أرادوا وسعوا بعدوان سافر إلى هدم وتغيير الشرق الأوسط كما يريدون! حرق غزة وتدميرها وتهجير أهلها لتصفية قضية فلسطين.
أرادوا أن يخيفوا العرب والفلسطينيين بدماء الأطفال، فكانت أضعف الحلقات هى أقوى رسالة إلى العالم، بضرورة وقف العدوان وإعادة لب القضية إلى واجهة الأحداث، ونقطة البدء هى حق تقرير المصير وإقامة فلسطين، وهكذا هزم العدوان.
من القاهرة إلى الرياض عقب أحداث غزة 7 أكتوبر 2023، حيث كشف العدوان وصنع خريطة الطريق إلى العالم، متجاوزا الإسرائيليين أو اليمين الإسرائيلى، الذى حاول تجاوز وتغييب الحقائق لفرض منهج الكراهية والحروب الدامية لتدمير المنطقة.
التحرك السياسي الذي قادته وخططت له القاهرة بهدوء ورؤية، كان له تأثيره البارع فى تحريك العالم وإعادته إلى جادة الصواب خرجت مظاهرات في عواصم العالم وفي إسرائيل نفسها ضد العدوان.
الكل أدرك أن العنف والإرهاب والعدوان ليس حلا لأهم مشكلات العالم الآن، وهي المشكلة الفلسطينية، التي تدور حولها منذ حادث غزة، معركة حربية بين إسرائيل وحماس. تضرر وتأثر بها ليس الفلسطينيون وحدهم، وكانت استجابة العرب قوية فى هذه الأحداث التي يتخذ الإرهاب والتطرف والعدوان الإسرائيلى قرار المستقبل في الشرق الأوسط.
هذا لب قرارات القمم التي عقدت بعد حرب غزة، وأعتقد أن الرؤية الإستراتيجية لمصر، أظهرت فى اللحظات الصعبة والدقيقة، بل والحرجة على العالم العربى والشرق الأوسط، قيادة فاعلة وخريطة طريق واضحة لا تهتز، الرئيس عبدالفتاح السيسي قلب المعادلات بهدوء وروية، وعقل يرى الأحداث ولا يتوه في خضم رسائل خرجت من إسرائيل تتسم بالعدوان وتستند إلى غريزة الانتقام من كل الشعب الفلسطيني.
وهكذا عاد الجميع والعالم، الذي وقف مع إسرائيل بحجة الدفاع عن النفس. اكتشف أن المغالطة كبيرة فى قضية فلسطين، لاختلاط الأمر بين المنظمات المقاومة والإرهاب.
هذا التحرك سيكتبه التاريخ من جديد للمصريين والعرب الذين وقفوا بجانبهم لتأييد قضية فلسطين وإنقاذها من المغالطات الكبرى التي تقلب الحقائق. التحرر الوطني والسعي لإقامة الدولة الفلسطينية هو الحل الذي توصلت له مصر، عندما قررت إقامة السلام الإقليمى فى المنطقة وصنعت مبادرة السلام التي كانت عبارة عن ورقتين، مصرية وفلسطينية، مضمونها أن الأراضي العربية تحت الاحتلال تعود وعاصمتها القدس الشرقية.
الخلط بين أحداث سبتمبر 2001 وحادث غزة 2023، ودمغ حركات التحرر الفلسطينى بإرهاب القاعدة والدواعش، مرفوض من العقل العربى، يجارى العقلين العربى والإسرائيلى فى هذا. لأن هناك قضية، وهى الدولة الفلسطينية، ماطل اليمين الإسرائيلى عندما قتل رابين، والجيل القديم فى إسرائيل، وأراد أن يجعل الحياة في فلسطين وغزة تبدأ بحادث 7 أكتوبر 2023، فإذا بهذا الحادث ثم المجزرة الإسرائيلية فى قطاع غزة، يعيدان العالم كله إلى صوابه.
قضية فلسطين أصبحت حديث الشارعين العالمي والأوسطي، وهي حديث العرب المستمر. لا بديل عن دولة فلسطينية ولا تهجير للغزاويين إلى سيناء، أو أهل الضفة إلى الأردن.
هناك شعب وأرض محتلة يجب أن تعود، صمود الفلسطينيين واتحادهم مع أشقائهم العرب فى الرؤية والتفكير، سوف يسهل إدارة المرحلة المقبلة من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين معا، ومع وضع العالم الغربى والأمريكى فى نفس المسارات.
تخليص قضية فلسطين من التجاذبات الإقليمية والقضايا الأخرى المرتبطة بها في هذا العالم، أظهرته قمة الرياض وعدم اتساع رقعة الصراع الإقليمي على جبهات أخرى.
قضية فلسطين قضية مزمنة في منطقتنا طوال القرن العشرين وما بعده، أثرت فى كل فلسطيني وفلسطينية، وكل عربي وعربية، لكنها انتهت إلى أن العقل السياسي والجاد سينقذ المنطقة من اتساع الحروب وانفلات الأمور إلى حرب شاملة، لكن الانتصار فى حصرها ومعالجتها من جذورها فى مسار جديد ومختلف، هو نقطة تحول بارعة للدبلوماسية المصرية والعربية والإسلامية التي تعاونت وكشفت اليمين الإسرائيلي والغربي الذي أرادها حربا شاملة تهدم وتغير الشرق الأوسط، الذي يحلمون به على حساب شعبه وأهله العربى.
وهكذا نحن فى بدايات جديدة ومختلفة على طريق مختلف، وبعقول متجددة، ونحتاج إلى الاستمرارية على المسارات نفسها، ولا نتوقف حتى نحاصر كل أنواع الإرهاب والتطرف وخراب الدول، وتصفية القضايا العادلة.