14-11-2023 | 16:53
الأهرام المسائي نقلاً عن

في مرحلة ما في حياة كل منّا نصل فيها للصدمة والخوف من كل شيء ومن أي شيء، أي مرحلة عدم فهمك لبعض أمور الحياة والأشخاص، عدم استطاعتك التمييز ما بين الحق والباطل، ترى من يتحلى بصفات سيئة كالكذب والغش والخيانة هو من يربح ويصل لمراده! ومن يتحلى بالصدق تتعرقل أمور حياته بسبب صدقه! وتسأل نفسك دومًا هل أكون مثل هؤلاء أم هؤلاء!؟ "فالحق بيظهر ولو بعد حين والخير بينتصر".

في تلك المرحلة ستتعلم ألا تلجأ إلا لله ولا تعتمد غير على الله ولا تستعين إلا بالله ولا تتوكل إلا على الله، ستشعر في تلك المرحلة بالقوة، ولا أقصد قوة جسد أو قوة عضلات بل قوة من الله، بأنك لا تخشى غير الله، ولا تخاف من أي شيء أو أي شخص في الدنيا غير الله، ستشعر بأنك تغيرت كليًا للأفضل، وأنك قادر ومستعد لمواجهة الحياة والمستقبل بأحداثه وناسه، ستُسعدك الأشياء البسيطة المعنوية أكثر من المادية، ستبتعد عن كل من يجلب لك الحزن والضيق حتى ولو كانوا أقرب الناس لك.
 
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء، قيل: ومن هم؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس"، وقال أيضًا "من أشراط الساعة أن يظهر الجهل ويقلّ العلم"، البعض اليوم يتّبع الغرب في أزيائهم وعاداتهم وتقاليدهم حتى لو مخالفة لمجتمعاتنا، أي يفعلون ما يفعلوه الغرب ويشعرون بالتحضُر فاقتبسنا منهم الزي والعادات السيئة ! ويبدأ البعض بالتباهي بالمعصية جهرًا! فيشعر المُلتزم بدين الله وسنة رسوله بأنه غريب في هذا المجتمع كالسائح في بلد غير وطنه! فإنَّ رأيتَ مجتمعاً كهذا وأنتَ غريبٌ عنه  لا ترضى به، فهذه بِشارةٌ طيبةٌ على أنك من الغرباء الذين قال عنهم رسول الله.
 
فهؤلاء الغرباء يزيدون إذا نَقَصَ الناس ؟ أي إذا قلَّ أهلُ الخير زادَ خيرهم، وإذا قلَّ أهل المعروف زادَ معروفهم، وإذا قلَّ أهلُ الورع زادَ ورعهم، وإذا قلَّ أهلُ الالتزام زادَ التزامهم، فإذا الإنسان استقام أهله أقرب الناس إليه يرفضونه زوجته أحياناً ترفضه، وأكبر مثال على ذلك امرأة لوط، وأيضًا ابن نوح، امرأة فرعون، سيدنا إبراهيم وأبيه وعم الرسول، شريكه لا يرضى ويفُض الشراكة، أصدقائه ينفرون منه إذا لم يتبعهم أي إذا دعوه لما نهى الله عنه ويغضب الله كرهوه، إذا دعوه لارتكاب المعاصي ورفض انقلبوا عليه، وكذلك المرأة إذا لم تُخلع الحجاب ولم تتبع أصدقائها في أقوالهم وأفعالهم وعاداتهم وتنجرف معهم في المعاصي ابتعدوا عنها، فأحيانًا بُعد الناس عنك رحمة لك وحب من الله لك، فالغُربة نِعمة وليست نِقمة، إذا كنتَ غريباً، فهذه بِشارةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
 
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: