، ويتوافر لدى القسم كميات قليلة من تقاوى المربى والأساس يمكن زيادتها، هو مناسب جداً لعملية الخلط حيث إن نسبة الاستخلاص عالية وتتراوح بين 75- 80 % بناءً على تجارب قام بها قسم بحوث الشعير.
وهناك الشعير ثنائى الصفوف المغطى: يمتلك قسم بحوث الشعير 2 صنف ولديه 2 سلالة مبشرة سيتقدم لتسجيها هذا العام وهو مناسب لعملية الخلط لكون الحبوب كبيرة فى الحجم وتميل إلى الشكل الدائرى وقشرتها رقيقة ونسبة الاستخلاص بناءً على تجارب قام بها القسم من 70- 75%.
وفى حالة الرغبة فى خلط أى محصول مع القمح لإنتاج رغيق الخبز يجب ألا تقل نسبة خلط هذا المحصول عن 15 - 20 % حتى تكون عملية الخلط لها جدوى اقتصادية.
ومن خلال ماسبق فإنه يمكن القول أن المساحات والكميات المنتجة من الشعير لا تكفى فى الوقت الحالى لتعميم عملية الخلط على مستوى الجمهورية بهذه النسب، لذلك ينصح بإجراء عملية الخلط فى المحافظات التى تنتشر بها زراعة كل محصول على حدة كمرحلة أولى ثم بعد ذلك تتم زيادة عدد المحافظات بمقدار الزيادة فى كمية الشعير التى يتم توريدها من المزارعين.
على سبيل المثال: يتم خلط دقيق الشعير مع القمح فى محافظات: مرسى مطروح، الوادى الجديد، شمال سيناء، جنوب سيناء، المنيا والإسماعيلية كمرحلة أولى.