Close ad

وحدة.. وعي.. وعمل

15-11-2023 | 16:43
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

 وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍ

وَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب

وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُم

عَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب..

(أبوالعتاهية)

المشاهد المؤلمة التى نتابعها يومياً من شهداء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة كفيلة بأن تجعل بركان الغضب ينفجر فى النفوس السليمة، ومشاهد القصف المتتالى على القطاع والدمار أيضاً كفيلة بذلك..

ولكن قد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن لا نغضب فعن أبى هريرة رضى الله عنه، أن رجلاً قال للنبى صلى الله عليه وسلم: "أوصنى"، قال:(لا تغضب)، فردّد ، قال:(لا تغضب) رواه البخارى.

وكيف لا نغضب ونثور مع كل هؤلاء الضحايا والشهداء، كيف لا نغضب مع مشاهد التهجير القصرى لأبناء الشعب الفلسطينى..

لا نغضب حتى نفهم حقيقة ما يجرى ولماذا يجرى؟

وأسأل اليوم هل ومن مجريات الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط أن مؤامرات تقسيم الدول واستهداف ثرواتها لم تكن نبع خيال؟؟ هل تيقنّا اليوم أن مصر وقفت حجر عثرة أمام هذه المخططات التى تم إعدادها لتغير خريطة الشرق الأوسط؟؟ هل فهمنا اليوم أن هذه المخططات التى ظلت سرية ولم يعلن عنها رسمياً، ومع بدء الأحداث فى غزة خرجت هذه الخطط إلى السطح علناً، وعلى لسان مسئولين رسميين فى عدة دول (حول تهجير أبناء غزة إلى سيناء)؟؟

هل فهمنا اليوم ما قامت به الدولة من بناء وتشييد تعمير فى سيناء وعلى قمته حفر 6 أنفاق دفعة واحدة لربط سيناء بالوادى؟؟ كان لماذا؟؟

هل لو كانت الدولة توقفت وتمهلت فى مشروعاتها – والتى كان يطالب البعض به – ماذا كان موقفنا؟؟

هل فهمنا لماذا كان مد شبكة الطرق والكبارى بين كل مناطق مصر؟؟

هل استوعبنا لماذا توسعت الدولة فى إقامة وبناء المشروعات الزراعية من صوب واستزراع سمكى واستصلاح أراضى؟ وكيف كان سيكون حال الأسعار اليوم لو لم تتم هذه المشروعات؟؟ بل كيف سيكون قرارك السياسى فى هذه المخططات وأنت كدولة تحت ضغط الحاجة؟؟

قاد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مصر فى حقبة بالغة الخطورة وتسلّم دولة بعد ثورة تصحيح المسار فى 2013 كانت على شفا حفرة الاقتتال الشعبى بعد ما فعل الإخوان وتنظيمهم الأفاعيل لتحقيق ذلك، شاهدنا وعشنا جميعاً ورأينا ميليشيات الإخوان فوق كوبرى 15 مايو بالأسلحة الرشاشة تروع الأهالى، سمعنا على شاشات الفضائيات تهديدات بتحويل البلاد إلى أنهار من دم، وسمعنا قياداتهم يعلنون بأن العمليات الإرهابية فى سيناء سوف تتوقف رهن إشارتهم..

وعندما كنا نوضح أبعاد المؤامرة كنا نقابل بالسخرية والاستهجان!!

وهم هم نفس الفصيل الذى يتم تحريكه كعرائس الماريونت من الخارج، لتحقيق أهداف خارجية ليست فى صالح الأوطان..

فى هذه الظروف الصعبة تولى الرئيس الحكم  وقاد بحكمة وروية الدولة إلى بر الأمان، وتحمل أعباء وقنوات معادية وأصوات من الداخل والخارج، أقل ما نقول فيهم وعنهم أنهم لا يفهمون ما يجرى على الساحة العالمية والإقليمية..

واستردت الدولة المصرية عافيتها واستقلال قرارها السياسى، واستطاعت العبور من العديد من الأزمات سواء التى أعدها (الضالون) أو التى حدثت على مستوى العالم.. عبرنا أزمة الكورونا.. بل وقدمت الدولة المصرية مساعدات مالية للعمالة التى توقفت حتى تعينهم على أعباء الحياة..

قاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الدولة في مختلف المسارات، في مسار تطويق الإرهاب والقضاء عليه، فى مسار الإصلاح الاقتصادى، فى مسار المشروعات القومية الكبرى، بل على المسارات الإقليمية والعربية والدولية.. حتى عادت مصر إلى مكانتها الطبيعية فى المنطقة والعالم..

ومؤخراً مع تفجر الأوضاع فى غزة، كانت مصر منتبهة جداً من أول (طلقة) إلى أن الهدف كان سيناء، ولهذا كانت الدعوة إلى مؤتمر عالمى فى العاصمة الإدارية، ليسمع العالم كله موقف مصر الرافض للنقاش حول هذا الأمر، وكانت المساندة الشعبية لموقف الرئيس السيسي والموقف المصري واضحة لكل عين ترى وأذن تسمع..

وفى نفس التوقيت كان الموقف المصرى واضحًا فى أهمية وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطينى دون أى تأخير، مع رفض مصر القاطع لتقويض وإنهاء القضية الفلسطينية بمحاولة تهجير أصحاب الأرض.. ودعوة العالم إلى ضرورة الإسراع فى وقف العدوان الإسرائيلى على أبناء الشعب وانتهاج أسلوب القتل الجماعى، وأكدت مصر أن الطريق الوحيد والصحيح للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين.

إن ما يجرى فى غزة يستدعى الغضب كل الغضب لا شك فى ذلك، ولكن يجب علينا كشعوب عربية وإسلامية، وعلى الأخص الشعب المصرى ألا يجعلنا الغضب (المشروع) ننساق ونهدم دولنا، بل علينا الانتباه جيدًا والوحدة وكامل الوعى.

 فوحدتنا ووعينا والعمل والإنتاج هو الطريق الوحيد للحفاظ على مصر ورد كيد الكائدين..

وَللهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.
حَفِظَ اللهُ مِصْرَ وَحَفِظَ شَعْبَهَا وَجَيْشَهَا وَقَائِدَهَا..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: