يشعر البعض بألم يشمل جميع أنحاء الجسم وتحديدا عضلات الجسم، وقد يعتقدون أن هذا الألم عابر وسينتهي، ولكنه ربما قد يكون مصابا بمرض معروف باسم الألم العضلي الليفي، وهذا المرض هو عبارة عن اضطراب يسبب ألمًا واسع الانتشار في كل البنية العضلية الأساسية للجسم، ودائمًا هذا الألم يصاحبه الشعور بالإرهاق واضطرابات النوم والذاكرة والحالة المزاجية.
موضوعات مقترحة
ووفقا للأطباء فإن أعراض اضطراب المرض العضلي الليفي تبدأ غالبًا بعد وقوع حادث مثل الإصابة الجسدية أو الجراحة أو العدوى أو الإجهاد النفسي الشديد، ولكن في حالات أخرى، تتزايد الأعراض تدريجيا بمرور الوقت دون أي سبب محفز.
علاج مرض الألم العضلي الليفي
في البداية يقول الدكتور عامر محمد يوسف استشاري عظام المفاصل والعمود الفقري ، أن النساء تعتبر الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالألم العضلي الليفي من الرجال، وتعتبر الأعراض التي يعاني منها العديد من الأشخاص المصابين بـ الألم الليفي العضلي هي الصداع التوتري ، واضطرابات المفصل في الفكين ، ويصاحبها متلازمة القولون المتهيج، والقلق، والاكتئاب.
ويؤكد: أنه لا يوجد علاج الألم العضلي الليفي، ولكن توجد مجموعة من الأدوية تساعد في السيطرة على أعراض هذا المرض والأهم من هذه الأدوية هي ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء وتقليل التوتر.
أعراض المرض العضلي الليفي
ويتابع الدكتور عامر يوسف، تتضمن الأعراض الأساسية لألم المرض العضلي الليفي، وجود ألم واسع المدى ولكنه ألم خفيف مستمر إذا دام لثلاثة أشهر على الأقل، ويتم الشعور بالألم على جانبَي الجسم، وأعلى الخصر وأسفله.
" ومن الأعراض الأخرى للمرض العضلي الليفي ، هو الإرهاق حيث يستيقظ الأشخاص المصابون بالألم العضلي الليفي متعبين رغم نومهم لفترات طويلة لكن يحدث إضطراب في النوم بسبب الألم، كما توجد اضطرابات أخرى في النوم مثل انقطاع النفس النومي، كما تحدث الصعوبات الإدراكية مثل الشعور بالضباب الليفي الذي يسبب فقد القدرة على التركيز والانتباه والتركيز على المهام العقلية.
ومريض الاضطراب العضلي الليفي عادة ما يصاب بحالات مرضية أخرى مثل متلازمة القولون المتهيج ومتلازمة التعب المزمن وأنواع أخرى من الصداع، والتعرض للإصابة بمتلازمة المثانة المؤلمة واضطراب مفصل الفكين والقلق و الاكتئاب مع تسارع نبض القلب
أسباب المرض العضلي الليفي
وفي سياق متصل يقول الدكتور عامر يوسف، أن أسباب الإصابة بمرض العضلي الليفي يحدث بسبب وجود مؤثرات تسبب التحفيز المتكرر للأعصاب والتي تؤدي إلى حدوث تغيرات في الدماغ والحبل النخاعي لدى الأشخاص المصابين بـ الألم الليفي العضلي، نتيجة وجود زيادة غير طبيعية في مستويات بعض المواد الكيميائية المسئولة عن نقل الألم في الدماغ.
" كما أن مستقبلات الألم في الدماغ تُنشئ نوعا من ذاكرة الألم وتصبح حساسة فيجعلها تبالغ في رد الفعل تجاه الإشارات المؤلمة وغير المؤلمة، ومن المحتمل أن تكون الأسباب ناتجة بسبب الجينات الوراثية، وقد تكون هناك بعض الطفرات الجينية التي قد تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
كما أن حالات العدوى وبعض الأمراض قد تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب العضلي الليفي أو إلى تفاقم أعراضه، أيضا الأحداث البدنية أو العاطفية تسبب إثارة الألم العضلي الليفي نتيجة لإصابة جسدية نتيجة التعرض للحوادث، وقد يحفز الضغط النفسي الذي يستمر لفترة طويلة هذه الحالة أيضا.
متى يصبح اضطراب العضلي الليفي خطرًا
ومن جانبه يقول الدكتور إبراهيم جادو أستشاري العظام بمستشفى الهلال، أنه توجد العديد من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بمرض الألم العضلي الليفي في حالة وجود التاريخ العائلي المرضي الذي يجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض إذا سبق وأُصيب به أحد الوالدين أو أو أحد أفراد الأسرة، وقد تظهر الاضطرابات الأخرى في حالة الإصابة بالفصال العظمي أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة.
"وقد يتسبب المرض العضلي الليفي في حدوث الألم والتعب وعادات النوم السيئة المرتبطة بالألم العضلي الليفي في إعاقة القدرة على أداء الوظائف المختلفة في المنزل أو في العمل، مما يسبب الإحباط الناجم عن التعامل مع حالة مرضية والتي يساء فهمها في الغالب إلى إصابة الشخص بالاكتئاب والقلق على الصحة.
ولذلك على مريض العضلي الليفي ، العلاج من خلال العلاج الطبيعي وممارسة التمارين التي تحسن القوة والمرونة والتحمل، كم يجب ممارسة التمارين التي تعتمد على الماء بشكل عملي وهو المعروف بالعلاج المائي، أيضا يجب متابعة المريض من خلال العلاج الوظيفي، حيث يساعد المعالج المهني في إضفاء التعديلات على منطقة العمل أو طريقة تنفيذ بعض المهام مما يؤدي إلى انخفاض الضغط الإجهادي على الجسم.
" ولكن على المريض أن يهتم بالرعاية الذاتية حتى يسيطر على إدارة الألم العضلي الليفي ، وذلك من خلال التعامل مع التوتر، مع وضع خطة لتجنب الإجهاد الشديد والتوتر للحد منهما مع تخصيص فترة للراحة والاسترخاء كل يوم، مع إستخدام تقنيات التحكم في التوتر، كأن تقوم مثلاً بالتنفس العميق وتمارين الإطالة والتأمل، مع إتباع عادات النوم الصحية، لأن الإرهاق هو أحد العناصر الرئيسية المسببة للألم الليفي العضلي، لذا يصبح النوم الجيد أمرا واجبًا، وبالإضافة إلى تخصيص وقت كافٍ للنوم، يفضل ممارسة عادات النوم السليمة، مثل النوم والاستيقاظ في الموعد نفسه كل يوم والحد من النوم أثناء النهار.
مع ضرورة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، و قد تشعر في البداية بزيادة الألم نتيجة ممارسة التمارين، ولكن تنخفض حدة الأعراض في الغالب بالممارسة المستمرة، ومن قائمة التمارين المناسبة ممارسة المشي والسباحة وركوب الدراجات والرياضات المائية، وأن يضع أخصائي العلاج الطبيعي برنامج خاص بالتمارين المنزلية، مع الحفاظ على على نمط حياة صحي من خلال تناوَل الأطعمة الصحية، وتجنَّب السجائر و الكافيين، مع محاولة إدخال السرور والرضا إلى قلبك كل يوم.
ومن المهم في هذا المرض اللجوء إلى استخدام الطب البديل من خلال العلاجات التكميلية والبديلة لتخفيف الألم والتحكم في التوتر والضغوط ليست بجديدة مثل التأمل واليوغا خاصةً للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل الألم العضلي الليفي ، لأن هذه العلاجات تخفف التوتر بشكل آمن وتقلل الألم، وبعضها يلقى قبولًا في الطب الشائع، مع استخدام الوخز بالإبر هو نظام طبي صيني يعتمد على استعادة التوازن الطبيعي لقوى الحياة عن طريق إدخال إبر دقيقة جدًا عبر الجلد إلى أعماق مختلفة، حيث إنها تساعد في تدفق الدم ومستويات الناقلات العصبية في الدماغ والحبل النخاعي ، وتساعد في تخفيف أعراض الألم العضلي الليفي .
" ويعتبر العلاج بالتدليك مهم في طرق الرعاية الصحية التي لا تزال قيد الممارسة، وهي تتضمن استخدام تقنيات تحكم مختلفة لتحريك عضلات الجسم والأنسجة الرخوة، حيث يقلل التدليك من معدل ضربات القلب، ويريح العضلات ، ويحسن نطاق حركة المفاصل ، ويزيد من إنتاج مسكنات الألم الطبيعية في الجسم . وغالبًا ما يساعد على تخفيف التوتر والضغوط.