- الشتل الآلي يزيد مواصفات جودة حبوب الأرز وتقابله زيادة في السعر للتصدير
موضوعات مقترحة
- تساوي التكلفة بين الشتل الآلي واليدوي التقليدي لكن لا يتوافر عدد كاف من الشتالات لتغطية مساحة المليون فدان أرز
- شبكات الصرف المغطى تعمل بكفاءة عالية وتصرف المياه الزائدة إلى المصارف.. لكن في حالة محصول الأرز تكون سبباً رئيسياً لإهدار المياه
- ضرورة تعزيز طرق التحكم في فرعيات الصرف المختلفة لغلقها تماماً في موسم زراعة الأرز
- الطريقة الجديدة توفير 35 % من تكاليف الوقود المستخدم لضخ المياه وقدرة الشتالة 130 فداناً خلال الموسم
- ضرورة تعميم زراعة الأرز بطريقة "سومر" بالمحافظات لتوفير الكميات المهدرة من المياه
الأرز محصول اسـتراتيجى علـى المـستوى الداخلى والخارجى بالنسبة لمصر، ومع اقتراب أزمة مياه مستقبلية تهدد هذا المحصول، بـات على الدولة أن تعمل جاهدة لمواجهة هذا الخطر المحتمل، من خلال تبنى وانتهاج مسئولى السياسة الزراعيـة لبعض السياسات لتخفيض المساحات المزروعة بمحـصول الأرز، نظـراً لاستحواذه على نحو (22 – 25 %) من إجمالى حصة الميـاه المخصـصة لـرى المحاصـيل الزراعية بما يعادل نحو 30% من إجمالى حصة مصر الكلية والبالغة نحو 5.55 مليار م³، وبلغ إجمالى الأراضى المزروعة بالأرز عام 2023 نحو مليون و74 ألفاً و200 فدان، وتساوت مساحة الأرز المزروعة فى 2023 مع المساحة المزروعة فى العام الماضى 2022، فضلاً عن كونه من السلع الزراعية التصديرية المصرية بعد صادرات القطن والذى تعتمد عليه الدولة فى زيادة حصيلتها من العملـة الـصعبة، من خلال نفاذ محصول الأرز المصرى إلى العديد من الأسواق العربية والأجنبية، نظـراً لانخفـاض أسـعار تصديره مقارنةً بالدول المنافسة، الأمر الذى دفع الدكتور محمد السيد الحجرى أستاذ مساعد ورئيس وحدة الرى والصرف بمركز بحوث الصحراء لتجربة زراعة الأرز فى باطن الخطوط بتكنولوجيا "سومر" فى محافظتى الشرقية وكفر الشيخ لتوفير المياه والأسمدة وتكلفة الإنتاج بعد حصاده 4 جوائز على التوالى، ومن هذا المنطلق نرصد أهم النتائج خلال لقائه الخاص بـ"الأهرام الزراعى"، لمتابعة مدى نجاح تكنولوجيا السومر التى قمنا بتسليط الضوء عليها منذ خروجها للنور عام 2016.
بداية أكد الحجرى، أن طريقة رى الأرز فى مصر طبقاً للتوصيات الفنية لزراعة الأرز تتلخص فى الاستخدام الأمثل لمياه الـرى بعد الشتل بثلاثة أيام يتم غمر الحقل بالمياه بارتفاع 3 سم ثم يزيد هذا الارتفاع تدريجياً بتقدم النبات فى العمر ويجب المحافظة على أن تكون الأرض مشبعة بالماء خلال الموسم بقدر الإمكان حتى أسبوعين قبل الحصاد، وحفظ مياه الرى على هذا المنسوب أمر هام جدا للمحافظة على السماد الأزوتى ومكافحة الحشائش والحصول على محصول مرتفع الإنتاجية.
ووجد أن جميع أصناف الأرز تكون حساسة جداً لنقص مياه الرى فى طور البادرة ( 30 - 35 يوماً من الزراعة) وبعد الشتل لمدة أسبوعين، عند بداية تكوين السنابل (35 - 45 يوماً من الشتل) وكذلك أثناء فترة امتلاء الحبوب، ويؤدى جفاف الحقل خلال هاتين الفترتين إلى نقص كبير فى المحصول قد يصل إلى 50 % أو أكثر، لذا يراعى عدم تعريض النباتات للجفاف أثناء هاتين الفترتين، طبقاً لما ورد بالتوصيات الفنية لمحـصول الأرز، بنشرة رقم 1014 لسنة 2006.
عناصرالتجربة
وعن إجراءات التجربة أوضح الحجرى بأنه تم توفير شتالة آلية 6 خطوط ذاتية الحركة وإجراء التعديلات اللازمة بها للزراعة فى باطن الخطوط (طريقة سومر)، وتم إعداد الأرض والحرث والتسوية بالليزر، وشتل الأرز صنف 108 سخا بالطريقتين (الشتل الميكانيكى التقليدى والشتل فى باطن الخطوط (سومر).
ثم تم الرى بناء على توصيات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بحيث لا يقل عمق مياه الرى عن 7 سم ارتفاع فوق سطح التربة، وبدأ الشتل 26 يونيه 2023 وكانت المساحة المخصصة لكل طريقة فدان، وتمت المقارنة بفدان شتل يدوى لنفس الصنف للجار، بمحافظتى الشرقية وكفر الشيخ .
وتم تركيب محبس وعداد تدفق للمياه لكل حقل لقياس المياه المضافة، ومتابعة الرى وإضافة السماد وأخذ القياسات النباتية اللازمة وأخذ عينات تربة ومياه للتحليل الكيميائى.
ونوه الحجرى بأن تكلفة الشتل الآلى التقليدى مساو لتكلفة اليدوى، ولكن لا تتوافر شتالات آلية تكفى مساحة المليون فدان أرز بالجمهورية، مضيفاً أن تكلفة الشتل الآلى بتقنية سومر تزيد 600 جنيه للفدان، وذلك ثمن عزق الأرض وفرم التربة وتمهيدها للتشكيل والشتل بتقنية سومر، وفى المقابل يتم توفير 2135 جنية قيمة نصف تكاليف الضخ نظراً لتوفير نصف تكاليف المياه.
وعن أهم النتائج التى تم التوصل لها أنه تمت إضافة مياه لحقل سومر بمقدار 3409 م³ للفدان وإضافة مياه للحقل الذى تم شتله ميكانيكياً بواسطة الشتالة بمقدار 6892 م³ للفدان، وتمت إضافة مياه لحق الجار المشتول يدوياً بمقدار 12088م³ للفدان.
وتوفر تقنية الزراعة المبتكرة سومر أكثر من 50 % من مياه الرى للأرز، ويمكن زيادة نسبة التوفير كلما تم ضبط عمق مياه الرى المضاف.
وتم إجراء تحليل اقتصادى للتكاليف وكانت النتيجة أن تكلفة زراعة فدان الأرز لكل من الشتل اليدوى والشتل الميكانيكى التقليدى 21 ألف جنيه للفدان؛ فى حين كان لطريقة سومر 19.5 ألف للفدان وذلك نتيجة لتوافر تكاليف ضخ المياه التى تم توفيرها مقارنة مع الطرق التقليدية.
وكانت الإنتاجية للثلاث طرق متقاربة بمتوسط 3 أطنان للفدان، وطريقة الزراعة بسومر اقتصادية مقارنة مع الزراعة بالطرق التقليدية لأن تكاليف إعداد الأرض تساوى 14% من تكاليف وقود مضخة الرى طوال الموسم والذى يقل إلى النصف نظراً لانخفاض كمية المياه المضافة إلى النصف، وبالتالى تقل التكلفة بمقدار 35% من تكاليف وقود ضخ المياه.
وتابع؛ بالنسبة لمواصفات الجودة لحبوب الأرز الشعير وكذلك المواصفات المورفولوجية (الظاهرية للنبات) كانت الأفضل لتقنية سومر، يليها الشتل الآلى التقليدى ثم الشتل اليدوى، وسيتم حساب نسبة الهالك بعد ضرب وتبييض الأرز بعد الحصاد لكل طريقة.
وبلغ وزن الألف حبة لكل من سومر والشتل الميكانيكى التقليدى 23.7 جم؛ بينما كان 19.4 جم للشتل اليدوى المتبع فى مصر؛ كما تمت ملاحظة زيادة وزن الكتلة الحيوية (الأوراق والفرع التى تنتج التبن) للشتل اليدوى على حساب وزن الحبوب مما يقلل من مواصفات الجودة للأرز، مؤكداً أنه لا يمكن توفير المياه بأى طريقة بدون الإدارة الجيدة للرى (تسوية بالليزر – ضبط كميات المياه المضافة طبقاً للتوصيات) وما هو غير متوافر فى مساحات الأرز المزروعة، حيث لا توجد قياسات لكميات المياه المضافة.
وبناء على القياسات التى تم أخذها لعمق مياه رى الأرز فى العديد من المحافظات (كفر الشيخ – الشرقية – الغربية – البحيرة) ويتراوح عمق المياه المضافة من 12- 15 سم (الرى 25 - 30 مرة طوال الموسم) بكمية مياه مضافة تبلغ (15000 م³ للفدان) وهو ما يسبب إهدار كبير لكميات المياه العذبة (ما يقرب من 15 مليار م³ لرى مليون فدان أرز مزروع بشتل يدوى).
طريقة سومر
وقال الحجرى: أن طريقة سومر المبتكرة SWMR (زراعة الأرز فى باطن الخطوط بغرض إحلال حجم تربة الخطوط للمياه الراكدة (الماء المضاف لحقل الأرز)، وهى اختصار لإدارة التربة والمياه لزراعة الأرز.
Soil and Water Management for Rice cultivation.
"SWMR-100" شتل الأرز يدوياً فى باطن الخطوط العريضة (حيث المسافة بين الخطوط 50 سم، وتم توفير نصف كمية مياه الرى، (وزادت الإنتاجية بنسبة 5% لصنف 104 سخا) عام 2014 بكفر الشيخ.
"SWMR-101"= شتل الأرز ميكانيكاً فى باطن الخطوط بواسطة الشتالة المعدلة، المسافة بين الخطوط 30 سم و عدد الشتلات فى المتر 70.
"SWMR-103" = طريقة شتل مبنية على الدمج بين الشتل اليدوى والميكانيكى (تم التصميم وجارى التنفيذ والتقييم فى الموسم القادم 2024.
وتم تسجيل طريقة سومر بمكتب براءات الاختراع، وقد حصدت هذه التكنولوجيا للمرة الرابعة جائزة توفير المياه، وذلك بعد حصاد الجوائز التالية على التوالى؛ جائزة توفير المياه لشباب المهنيين – تحت 40 عام- من الهيئة الدولية للرى والصرف 2016، جائزة شباب علماء العرب – تحت 40 عام- من هيئة دعم البحوث فى الدول النامية – المنطقة العربية 2016، جائزة كاشيدا للتميز على مستوى البحاث فى مجال الهندسة الزراعية من الجمعية المصرية للهندسة الزراعية 2019، جائزة أفضل توفير فى المياه وإعادة استخدامها من الملجس العربى للمياه 2022، كما تم اعتماد تقنية من قبل مكتب تعاون دول الجنوب التابع للأمم المتحدة كأحد حلول أزمة المياه وتحقق خمسة أهداف من أهداف الأمم المتحدة، وتتلخص طريقة سومر فى أنها تعتمد على زراعة الأرز سواء بالشتلات أو بالبذور فى قاع الخطوط، مما يوفر نصف كمية مياه الرى وكذلك يتم توفير ربع كمية السماد المستخدم، وقد احتفت العديد من وسائل الإعلام الغربية والمحلية بالتكنولوجيا الحديثة معرباً عن أمله فى نشرها بمصر والعالم، ويمكن لهذه التكنولوجيا أن تعمل وفقاً للظروف البيئية المتاحة، حيث يمكن أن يكون الشتل يدوياً أو يكون الشتل ميكانيكياً.
وأوصى الحجرى بضرورة التأكيد على جودة إدارة الرى للأرز، وذلك بعدم إضافة مياه زائدة عن العمق الموصى به (7 سم)، والتسوية بالليزر للأراضى التى تزرع بالأرز خاصةً، والرى السطحى على العموم.
بالإضافة إلى تعميم تقنية زراعة الأرز فى باطن الخطوط (سومر100) لتوفير نصف كمية مياه الرى وذلك بتخطيط الأرض بالخطاط (مثل تخطيط الأرض لزراعة الذرة) وذلك للشتل اليدوى لسرعة الوقت وعدم توافر الشتالات الآلية الكافية لشتل المليون فدان، توفير الشتالات الآلية بشكل تدريجى (سواء على المستوى الحكومى أو الخاص) لزيادة جودة حبوب الأرز والقيمة المضافة له مما يقابله زيادة فى السعر للتصدير، لاسيما أن السعة الحقلية للشتالة هى شتل 130 فداناً خلال الموسم، لذلك لابد من زيادة عدد الشتالات الميكانيكية أو العمل على تصنيعها بمصر لتكفى العجز وتكون بمثابة نواة لتصنيع المعدات الزراعية، وإلى أن يتم ذلك يمكن الزراعة بطريقة سومر 100 وهى تخطيط الأرض بخطوط المسافة بينها 50 سم، وشتل الأرز فى قاع الخطوط على شكل رجل غراب، كما تم فى كفر الشيخ ويكون الشتل يدوياً، مما نتجت عنه زيادة 50 % بكمية المحصول.
ويمكن تعميم الزراعة بطريقة سومر فى مصر من خلال مبادرة - "ممكن تزرع فى الأرض المخالفة بسومر"- لاسيما أنها لا تستهلك مياه مثل الطرق التقليدية وتقارب من محصول الذرة فى استهلاك المياه، بحيث يمكن السماح للأراضى التى لا تدخل ضمن نطاق الزمام المسموح به زراعة الأرز الزراعة بتقنية سومر لتوفير المياه فقط، ومن يخالف تنفيذ التقنية أو زيادة عمق الماء المضاف الموصى به يتعرض للمساءلة القانونية، مع استمرار الدعم المالى واللوجيستى للبحث العلمى الخاص بطريقة سومر للتطوير وإمكانية توفير المزيد من مياه الرى.
شبكات الصرف
وتابع: انتهت هيئة الصرف حتى الآن من تنفيذ شبكات الصرف المغطى لزمام وقدره 6 ملايين فدان طبقاً لتصريحات وزير الرى، ومن خلال تجارب التقييم وجد أن شبكات الصرف المغطى تعمل بكفاءة عالية وتصرف المياه الزائدة إلى المصارف، ولكن فى حالة محصول الأرز تكون سبباً رئيسياً لإهدار المياه، حيث يضطر المزارع للرى يوماً بعد يوم لأن المياه لا تخزن، كما يتطلب محصول الأرز إهدار كميات كبيرة من المياه عن طريق الصرف باستمرار فى شبكات الصرف المغطى، لذلك لابد من تعزيز طرق التحكم فى فرعيات الصرف المختلفة لغلقها تماماً فى موسم زراعة الأرز ويتم ذلك عن طريق محابس أو طبة تستخدم فى غرف الصرف المجمعة، وبذلك يتم توفير كميات كبيرة من المياه المهدرة بزراعات الأرز بمصر.
وبدون التحكم فى الصرف أو التحكم فى مستوى الرى ومنسوب المياه الراكدة لمحصول الأرز طبقاً للتوصيات الفنية الصادرة من وزارة الزراعة، حيث أوصت أنه لا يزيد منسوب المياه عن 7 سم فوق الأرض، وهو ما لا يتم اتباعه من قبل المزارعين وبالتالى لابد من العمل على إرشاد المزارعين وإكسابهم مهارت الرى والشتل بطريقة سومر لتوفير الكميات المهدرة.
وأنهى الحجرى حديثه؛ بأنه ستتم إعادة تجارب التقييم خلال الموسم القادم مع طريقة سومر 101، وسومر 102 وطريقة سومر103، والتى يتنظر أن توفر أكثر من 50 % من مياه الرى لتصل باستهلاك الأرز لأقل معدل بدون انخفاض فى الإنتاجية أو مواصفات الجودة.