Close ad

هل ينجح نتنياهو في السيطرة على قطاع غزة؟

17-11-2023 | 16:55

لم يحدث في تاريخ القضية الفلسطينية ما يشهده حاليا قطاع غزة الفلسطيني من أحداث دموية واعتداءات وحشية على المواطنين العزل، كانت نتيجتها استشهاد ما يقرب من ١١٥٠٠ شهيد وإصابة أكثر من ٣٠ ألفا، حسب آخر الإحصائيات المعلنة من قبل وزارة الصحة الفلسطينية.

ووفق الأرقام الرسمية، فإن أكثر من نصف الشهداء والمصابين، أطفال ونساء، تعرضوا لأبشع أنواع القصف الجوي الذي أدى لهدم المنشآت على رؤوس ساكنيها واختفاء المئات تحت الأنقاض، لم يتم العثور عليهم حتى الآن، واعتبروا في عداد المفقودين.

وبلغ إجرام الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو حدا لم يخطر على بال أكبر عتاة الإجرام قديما وحديثا؛ فلم يحدث في تاريخ الحروب أن لجأ طرف يحارب طرفا آخر، إلى قصف المستشفيات ودور العبادة، والتهجير القسري لأكثر من مليون مواطن، تركوا ديارهم وكل ما يمتلكون من متاع، هربا من تلك الأعمال الوحشية والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل نهار.                

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ينجح نتنياهو في تنفيذ خطته بتفريغ قطاع غزة من سكانه وضمه إلى إسرائيل بالقوة المسلحة وإدارته  عن طريق جيش الاحتلال؟ إن الإجابة عن هذا السؤال ليست بالأمر الهين، خاصة أن المقترحات التي قدمتها دوائر الاستخبارات الإسرائيلية لصناع القرار في تل أبيب لم تلق قبولا، فلا يزال الوقت مبكرا، من وجهة نظر بنيامين نتنياهو لاتخاذ القرار النهائي بالنسبة لمستقبل الأوضاع في قطاع غزة؛ إذ هو يطمع إلى استئصال منظمة حماس من جذورها وتصفيتها تماما في القطاع، رغم إدراكه، ووزير دفاعه جالانت، أن الصراع يكلف إسرائيل عشرات القتلى والمصابين، إضافة إلى حالة الهلع التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، بشكل لم يحدث له مثيل في تاريخ إسرائيل منذ نشأتها عام ١٩٤٧.

لقد سقط نتنياهو في مستنقع لن يخرج منه سالما، إذ هو يواجه مقاومة شرسة من جانب أفراد حماس الذين يختفون كالأشباح، ولو كان جيش الاحتلال الإسرائيلي متمتعا بأدني المبادئ الأخلاقية للعمل العسكري، كما يدعي، لتفرغ للبحث عن القوة الخفية التي تحاربه، ولما تعرض أبدا للمدنيين العزل، خاصة الأطفال والنساء.                   منذ أيام، تقدمت إحدى منظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية بدعوى أمام إحدى المحاكم الاتحادية، مدعمة بالوثائق التي تدين القيادة الأمريكية لدعمها الحكومة الإسرائيلية في ارتكاب أبشع الجرائم ضد المدنيين من أهالي غزة الأبرياء.

وليت منظمات حقوق الإنسان في العالم العربي تتحرك لتوثيق هذه الجرائم لرفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية، لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، الذي فاق في إجرامه، ما فعله شارون ومناحم بيجن وموشي ديان وعصابات الهاجاناه، خلال أكثر من ٧٠ عاما.      

لقد سقط نتنياهو سقطة مدوية وسوف يتم محاكمته قريبا داخل إسرائيل عن طريق لجنة، نتوقع أن يتم تشكيلها على غرار لجنة أجرانات، التي حاكمت قادة إسرائيل إبان حرب أكتوبر.
 
لكن، حتي لو تم تشكيل هذه اللجنة، وحتى لو تمت محاكمة المجرم نتنياهو، فلن يشفي غليل شعب فلسطين وكل الشعوب المحبة للسلام، إذ سينال جزاء ما اقترفت يداه من جرائم ومجازر في حق الأبرياء من أهالي غزة الصامدين في وجه طغيان جيش الاحتلال الإسرائيلي.

* أستاذ الصحافة بجامعة بنها

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة