Close ad

هنا أبوظبي.. الفضاء العربي لا يعرف المستحيل

19-11-2023 | 12:27

أستأذن القارئ الكريم في التوقف – مؤقتا - عن مواصلة رصد "الهموم الوجودية" التي تداهم الشرقين الأوسط والأقصى، لأكتب من عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي، عن حدث مهم شهدت فعالياته المبهرة خلال الأسبوع الماضي.

فعلى مدار ثلاثة أيام، 14 و15 و16 نوفمبر الحالي، استضافت إمارة أبوظبي النسخة الثانية من "الكونجرس العالمي للإعلام 2023"، تحت عنوان: صياغة مستقبل الإعلام، تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد، وبمشاركة جمع غفير من مشاهير ومسئولي مؤسسات الإعلام، والشركات العارضة والعلامات التجارية.

في الجلسة الافتتاحية للكونجرس جاء من حظي الجلوس على مقعد في الصف الثاني، مباشرة خلف مقعد مخصص لرائد الفضاء العربي-الإماراتي، سلطان النيادي، الذي فاز بأول مهمة فضائية في تاريخ العرب، استمرت نحو 6 أشهر، صحيح أنه لم تتح لي الفرصة للحديث معه، غير أني استمتعت بحوار مطول أجراه معه الإعلامي الإماراتي، فيصل بن حريز، بعنوان: في ضوء رحلتي إلى الفضاء.

سوف أركز هنا على ما جاء في حوار رائد الفضاء العربي، النيادي، أما تفاصيل فعاليات الكونجرس، التي تضمنت 36 جلسة، و160 متحدثا، و23924 زائرا من 172 دولة، فقد جرى تغطيتها عموما بواسطة 800 إعلامي توافدوا من 58 دولة.

قائمة الإعلاميين المصريين المشاركين في أعمال المؤتمر اقتصرت على حضور عدد محدود، رأيت منهم على وجه التحديد، ومع حفظ الألقاب: ضياء رشوان، على حسن، منى الشاذلي، هالة سرحان، عبد اللطيف المناوي، ونشوى الرويني.

أما صالة العرض المهيبة للشركات والعلامات التجارية والإعلامية العربية والدولية، التي بلغت مساحتها 32 ألف متر مربع، فلم أشهد وجودًا بالمعرض لأي مؤسسة إعلامية أو صحفية مصرية، وهو ما أنصح بتداركه في الدورات المقبلة.

في ضوء رحلته إلى الفضاء، شرح سلطان النيادي –بالتفصيل- مهمته الفضائية  "طموح زايد 2"، وأهم تجاربه على محطة الفضاء الدولية خلال 6 أشهر، وهي المهمة التي أثبتت أن الفضاء العربي لا يعرف المستحيل، مشيرًا إلى أن حلمه منذ الصغر كان أن يصبح طيارا، واختار دراسة الهندسة، واستفاد من عمله في هذا المجال لمدة 20 عاما، وقال موجها حديثه للأجيال العربية الجديدة، المهتمة بعلوم الفضاء: "الحلم يبدأ من الصغر وعلينا تنميته واستثمار الفرص لتحقيق النجاح".

كشف رائد الفضاء العربي عن التحديات التي واجهها للفوز بالمهمة الفضائية الاستثنائية، مشيرًا إلى أنه لم يدرس الطيران في حياته، وبالتالي فهو ليس قائد طائرة، في حين أن كل المتقدمين للمهمة من الطيارين، أيضًا، فهو كان يستعين بـ نظارة في بداية حياته العملية، وإن جاءته الفرصة في وقت لاحق للاستغناء عنها.

عندما لاحظ النيادي أن كل المتقدمين للفوز بالمهمة الفضائية من الطيارين، كاد الإحباط يساوره، قائلا: "أنا وين منهم"، لكنه تسلح بالأمل والإرادة والتصميم، مشيدًا بعدالة إجراءات الاختيار، وشفافيتها، حتى بلغ مرحلة التصفيات النهائية.

سلطان النيادي هو أول رائد فضاء عربي يقوم بالسير في الفضاء يوم 28 أبريل من عام 2023، في إطار معايير صارمة لمن يقع عليهم الاختيار في مثل هذه المهمة، بناء على مهاراتهم وخبراتهم في مجالات مختلفة مثل: الهندسة، الروبوتات، أنظمة دعم الحياة، إضافة إلى اللياقة البدنية –والذهنية- العالية.

سير النيادي في الفضاء -خارج المركبة- استغرق 6 ساعات ونصف الساعة، رافقه رائد الفضاء من ناسا، ستيفن بوين، وتضمنت المهام الموكلة إليه: صيانة الأنظمة الأساسية لمحطة الفضاء الدولية، وإصلاحها، وتركيب أجهزة تكنولوجية جديدة.

عن اللحظة الأفضل في مهمته الاستثنائية، ذكر النيادي أنها جاءت في أثناء مشاهدته الأرض للمرة الأولى من نافذة المحطة الفضائية، مؤكدًا "إن الكوكب الذي نعيش فيه معرض لكل أنواع الضرر والخطر، إن لم نحافظ عليه، فمن الفضاء ندور حول الأرض كل 92 دقيقة، نرى خلالها البحار والمحيطات، والجبال والوديان، وبالرغم من أن محيط الأرض يبلغ 40 ألف كيلو متر، ومحاطة بغلاف جوي بسيط، إلا أننا نحتاج إلى إدارة حياتنا بطريقة أفضل، وحماية الأرض مثل عائلة واحدة".

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة