تعد المرأة العنصر الحيوي في أي مجتمع، ولها دور مهم في تحقيق التنمية والاستقرار.. وفي سياق الانتخابات الرئاسية، تكتسب المرأة أهمية كبيرة كقوة سياسية ومشاركة فاعلة في صناعة المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد، وتعد مشاركة المرأة في الانتخابات الرئاسية أمراً ضرورياً لتعزيز الديمقراطية وتحقيق المساواة في المجتمع.
موضوعات مقترحة
تعزيز الديمقراطية:
قالت الدكتورة زينب محمد فهيم أستاذ علم النفس وأمين عام المرأة بمحافظة الشرقية، إن مشاركة المرأة في الانتخابات الرئاسية تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الديمقراطية في مصر. فالديمقراطية الحقيقية تعتمد على تمثيل جميع فئات المجتمع بشكل عادل ومتوازن. عندما يتمكن النساء من المشاركة في اختيار رئيس الدولة، فإنهن يتمتعن بفرصة لتعبئة آرائهن ومطالبهن والعمل نحو تحقيق الإصلاحات التي يرونها ضرورية. إن تمثيل المرأة في القيادة السياسية يضمن اتخاذ قرارات شاملة ومتوازنة، وتفعيل حقوق المرأة وضمان مشاركتها الفعّالة في صنع القرارات الوطنية.
تعزيز المساواة:
وأضافت أستاذ علم النفس، وأمين عام المرأة ، أن مشاركة المرأة في الانتخابات الرئاسية تعزز المساواة بين الجنسين في المجتمع. إن فرصة المرأة للمشاركة في العملية السياسية تعطيها فرصة للتعبير عن آرائها والدفاع عن حقوقها ومصالحها. كما أنها تساهم في تغيير النظرة التقليدية لدور المرأة في المجتمع وتكسر القيود والتحديات التي تحول دون تحقيق إمكاناتها الكاملة. إذا تمكنت المرأة من الوصول إلى مناصب قيادية، فإنها تصبح قدوة للأجيال القادمة وتلهم النساء الأخريات للمشاركة الفعالة في الحياة السياسية والعامة.
تحقيق التنمية المستدامة:
وأكدت الدكتورة زينب فهيم، أن مشاركة المرأة في الانتخابات الرئاسية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، إن تمثيل المرأة في المؤسسات السياسية يعزز تنوع الأفكار والرؤى ويؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر شمولية وتوجه نحو تحقيق التنمية الشاملة، وتعد المرأة حاملة لخبرات ومهارات فريدة، وعندما تتمكن من المشاركة في صنع القرارات الوطنية، يمكنها توجيه السياسات والبرامج نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأشارت دكتورة زينب فهيم، إلي أن إن مشاركة المرأة لها أهمية كبيرة في تعزيز الديمقراطية وتعزيز المساواة بين الجنسين، ويجب تشجيع ودعم المرأة للمشاركة الفعّالة في الحياة السياسية وتمكينها من الوصول إلى المناصب القيادية؛ من خلال تحقيق المساواة والتنوع في القيادة السياسية، يمكن لمصر أن تحقق التنمية المستدامة وتبني مستقبلًا أكثر تقدمًا وازدهارًا للجميع.
دور المرأة الفاعل في الحياة السياسية المصرية نضال وتحولات
وفي سياق متصل، قالت عبير سليمان خبيرة قضايا المرأة، إن المرأة المصرية منذ فترة طويلة تعد ركيزة أساسية في الحياة السياسية، حيث شاركت بنشاط في الأحداث التاريخية الهامة التي شهدتها مصر على مدار العقود الماضية، ومن ثورة ١٩١٩ إلى فترة الاحتلال العثماني وحتى ثورة ٣٠ يونيو، لعبت المرأة دورًا فعالًا في تحقيق التغيير والنضال من أجل الحرية والعدالة.
ثورة ١٩١٩:
وأضافت خبيرة قضايا المرأة، أن المرأة المصرية شاركت في المظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال البريطاني. قادت نساء مصرية بارزة مثل هدى شعراوي وسعاد زغلول وحياة السعودي وغيرهن الحركة النسائية وناضلن للحصول على حقوق المرأة والمساواة. ترقت المرأة المصرية من مجرد المشاركة في الثورة إلى الانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية بشكل أوسع.
واستكملت عبير سليمان، أنه أثناء فترة الاحتلال العثماني، كانت المرأة المصرية تواجه تحديات كبيرة، ومع ذلك لم تتراجع عن المشاركة في النضال ضد الاحتلال، حيث شاركت في الحركات الوطنية والثورية، ولعبت دورًا هامًا في نشر الوعي الوطني وتعزيز الروح الوطنية بين المصريين، وبفضل جهودهن، استعادت مصر استقلالها وكرامتها.
ثورة ٣٠ يونيو:
وأكدت خبيرة قضايا المرأة، أن ثورة ٣٠ يونيو شهدت تحولًا هامًا في الحياة السياسية المصرية، وشاركت المرأة بقوة في هذه الثورة التي طالما تحدثت عن طموحات الشعب المصري للحرية والعدالة. وحضرت المرأة المصرية الميادين والشوارع، وعبرت عن تأييدها للتغيير والتحول الديمقراطي. وبفضل دورها الفاعل، شهدت مصر تطورات هامة في السنوات التالية، بما في ذلك انتخاب رئيس جديد وتعزيز الحقوق والحريات.
من خلال النظر إلى دور المرأة في الحياة السياسية المصرية على مدار السنوات الماضية، يمكننا أن نرى أن المرأة المصرية لعبت دورًا حاسمًا في تحقيق التغيير والتقدم. وشاركت المرأة في الثورات والنضالات، وناضلت من أجل الحرية والعدالة والمساواة. وبفضل جهودهن، شهدت مصر تحولات هامة في الحياة السياسية وتعزيزاً لحقوق الإنسان.
ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من التحديات التي تواجه المرأة في الحياة السياسية، وتحتاج إلى تعزيز المشاركة النسائية وتعزيز الوعي بأهمية دور المرأة في صنع القرار السياسي. يتطلب ذلك توفير الفرص المتساوية وتحقيق المساواة في جميع المجالات.
وأكدت عبير سليمان، أن المرأة المصرية لديها القدرة والإرادة للمساهمة في بناء مستقبل أفضل لمصر، ويجب علينا جميعًا أن نعمل معًا لتعزيز المشاركة النسائية في الحياة السياسية وتمكين المرأة من الوصول إلى المناصب القيادية والمساهمة في صنع القرار؛ لأن تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية هو خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر تقدمًا..
زينب محمد فهيم استاذ علم النفس أمينة المرأة بمحافظة الشرقية حزب مستقبل وطن