تشهد الأسواق في الفترة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار البصل، وذلك على الرغم من قرار وقف تصديره قبل ما يزيد على شهر. ويعد البصل من أهم المحاصيل الزراعية في مصر، وتعتمد عليه العديد من الأسر في الغذاء.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام" تستعرض أسباب ارتفاع أسعار البصل وتداعيات هذا الارتفاع على الاقتصاد المصري والمواطنين.
التأخر في وقف التصدير
قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، إن من الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار البصل في مصر، تأخر قرار وقف تصديره، فقد جاء قرار وقف تصدير البصل بعد فوات الأوان، أي في نهاية موسم التصدير. وبسبب ذلك، لم ينخفض سعر البصل كما كان متوقعًا، ما أدى إلى استمرار ارتفاع الأسعار على المستوى المحلي.
نقص المعروض وزيادة الطلب:
وأضاف حسين أبو صدام، أن السوق يشهد نقصًا في المعروض من البصل، لأن الأراضي التي تم زراعتها في الموسم السابق تسببت في خسائر المزارعين لأن أسعار البصل كانت رخيصة، وتكبد المزارعين خسائر فادحة، مما أدي إلي عزوف عن زراعته في هذا الموسم.
واستكمل نقيب الفلاحين، أن هذا الموسم كان مطلوبا كميات كبيرة منه لذلك الأسعار أصبحت في زيادة بسبب الإقبال الكبيرة وقلة المعروض ونتيجة لذلك، يجد المزارعون صعوبة في تلبية الطلب المحلي على البصل.
من جانب آخر، يشهد الطلب على البصل زيادة مستمرة في مصر، سواء في السوق المحلية أو الدولية، هذا الارتفاع في الطلب يؤدي إلى زيادة الضغط على المعروض المحدود، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار البصل.
تداعيات ارتفاع أسعار البصل
وأكد حسين أبو صدام، أن ارتفاع أسعار البصل يتسبب في تداعيات سلبية على الاقتصاد والمواطنين، فمن الناحية الاقتصادية، يؤدي ارتفاع أسعار البصل إلى زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي، حيث ينعكس هذا الارتفاع على تكاليف الإنتاج وأسعار المنتجات الزراعية الأخرى.
أما من .الناحية الاجتماعية، فإن ارتفاع أسعار البصل يؤثر بشكل كبير على المواطنين وخاصة الفئات الأقل دخلًا. فالبصل يعتبر من المكونات الأساسية في الوجبات المصرية التقليدية، وارتفاع أسعاره يزيد العبء المالي على الأسر ويؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين.
قلة الإنتاج
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن البصل يتسم بوجود ظاهرة تعرف في الاقتصاد بالظاهرة العنكوبتية وتعني أن سعر المحصول يتأثر بسعر السنة السابقة نتيجة تغيرات المساحة والإنتاج بمعنى أنه لو كان السعر منخفضا في العام السابق فإن المساحة المنزرعة تنخفض نسبياً نتيجة انخفاض السعر ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في العام التالي، موضحا أن التجار يقومون بتخزين محصول البصل حيث إنه من المحاصيل القابلة للتخزين مثله مثل الثوم.
واستطرد الدكتور أشرف كمال، أن كمية التصدير هذا العام ارتفعت لتصل إلى 350 ألف طن، لكن قرار وقف التصدير من الممكن أن يودي إلي نتائج ولكن علي المدى المتوسط وليس القريب، مشيرا إلي أن أسعار البصل سوف تنخفض قريبا بسبب قرب حصاد الموسم الجديد، فيظهر البصل الأخضر في فبراير والبصل تام النضج في مارس، مما يساهم في خفض الأسعار.
واستكمل أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن ارتفاع أسعار البصل في مصر يعد تحديا يواجه الاقتصاد المصري والمواطنين. يتطلب حل هذه المشكلة تعاونًا بين الحكومة والقطاع الزراعي لتعزيز الإنتاجية وتحسين إدارة الموارد وضمان توفر البصل بأسعار معقولة للمواطنين. كما يلزم تحقيق التوازن بين العرض والطلب وتوفير بيئة ملائمة للمزارعين تضمن لهم أنه في حال انخفاض أسعاره أن تقوم الحكومة بتعويض المزارعين حتي لا يحدث مثل هذا الموسم.
الدكتور أشرف كمال
حسين أبو صدام نقيب الفلاحين