أزمة كبيرة شهدها سوق السجائر في مصر بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعارها مما أدى إلى استياء شريحة كبيرة من جمهور المدخنين، على الرغم من استقرار منظومة الإنتاج وقدرتها على تغطية احتياجات السوق المحلي.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام" حصلت على تصريحات خاصة من المحاسب هاني أمان الرئيس التنفيذي للشركة الشرقية للدخان، وإبراهيم إمبابي رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، حول أسباب الأزمة وكيفية حلها.
الشريحة الضريبية
أكد إبراهيم إمبابي رئيس شعبة السجائر باتحاد الصناعات المصرية، أن هناك مشكلة فعلاً في السجائر وفي شهر مارس 2023 وزير المالية قدم موازنة العام المالي 2023/2024 لمجلس النواب وطلب من المجلس السماح له بتوفير 88 مليار جنيه ضرائب من هذا القطاع، علمًا بأن موازنة العام السابق لهذا القطاع كانت 81 مليار جنيه وبالتالي هناك 7 مليارات ضرائب جديدة أضيفت تتحملها صناعة السجائر.
وأضاف رئيس شعبة السجائر باتحاد الصناعات المصرية، أنه التقى نائب وزير المالية أحمد كوجاك، وتحدثا في مسألة التعديل الضريبي، وبالتالي تم الاتفاق على مرونة سعر للسجائر وتم رفع السعر في سجائر المرحلة الأولى "الشعبية" إلى 31 جنيهًا بدلاً من 24 جنيهًا، والمجموعة الثانية أصبحت تباع بسعر 31 حتى 45 جنيهًا بدلاً من 24 إلى 35 جنيهًا، والفئة العليا من 35 فما أعلى.
ضريبتان على السجائر
وأوضح إبراهيم إمبابي أن السجائر تخضع لنوعين من الضريبة، الضريبة المتغيرة وهي عبارة عن 50% من سعر بيع كل علبة بمعنى أن العلبة إذا كانت تباع بـ 20 جنيها فإن نصيب الدولة منها 10 جنيهات، والضريبة الثانية هي 4 جنيهات على كل علبة بمعنى أن العلبة التي سعرها 24 جنيهًا نصيب الدولة منها 16 جنيهًا، كما تم الاتفاق على زيادة الضريبة الثانية بقيمة نصف جنيه على جميع شرائح السجائر، وأصبح التعديل الضريبي 4.5 بدلاً من 4 للشريحة الدنيا، و7 جنيهات بدلاً من 6.5 للشريحة الوسطى، و7.5 بدلاً من 7 للشريحة العليا.
إبراهيم إمبابي رئيس شعبة السجائر
وأشار إبراهيم إمبابي، إلى أن التعديل الضريبي كان من المفترض إقراره في بداية يونيو، لكن لم يتم إقراره إلا بعد شهور، وبالتالي تفاقمت المشكلة، وأصبح المكسب للتاجر وأصبحت العلبة بـ 55 جنيهًا بدلاً 24، و120 جنيهًا بدلاً من 56 جنيها لصالح التاجر، مضيفًا أن وزارة الداخلية ضبطت كميات كبيرة من السجائر المخزنة والتي تباع بأسعار مبالغ فيها وهناك العديد من التجار عليهم قضايا تموين بسبب تخزين السجائر، وبالتالي لابد من عدم منح هؤلاء التجار حصصا جديدة من السجائر، وأن الأسعار العادلة للسجائر هي 74 جنيها لسجائر ميريت، و69 جنيهًا لسجائر مارلوبورو وأخواتها، و27 جنيهًا لسجائر كليوباترا وأخواتها.
زيادة الأسعار
ومن جانبه، أكد هاني أمان الرئيس التنفيذي للشركة الشرقية للدخان، أن زيادة أسعار السجائر كانت بسبب الترقب لصدور الضريبة الجديدة على السجائر والمخاوف المتعلقة بحجم الضريبة وقيمتها، وبالتالي توقف بعض التجار عن البيع وانتظار تحديد الضريبة، كما أن الشركات الأجنبية أجلت المبيعات لحين تحديد الأسعار وفقا للضريبة الجديدة، لكن الآن بدأت الشركات في البيع بكامل قوتها وخلال الأيام القليلة القادمة سوف يغطي الإنتاج المبيعات احتياجات السوق مما يترتب عليه انخفاض ملحوظ في الأسعار، ومن المتوقع أن تنخفض أسعار السجائر خلال أسبوع أو عشرة أيام.
هاني أمان الرئيس التنفيذي للشركة الشرقية للدخان
وأضاف الرئيس التنفيذي، أنه بالنسبة للمقترح الخاص بقلب هرم توزيع السجائر بحيث يتم التوزيع أفقيًا على المحال والأكشاك بنسبة أكبر من النسبة المخصصة للتجار، فهذا المقترح صعب تنفيذه للغاية، حيث تنتج الشركة حوالي 3.5 مليار علبة سجائر في العام وتوزيع هذه الكمية على المحال التجارية والأكشاك يتطلب تدبير عدة آلاف من سيارات التوزيع الجديدة وكذلك آلاف من مندوبي التوزيع للوصول إلى كافة أنحاء الجمهورية، وفي حالة اتخاذ قرار بتطبيق هذه المنظومة للتوزيع فذلك يتطلب عدة سنوات للاستعداد وتوفير الإمكانيات اللازمة، علمًا بأنه يوجد أكثر من ٢٠٠ ألف عميل يتم من خلالهم توزيع السجائر ولا يمكن للشركة القيام بالتوزيع لهؤلاء العملاء بين ليلة وضحاها.
وأوضح المهندس هاني أمان، أن الشركة لم تتلق أي شكاوى رسمية من الشركة اليابانية بخصوص تصنيع حصتها من السجائر، مضيفًا أن عقد التصنيع مازال سارياً وان الشركة حريصة على تلبية متطلبات المستثمرين من مختلف الدول.