القوة لا تصنع حقًا.. ولكن الحق يصنع قوة، مهما تجبرت القوة أو قتلت أو سحقت أو عذبت فلا تصنع حقًا.. ولكن تصنع أمرًا واقعًا غير مقبول.. ومهما طال عليه الزمن فمصيره الزوال؛ لأنه قائم على باطل وليس على حق.. أما الحق فهو صانع القوة فمهما كان الحق ضعيفًا أو لا صوت له أو مقهورًا ومغلوبًا على أمره فمهما طال الزمان سيعود الحق قويًا.
فالأطفال والشهداء الذين يقتلون يوميًا فى قطاع غزة لن يضيع دمهم هباءً، بل سيعود لعنة على قاتليهم؛ لأن هؤلاء الأطفال والشهداء أصحاب حق، وحتى شهادتهم رفعتهم إلى مكان أعلى وأجمل فى جنة الخلد، أحياء عند ربهم يرزقون، وسيظل حقهم في رقبة قاتليهم يطاردهم ويطارد من أيد قتلهم كل يوم إلى أن يعود الحق إلى أصحابه..
فقوة الحق تفوق مرات ومرات قوة الباطل مهما بدا قويًا ومهما بدت عليه مظاهر القوة، فقوة الحق حتى فى ضعفه تفوق أضعافًا مضاعفة قوة الباطل..
ومؤخرًا عقدت القمة العربية الإسلامية فى الرياض لمناقشة سبل وقف العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة.. هذا العدوان الذي لم يفرق بين طفل وامرأة.. شاب وعجوز.. فلم يترك حتى المدارس التابعة للأمم المتحدة أو المستشفيات..
وفى كلمته حدد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رؤية مصر في ست نقاط واضحة وهي:
أولا- الوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار فى القطاع.. بلا قيد أو شرط.
ثانيا- وقف كافة الممارسات.. التى تستهدف التهجير القسرى للفلسطينيين.. إلى أى مكان داخل أو خارج أرضهم.
ثالثا- اضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته.. لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطينى.
رابعا- ضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية.. وتحمل إسرائيل مسئوليتها الدولية.. باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
خامسا- التوصل إلى صيغة لتسوية الصراع، بناء على حل الدولتين.. وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. على حدود الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها «القدس الشرقية».
سادسا- إجراء تحقيق دولى.. فى كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولــى.
مؤكدًا أن مصر حذرت، مرارًا وتكرارًا، من مغبة السياسات الأحادية، كما تحذر الآن.. من أن التخاذل عن وقف الحرب فى غزة.. ينذر بتوسع المواجهات العسكرية فى المنطقة.. وأنه مهما كانت محاولات ضبط النفس.. فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة.. كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها.
وتوجه السيد الرئيس برسالته إلى القوى الدولية الفاعلة وإلى المجتمع الدولى بأسره قائلا: «إن مصر والعرب.. سعوا فى مسار السلام لعقود وسنوات.. وقدموا المبادرات الشجاعة للسلام.. والآن تأتى مسئوليتكم الكبرى.. فى الضغط الفعال؛ لوقف نزيف الدماء الفلسطينية فورا.. ثم معالجة جذور الصراع.. وإعطاء الحق لأصحابه.. كسبيل وحيد، لتحقيق الأمن لجميع شعوب المنطقة».
فهذا هو الطريق الصحيح.. إعطاء الحق لأصحابه.. كما أنه السبيل الوحيد لتحقيق العدل والسلام..
ولله الأمر من قبل ومن بعد
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها