تشهد مصر تنمية شاملة تستهدف تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية في جميع أنحاء البلاد، وفي القلب منها محافظات الصعيد، فقد تم تنفيذ مشروعات قومية كبرى خلال العقد الماضي بهدف دعم التنمية الشاملة في هذه المنطقة الحيوية.
موضوعات مقترحة
وتعد تنمية الصعيد واحدة من أولويات الدولة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تم تكثيف الجهود لدعم وتطوير هذه القطاعات المهمة في مصر، وبفضل الإنجازات الكبيرة التي تم تحقيقها في الصعيد، باتت المنطقة تشهد تحولًا إيجابيًا يؤثر بشكل مباشر على حياة أهلها ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية والازدهار.
مشروعات البنية التحتية
أكد الدكتور ياسر شحاتة خبير التنمية المستدامة، أن صعيد مصر شهد طفرة كبيرة في تنفيذ المشروعات التنموية خلال عهد الرئيس السيسي التي تحقق الحياة الكريمة للمواطنين، حيث تتمتع هيئة تنمية الصعيد التي تم إنشاؤها مؤخرًا بكوادر ومستشارين وتوافق بين الفكر والتخطيط والتنظيم والتنفيذ على الأرض وعملت في محاور التنمية الزراعية والتنمية الاجتماعية والتنمية الصناعية والتنمية البيئية، وعملت في 33 مشروعا منذ انطلاقها قبل 3 سنوات.
وأضاف؛ أنه تم تنفيذ مشروعات هامة في مجال البنية التحتية في الصعيد، بما في ذلك تطوير وتوسعة الطرق والجسور والمحاور الرئيسية.
وتهدف هذه المشروعات إلى تحسين وتسهيل حركة النقل والتواصل بين المدن والقرى في الصعيد، وتوفير فرص عمل جديدة وتعزيز التجارة والاستثمار في المنطقة، وتم توجيه استثمارات هائلة لتحسين البنية التحتية في الصعيد، بما في ذلك توسعة وتطوير الطرق والجسور والموانئ والمطارات، وأدى ذلك إلى تعزيز الاتصالات وتحسين وصول السلع والخدمات إلى المناطق النائية وتشجيع الاستثمارات وتنمية القطاعات الاقتصادية المحلية.
مشروعات الصرف الصحي
وأضاف الدكتور ياسر شحاتة، أنه تم تنفيذ مشروعات كبيرة لتحسين نظام الصرف الصحي وتوفير المياه النظيفة في الصعيد، بهدف تحسين صحة وسلامة السكان وتوفير بيئة نظيفة وصحية، وتم توسيع شبكات الصرف الصحي وبناء محطات معالجة المياه وتوفير مياه الشرب النظيفة للمناطق النائية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة والبيئة في الصعيد.
مشروعات التنمية الزراعية
واستطرد الدكتور ياسر شحاتة قائلاً، إنه تم تطوير قطاع الزراعة في الصعيد من خلال تنفيذ مشروعات لتحسين البنية التحتية الزراعية وتوفير الخدمات الزراعية والتدريب للمزارعين، وتشمل هذه المشروعات توفير التقنيات الحديثة والري الحديث وتحسين البنية التحتية للتخزين والتسويق، مما يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين دخول المزارعين وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي في المنطقة، وتم التركيز على تطوير القطاع الزراعي في الصعيد، حيث تم تنفيذ مشروعات لتحسين الري وتوفير المياه اللازمة للزراعة. وقد أسهمت هذه المشروعات في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين مستوى دخل المزارعين، بالإضافة إلى توفير فرص عمل جديدة وتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة.
التعليم والصحة
وأشار الدكتور ياسر شحاتة، إلى أنه تم تعزيز الجهود في تحسين البنية التحتية للتعليم والرعاية الصحية في الصعيد، وتم بناء وتجهيز مدارس ومستشفيات جديدة، وتوفير المعدات والكوادر الطبية والتدريب المتخصص، وهذا يعزز فرص التعليم والرعاية الصحية للمجتمع المحلي ويحسن جودة حياتهم، في مجال التعليم، وتم توسيع البنى التحتية لتوفير فرص تعليمية متقدمة، مما أسهم في تحسين مستوى التعليم في المنطقة.
تحسين مستوى المعيشة
وأضاف الدكتور ياسر شحاتة، أن تساهم التنمية في الصعيد في تحسين مستوى المعيشة لسكان المنطقة، من خلال توفير فرص العمل وتعزيز الاستثمارات، يتم تخفيف البطالة وتحسين دخل الأسر، مما يؤدي إلى تحسين المعيشة وتحقيق التنمية الشاملة، كما تم تعزيز الاستقرار الاجتماعي، حيث تعد التنمية في الصعيد عاملاً هاماً في تعزيز الاستقرار الاجتماعي في المنطقة، ويتم توفير فرص العمل والخدمات الأساسية وتحسين الظروف المعيشية، مما يقلل من التوترات الاجتماعية ويعزز التعايش السلمي والاستقرار في المنطقة.
استغلال الموارد الطبيعية
ويتميز الصعيد بمواردها الطبيعية الغنية مثل الأراضي الزراعية الخصبة والموارد المائية. ومن خلال التنمية المستدامة، يتم استغلال هذه الموارد بشكل أفضل وتعزيز قطاعات الزراعة والسياحة والصناعة المحلية، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق التنمية الشاملة، وبصفة عامة، شهدت البنية التحتية للصعيد تحسينات هائلة، حيث تم تطوير الطرق والجسور، وتوسيع نطاق الخدمات اللوجستية، مما أسهم في تعزيز التواصل بين المدن وتيسير حركة البضائع. كما تم تشجيع الاستثمارات في مشروعات تنمية تعزز اقتصاد المنطقة وتوفر فرص عمل للسكان.
وتتجلى الجهود الاجتماعية في دعم الرعاية الصحية وتحسين خدماتها، وكذلك تعزيز التنمية المستدامة والتوجيه نحو مستقبل أفضل، وفي ظل هذا الإطار الشامل، تبرز الانجازات كخطوات هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة في الصعيد المصري، وتعزيزًا للمشهد الثقافي في الصعيد، تم دعم المبادرات الثقافية والفنية، مما أسهم في تعزيز الهوية الثقافية للمنطقة وجعلها مركزًا للفنون والتراث، وتمت إقامة فعاليات ثقافية وفنية تعكس التنوع والغنى الثقافي للصعيد، ما ساهم في جذب الانتباه والاهتمام من مختلف أنحاء البلاد، ومن خلال تعزيز التنمية المستدامة، تم العمل على حماية البيئة وتحسين جودة الحياة، بما في ذلك تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والتحول نحو استخدام التكنولوجيا البيئية، كما شهدت المنطقة تطويرًا في مجالات إدارة الموارد المائية لضمان استدامة الموارد الطبيعية.
يذكر، أن هذه الجهود لا تهدف فقط إلى تطوير البنية التحتية والخدمات، ولكن أيضًا إلى تحفيز مشاركة المجتمع المحلي في صنع القرار وتحقيق التنمية المستدامة، في ظل استمرار هذا السياق التنموي، يظهر الصعيد كنموذج للتقدم والتطوير في البلاد، حيث تستمر الانجازات في ترسيخ الرؤية الطموحة للمستقبل، وفي سياق التنمية الشاملة، شهدت الصعيد حملات لمكافحة الفقر وتحسين ظروف المعيشة، وتم تنفيذ برامج اجتماعية تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا، مما ساهم في تعزيز التكافل الاجتماعي وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، بالإضافة إلى ذلك، شهدت المنطقة تطويرًا في مجالات الصحة والرعاية الاجتماعية، حيث تم بناء مستشفيات ومراكز صحية متقدمة لتلبية احتياجات السكان، وهذا التركيز على القطاع الصحي أدى إلى تعزيز الوعي الصحي وتحسين جودة الخدمات الطبية المتاحة.
التنمية الثقافية والعلوم
ومن جانبه، أكد الدكتور يحيى هاشم أستاذ علم الاجتماع، أن المشروعات التنموية التي نفذتها الدولة في محافظات صعيد مصر عقب إنشاء هيئة تنمية الصعيد، ساهمت في تحسين الأحوال المعيشية والاقتصادية للمواطنين كما أن لهذه المشروعات أبعادًا اجتماعية وثقافية في إطار سعي الدولة نحو الارتقاء بالوعي المجتمعي ومجابهة الأفكار غير البناءة.
وأضاف الدكتور يحي هاشم، أن الدولة شهدت حالة غير مسبوقة في المجال الثقافي داخل المجتمع طبقًا لما نص عليه الدستور بمادته 48 لعام 2014 بأن الثقافة حق لكل مواطن تكفله الدولة وتلتزم بدعمه وبإتاحة المواد الثقافية بجميع أنواعها لمختلف فئات الشعب دون تمييز بسبب القدرة المالية أو الموقع الجغرافي، وتولى اهتمامُا خاصًا بالمناطق النائية والفئات الأكثر احتياجًا، وعلى هذا الأساس عملت الدولة في عهد الرئيس السيسي على حرية الإبداع للنهوض بالفنون والآداب، وحماية الإنتاج الثقافي والفني، وتوفير الوسائل اللازمة لذلك من خلال خلق بيئة محفزة على الابتكار ودعم النابغين الصغار ورعاية إنتاجهم فى مجالات الثقافة والفنون.
وأضاف الدكتور يحيى هاشم، أن المشروعات الثقافية لتشمل جميع محافظات الجمهورية، وذلك بإجمالي تكلفة 8.2 مليار جنيه، حيث تم تنفيذ 162 مشروعا بإجمالي 3.6 مليار جنيه، وجارى تنفيذ 46 مشروعا بتكلفة 4.6 مليار جنيه، وخلال التسع سنوات الماضية تم تطوير المؤسسات والمنشآت الثقافية في جميع محافظات الجمهورية، إذ أنه تم إنشاء 148 مسرحًا بزيادة 88 مسرحًا مقارنة بعام 2014، وافتتاح 85 موقعًا ثقافية، و357 قصرًا وبيتًا ثقافيًا بزيادة 30 قصر ثقافة مقارنة بعام 2014، كما تم إنشاء 35 مكتبة و19 متحفا ومعرض داخل وخارج مصر و9 مدارس ومعاهد تعليمية بأكاديمية الفنون.
وأشار الدكتور يحيى هاشم، أن الدولة أطلقت العديد من المبادرات الثقافية ويكون المستفيد الأول منها المواطن المصرى منها؛ "صنايعية مصر" التي تم إطلاقها في عام 2019 من أجل إحياء التراث المادي في مجالات الحرف اليدوية المختلفة للمساعدة على إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لتحسين دخل الفرد وخلق أسواق جاذبة للسياحية تساعد على رفع الدخل القومي للبلد، فتم عقد 3 دورات تدريبية، وتخريج 123 شابًا وشابة، كما أطلقت الدولة مبادرة "ثقافتك كتابك"، خلال معرض القاهرة الدولة للكتاب بدورته الـ 52، والتي تمنح مئات الكتب من مختلف دور النشر وقطاعات وزارة الثقافة، بحيث يتراوح سعر الكتاب من جنيه ولا يزيد عن 20 جنيهًا.
الدكنور ياسر شحاته خبير التنمية المستدامة
الدكتور يحي هاشم أستاذ علم الجتماع