جدل كبير يثار حاليًا مع طرح تساؤلات كثيرة حول دور الفن في القضايا الوطنية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، هل نقيم مهرجانات، أم نلغي المهرجانات، هل نقدم أغنيات أم لا؟
لم تتوقف ماكينة العرض السينمائي منذ أن عرفت السينما بأنها ناقل لهموم وقضايا الوطن، ولم يسكت صوت الغناء، أيضًا، ومن لم يكن قادرًا على توصيل صوته بالأغنية فبالشعر، ولعل أشهر ما قدم من أعمال عبرت عن ارتباط الفنان بقضايا وطنه ما كتبه الشاعر الكبير صلاح جاهين وأنشدته بصوتها الفنانة الراحلة سعاد حسني في قصيدة "وقف الشريط" ويقول مطلعها:
وقف الشريط في وضع ثابت
دلوقتي نقدر نفحص المنظر
هكذا مفيش ولا تفصيلة غابت
وكل شيء بيقول ويعبر
ثم قال:
انظر تلاقي الراية منشورة
هكذا متنوعة لكن مازالت فوق
بتصارع الريح اللي مسعورة
وانظر تلاقي جمال
رافعها باستبسال
ونزيف عرق سيال على القورة
هكذا وف عنفوان النضال
تلك القصيدة التي قالتها سعاد حسني وهي تكاد تبكي على وضع فلسطين، ولم تكن هي المرة الوحيدة التي شاركت فيها السندريلا بالكلام أو الغناء أو حتى التمثيل، بل لها مرات عديدة، عن فلسطين وعن مصر، وعن الأمة العربية.
ويحسب للمطرب محمد منير أنه كان سباقًا بطرح أغنية "يا فلسطين" والتى يقول مطلعها:
يسكت يسكت نبض الشعب وفجأة يطرشقلك شرايينك.. يا اللي مخطط تلغي العدل.. وشياطين الشر في تكوينك.. يسكت يسكت الاستحمال.. لما مراره يساوي الموت.
منذ سنوات طويلة والقضية عنوان من عناوين الفن المصري، وخير شاهد على ذلك ما قدم في سنوات الانتفاضة، وما كتب من أغنيات، وافلام، ولعل ما حدث من إلغاء وتوقف وتأجيل بعض المهرجانات كان سببه أن الحدث جلل، وأقوى من أن تعبر عنه في بداياته الفنون، ولا زال، ولكن حان الوقت لأن تعود الفنون لتوثق، وقول للعالم أن مصر دولة تدعم القضية بكل قوة، وأن فنونها جزء من هذا الدعم، وما تردد من عودة مهرجان الجونة السينمائي لتقام دورته السادسة في منتصف شهر ديسمبر وأنها ستخصص جزءًا كبيرًا من احتفالياتها لدعم فلسطين أمر إيجابي، ومن المؤكد أن معظم المهرجانات التي ستقام ستتضمن فعالياتها روح القضية، مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة سيحتفي بفلسطين، مهرجان أجيال ألغى دورته وتحولت إلى احتفال سينمائي بعروض عن فلسطين، مهرجان مراكش، مهرجان القاهرة للسينما الفراكفونية أكد رئيسه الكاتب الصحفي ياسر محب أن هناك احتفاء كبيرًا بفلسطين، فلتعد الكلمات لتعبر، ولتعد السينما لتقول كلمتها وتنشر للعالم كم أن الفنون قادرة على توثيق كل ما تتعرض له فلسطين من مجازر على يد الاحتلال الإسرائيلي.