خارج النص.. الأدب فضلوه على اللعب

22-11-2023 | 13:32
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

تحدثنا جميعًا عن التطور الذى يجب أن يحدث للكرة المصرية لتواكب ما يحدث حولها من تحولات لمنتخبات عربية وإفريقية كانت لفترات قريبة بعيدة تمامًا عن العالمية.. لكنها وبفضل الفكر والثقافة الرياضية انتقلت إلى مصاف الكبار وباتت على مقربة من تحقيق إنجازات تاريخية تفوق ما حققه المنتخب المغربى بالوصول إلى المربع الذهبى فى مونديال قطر الماضى..

هذا التطور كان اللاعب فيه هو الأساس فى عملية التغير، فتم الاهتمام به طبيًا ونفسيًا لتكوين شخصية تكون قادرة على التغير وصناعة الفارق لنفسه ولفريقه الذى ينتمى إليه ثم لمنتخب بلاده الذى يتشرف بتمثيله.. فأصبح الاحتراف الخارجى هدفًا أساسيًا لمعظم اللاعبين وشهادة نجاح لتألقهم المحلى فزاد عدد اللاعبين المحترفين نتيجة لتغير الفكر وزيادة الوعى وانعكس الأمر على منتخبات المغرب والجزائر وتونس وغالبية المنتخبات الإفريقية فى الجنوب والشمال.

هذا الأمر يجب أن يلتفت إليه مسئولو اتحاد الكرة بعدما حدث خلال الأيام الماضية من أزمات ومشكلات فى صفوف المنتخب خلال مباراة جيبوتى فى بداية التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 عندما اعترض الثلاثى إمام عاشور وحسين الشحات وطارق حامد على عدم مشاركتهم فى اللقاء ورفضهم أداء التدريبات التى فرضها الجهاز الفنى بقيادة فيتوريا لمن لم يشاركوا فى المباراة كنوع من التجهيز البدنى لمباراة سيراليون التالية.

رغم الاختلاف الشديد بين أزمة ثلاثى المنتخب وثلاثى الزمالك أحمد فتوح والحارس محمد صبحى والمدافع مصطفى الزنارى.. فإن وجه الشبه الوحيد بينهم جاء فى الثقافة والفكر الذى بات يمثل أزمة حقيقية لتطور الكرة المصرية.. فاللاعب المصرى فكره محدود ودائمًا وأبدًا يشغل نفسه بأشياء بعيدة تمامًا عن الملعب، خاصة إذا ما أصبح من المشاهير وله ظهير جماهيرى من ناديى القمة الأهلى والزمالك تتغنى باسمه وتدافع عنه فى المدرجات.. هذه الشهره لا تمثل لمجموعة كبيرة من اللاعبين دافعًا إيجابيًا للإجادة والتألق وصناعة تاريخ ومحاولة الانتقال إلى مرحلة أخرى كالاحتراف فى أحد الدوريات الأوروبية الكبرى، بل على العكس زادت من غرورهم وتعاليهم، وكانت سببًا فى رفضهم تعليمات المدير الفنى على اعتبار أنهم فوق مستوى النقد والتوجيه..

وهو الأمر الذى كان سببًا لتراجع مستواهم وخير مثال على ذلك الثنائى حسين الشحات وإمام عاشور.. فالأول أنهى الموسم الماضى كأحسن جناح فى الأهلى وفرض نفسه على التشكيلة المثالية محليًا وإفريقيًا وبات أحد المرشحين لجائزة الأفضل فى إفريقيا، وتم تجديد عقده ضمن لاعبى الفئة الأولى وفقًا لطلبه..

والثانى بدأ الموسم وعقب انتقاله للأهلى بأداء هو الأفضل وأصبح معشوق الجماهير الأهلاوية وعاد لصفوف المنتخب عن جدارة.. لكن الغرور والتعالى كان وراء أزمة المشاركة مع المنتخب على اعتبار أنهم من الصفوة وليس من صلاحيات أحد إبعادهم عن المشاركة، حتى ولو كان فيتوريا المدير الفنى للمنتخب..

ثلاثى الزمالك مثلوا وجهًا آخر للتعالى والغرور، وذلك عندما اعتقدوا أنهم أعلى من مستوى التوجيه والامتثال لتعليمات الجهاز الفنى والإدارى داخل معسكر الفريق فقرروا الخروج عن النص وترك المعسكر قبل مباراة زد التى خسرها الفريق والسهر بأحد الكافيهات ضاربين بقواعد الجهاز الفنى والإدارى عرض الحائط..

فكان قرار مجلس الزمالك بإيقافهم وعرضهم للبيع والرفض التام لمبدأ الصلح أو التنازل تحت بند حاجة الفريق إلى جهودهم بسبب النقص فى الصفوف نتيجة لإلغاء القيد.. كل ما فعله مجموعة اللاعبين سواء فى المنتخب أو الزمالك يمثل بالقطع أزمة ويعكس مدى التدهور فى الفكر والثقافة للاعب المصرى.. ويؤثر على أى رؤية لتقدم الكرة المصرية خطوات للأمام..

لكن الأسوأ فكر التعامل مع ملف الأزمة؛ سواء من المسئولين أو من الإعلام الذى دائمًا لديه إصرار على تلوين المشهد بالأحمر والأبيض وإقحام الانتماء على أى قرار وهو أمر يمثل خطورة أكبر من قضية ثقافة اللاعبين وفكرهم.. لأن الأمر امتد إلى ثقافة القائمين على طرح القضايا والبحث عن حلول..

لذلك كان طبيعيًا أن تجد من يتهم أيمن عبدالعزيز الزملكاوى مدرب عام المنتخب بأنه كان السبب فى أزمة فيتوريا ولاعبى الأهلى.. ولم يسأل أحد نفسه لماذا لم يتدخل أيمن عبدالعزيز بصفته زملكاويًا فى إجبار فيتوريا على عدم ضم ثنائى الزمالك للمنتخب رغم مشكلاتهم السلوكية مع الفريق!!

تصرفات اللاعبين وسلوكياتهم داخل أو خارج الملعب باتت أمرًا يمثل خطورة كبيرة، ويحتاج إلى تدخل حازم من مسئولى اتحاد الكرة بقرارات تربوية وعقوبات رادعة لا تتوقف عند الغرامات المالية، لكنها لابد أن تصل إلى حد الحرمان من المشاركة مع المنتخب لفترات طويلة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: