«تعمير سيناء»: بدأنا عمليات جذب المستثمرين والمزارعين والتوسع فى استصلاح الأراضى
موضوعات مقترحة
الأهالى والعمال: نشهد طفرة إنجازات لم تتحقق من قبل فى سيناء
المحافظة تنوع مصادر الدخل وتنجح فى جذب المواطنين من الأقاليم الأخرى
مزرعة سمكية فى قلب الصحراء.. وتعظيم الفائدة بصوب زراعية ومساحات من العنب
نجح الجهاز المركزى لتعمير سيناء ومدن القناة فى تعظيم الفائدة من الثروات الطبيعية التى تنتشر فى المحافظة والتى تتعدد مصادرها ما بين سياحة وزراعة وثروة معدنية.
ومدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء، تتمتع بمقدرات طبيعية حيث تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ إذ جعلها الله مدينة مقدسة عندما تجلى الله تعالى وكلم نبيه موسى من فوق أحد جبالها وهو جبل موسى الذى يعد مزارا لكل المسلمين فى العالم. وتشرفت مدينة الطور بزيارة العائلة المقدسة إليها قادمة من فلسطين وبها دير سانت كاترين أحدى مزارات السياحة الدينية الشهيرة.
لم يتوقف نهر العطاء عند هذا الحد فقد تدفقت ينابيع الخير على أراضيها لتثمر عن زراعات عديدة حولت رمالها الصفراء إلى جنة خضراء تزينها أشجار الزيتون والنخيل والمانجو. «الأهرام التعاوني» حرصت على نقل الصورة الطبيعية إلى المجتمع من خلال زيارة قمنا بها على أرض الواقع بالتنسيق مع جهاز تعمير سيناء..
كانت توجيهات اللواء اركان حرب محمود نصار رئيس جهاز تعمير سيناء ومدن القناة بتسهيل مأموريتنا مع الحرص على متابعة المشروعات القومية التى يقوم بها الجهاز لتوطين نحو 3 ملايين من المصريين فى محافظات سيناء ضمن استراتيجية تتبعها الدولة لمحاربة الإرهاب بالتنمية لاسيما بعد نجاح القوات المسلحة والشرطة فى التصدى لبؤر الإرهاب خاصة فى محافظة شمال سيناء.
ووجه المهندس ناجى ابراهيم المدير التنفيذى لجهاز تعمير شمال سيناء ووسطها وجنوبها بفتح اماكن المشروعات القومية التى تتبعها الدولة بجنوب سيناء.
البداية بالطور
المسافة من القاهرة إلى مدينة الطور تصل لنحو450 كيلو مترا قطعناها فى وقت مبكر من النهار شوقا لما يحدث على أراضيها من طفرة بناء غير مسبوقة.
شرح المهندس ناجى ابراهيم تفاصيلها قائلا: من المعروف أن الدولة لم تقصر الحرب على الإرهاب بالسلاح لكن هناك سلاح هام هو سلاح التنمية والتعمير لجذب أكبر عدد من المواطنين من شتى محافظات الجمهورية للاستقرار والمعيشة فى محافظات سيناء، وهو ما دفع الدولة ممثلة فى الجهاز المركزى للتعمير أن تقيم عددا من المشروعات على ارض جنوب سيناء بلغ نحو 47 مشروعا بإجمالى استثمارات 5 مليارات و669 مليون جنيه بينها 23 مشروعا بخطة الجهاز بتكلفة 10120 مليار جنيه و24 مشروعا لصالح الغير بتكلفة 4.549.
هذه المشروعات عبارة عن 7 مشروعات للطرق بإجمالى أطوال 23 كم وتكلفة 615.512 مليون جنيه و3 مشروعات إسكان بدوى بإجمالى 230 منزل بدوى بتكلفة 125.266 مليون جنيه وكذلك 4 مشروعات كهرباء بتكلفة 100.865 مليون جنيه و9 مشروعات خدمية وتنمية متكاملة بتكلفة 278.631 مليون جنيه بالإضافة إلى 7 مشروعات امتداد قرى سكنية بالتجمعات التنموية الجديدة لمضاعفة اعداد البيوت بها بتكلفة 495 مليون جنيه و14 مشروع تطوير سانت كاترين موقع التجلى الاعظم فوق أرض السلام بتكلفة 4 مليار جنيه و3 مشروعات خارج الخطة الاستثمارية بتكلفة 54.183 مليون جنيه.
وأضاف المهندس ناجى إبراهيم أن إنشاء البيوت البدوية جاء بعد لقاءات مع البدو أنفسهم للتعرف على متطلباتهم وهو مايتلاحظ وجود فروق بين البيوت فى المراحل الحالية عن السابقة حيث مراعاة التعلية للاسوار حفاظا على الخصوصية وعمل مكان للسيارة ومجلسا للرجال.
وقد تم إنشاء 30 منزلا بدويا فى مدينة سانت كاترين قرية الكوفة منها 20 منزلا بدويا بتجمع الشيخ عواد و10 منازل بدوية بتجمع وادى غربة وقد أوشكت على الانتهاء بنسبة 86% وكذلك إنشاء 60 منزلا بدويا بقرية الوادى بمدينة طور سيناء وقد تم الانتهاء منها بنسبة 100% وجارى انشاء 60 منزلا آخرين براس النقيب بطابا و60 منزلا بدويا بالجبيل.
ولم تتوقف المشروعات عند هذا الحد فقد تم إنشاء معصرة زيتون حديثة بطاقة 3 اطنان فى اليوم بمدينة طور سيناء لتعظيم القيمة من الزيتون وقد بدأ العمل بها، بالإضافة إلى أنشاء 10 صوب زراعية على مسطح 10 أفدنة بتكلفة 15 مليون جنيه وقد وصلنا للانتهاء من 80% منها فضلا عن إنشاء مشتل إلى بمدينة الطور شامل عدد 2 صوبة بتكلفة قدرها 17.5 مليون جنيه وقد وصلنا إلى 55% من نسبة الاشغال فيه وكذلك حفر 2 بئر لخدمة المشتل والصور والتكعيبات بتكلفة قدرها مليون ونصف المليون جنيه ووصل العمل بهما إلى 90%.
مزرعة نموذجية
ومن اللافت للنظر فى الزيارة وجود مزرعة سمكية تنحدى الصحراء وممن حولها استصلاح مساحات من الأفدنة الزراعية والصوب.
تحدث عنها المهندس سيد السكرى مسؤل الشركة المنفذة للمزرعة قائلا إن المساحة الإجمالية 120 فدانا ملكا لجهاز تعمير سيناء بها 16 حوض اسماك بالإضافة إلى حوضين للخدمة سعة الحوض 5000 مترا بالإضافة إلى 30 صوبة مساحة الصورة الواحدة فدانا لزراعة الخضروات والفلفل بأنواعه وكذلك الطماطم والباذنجان.
كل هذا ساهم فى تخفيف العبء عن كاهل رب الأسرة داخل محافظة جنوب سيناء حيث تقوم الشركة الوطنية التابعة للقوات المسلحة بعرض هذه المنتجات للجمهور بسعر التكلفة
وان المزرعة النموذجية ساهمت بقدر كبير فى استقرار الأسعار حيث جعلت القطاع الخاص مضطرا لتنزيل السعر بناء على حالة التنافس التى تم خلقها.
واضاف مسؤل التنفيذ ان هناك تحديات صعبة واجهت المشروع مع بداية تنفيذه منها الثعابين ومشكلات العرب واضعى اليد على الأرض حيث ندفع لهم 12 الف جنيه شهريا عبارة عن غفرة. ومن المشكلات التى لاتزال تواجهنا هنا منع دخول انواع من الأسمدة خاصة الكيميائية وذلك لاعتبارات أمنية.
الزراعة فى الجنوب
توجهنا خلال الزيارة إلى مديرية الزراعة ونظرا لسفره كلف المهندس محمد شطا وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء المهندس احمد الحصرى مدير الشئون الزراعية بالمديرية للتعاون معنا
حيث تحدث عن الزراعة فى جنوب سيناء قائلا: المساحة المنزرعة هى 37 الف و670 فدانا وهى مساحة كبيرة كزراعة لكونها محافظة تعتمد على السياحة والمعادن فضلت عن أن التعمير بدأ فيها عام 1983 ومن أهم الزراعات المنتشرة بالجنوب بنسبة 95% حدائق اى نباتات معمرة مثل البساتين والزيتون والعنب والمانجو والتين والنخيل.
ومن أبرز المشروعات القومية بها التجمعات التنموية وتصل إلى 5100 فدان وتمثل 7 تجمعات تنموية وكان لنا نصيب من المليون ونصف المليون فدان التى تقوم عليها شركة الريف المصرى الجديد وفقا للمبادرة الرئاسية وهى 140 الف و24 فدانا.
ولعل الأراضى الصحراوية والقابلة للاستصلاح كانت وضع يد وجارى تقنينها والدولة تسارع فى ذلك، أما فكرة التجمعات التنموية فهى احياء لفكرة التوطين التى كان يتبعها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحاليا يتم إحياء هذه الفكرة.
وأشار مدير الشئون الزراعية إلى أن حوالى 50 فدانا يتم زراعتها بالنباتات الطبية والعطرية متناثرة فى أماكن مختلفة وهناك اتجاهات من قبل بعض المواطنين لعمل صوبات بعد نجاح الـ 17 فدانا بمنطقة شرم الشيخ وسانت كاترين لزراعتها نباتات طبية وعطرية، واهم المناطق التى تصلح فيها هذه الزراعة وادى سعال ووادى فيران نظرا لطبيعة الأرض والمناخ المناسب لذلك.
وحول مشكلة الأسمدة التى تعيشها المحافظة فى ظل التحفظ الأمنى على عبور الاسمدة الكيميائية قال الحصري: المشكلة تكمن فى اليوريا والنترات نظرا للمحاذير الأمنية ونحن نستبدلها بسلفات النشادر 20% بحيث نضاعف الكمية للأرض، ولكون المحافظة من المحافظات النائية فإن المزارع يحصل على سلفات النشادر بنصف القيمة بالإضافة إلى أن الدولة تدعم المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والفول والسعير بنسبة 50% للأصناف المعتمدة من وزارة الزراعة حسب الخريطة.
وفيما يتعلق بمحصول القمح هذا العام فقد كانت المساحة المنزرعة قمح حوالى 560 فدانا وتم توريد 87 طنا للمطاحن وهذه النسبة تمثل 100% من المطلوب لان محافظة جنوب سيناء معفية من قرار إجبار المزارعين على التوريد لان المحصول يقسم على عدة أقسام منها الأودية والسفارة وايضا استخدامه كعلف حيواني.
وأضاف قائلا: قديما كانت الزراعة تعتمد على الأمطار فقط لكن حاليا عن طريق الرى الحديث سواء بالتنقيط أو الرش وعلى مصاطب فلا يوجد رى بالعمر نهائيا لأننا نعتمد على الآبار ولا نستطيع أن ننكر دور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء لانه يتعامل مع الزراعة باهتمام لايقل عن السياحة كمصدر للدخل القومي.
التعاونيات فى الجنوب
اما محمد الشاذلى مدير إدارة التعاون الزراعى بمحافظة جنوب سيناء فتحدث عن الدور الذى تلعبه الجمعيات التعاونية فى جنوب سيناء قائلا: لدينا 7 جمعيات تعاونية زراعية محلية بالإضافة إلى مركزية واحدة تقوم بدور فعال من أجل تطوير الزراعة فى مجالاتها المختلفة وتحقيق التنمية الريفية فى منطقة عمل كل جمعية وكذلك رفع مستوى اعضائها اقتصاديا واجتماعيا، بالإضافة إلى الحصول على قروض إنتاجية وعينية من مختلف المصادر لتمويل مشروعاتها الإنتاجية والخدمية الأزمة لها بصفتها الاعتبارية ولاعضائها الراغبين فى التعامل معها بالإضافة إلى التوسع فى الميكنة الزراعية بتوفير الآلات الحديثة فضلا عن تنمية الثروة الحيوانية بذاتها أو عن طريق اعضائها والقيام بتقديم جميع الخدمات الاقتصادية والصحية والرياضية والاجتماعية بكافة أنواعها والتى تتطلب حاجة اعضائها ومنطقة تنفيذ أعمالها.
ومن أنشطة الجمعيات مشروع تحسين مستوى معيشة البدو بمنطقة نويبع وتوابعها بحيث تحقق رفع المستوى الاقتصادى للسكان البدو ومنح قروض وخلق فرص عمل لأفراد الأسرة وتحسين انتاجية الأراضى الزراعية بالإضافة إلى تقديم خدمات تربوية متطورة للاطفال فى مرحلة ماقبل المدرسة ومو أمية المرأة والارتقاء بالوعى الصحى والثقافى والقانونى وتسيير قافلة طبية انمائية بالمناطق النائية بنويبع.
ومن المشروعات العامة أيضا مشروع التنمية المتكاملة بسيناء ويهدف إلى تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية للمجتمع البدوى وتوفير فرص لنساء المجتمع البدوى عن طريق تطوير مهارات التصميم لمنتجات الحرف اليدوية البدوية بالإضافة إلى أنشاء مكتب ترويج لرحلات السفارى لدمج أفراد المجتمع البدوى لمدينة نويبع فى مجال صناعة رحلات السفارى السياحية.
فضلا عن المساعدة فى الحصول على معاشات اجتماعية وإصدار الوثائق الرسمية مثل شهادات الميلاد والبطاقات الشخصية ووثائق الزواج وتوفير المياه العذبة والمستلزمات الزراعية وخدمات الإرشاد الزراعي.
التطوير فى عيون الناس
وحول رؤى المواطنين والمجتمع حول ما تبذله الدولة من جهود لتعمير وتنمية محافظة جنوب سيناء قال جمال السيد أحد موطنى الجنوب لاشك أن الدولة تبذل جهودا شديدة لإعمار تلك المناطق الصحراوية للعمل على جذب المواطنين من كل محافظات الجمهورية وبالفعل أصبح هناك تنوع فى التركيبة السكانية للمواطنين المقيمين فى محافظة جنوب سيناء فقد كان أكثر النازحين إليها من محافظات القناة سواء الإسماعيلية أو بورسعيد والسويس ثم محافظتى الشرقية والغربية إلا أن حاليا هناك نازحين من كل محافظات الصعيد بحثا عن لقمة العيش وهذا بالطبع يلقى بظلاله على تعمير المكان وبالتالى لايوجد فرصة لارهابى أن ينشر الرعب فى اى مكان.
فضلا عن نجاح الدولة فى أحداث تنوع فى مصادر العمل مثل التوسع فى الزراعة واستغلال الثروة المعدنية المعروف بها محافظة جنوب سيناء وبالتالى تتاح الفرصة لمحترفى هذه المهن التوجه إليها والتوطين وه ماتسعى إليه الدولة خلال هذه المرحلة.
اما حمادة عبدالصبور مقاول من اسيوط وأحد الذين يعملون بمشروعات داخل محافظة جنوب سيناء فأكد أن هناك طفرة غير مسبوقة نلاحظها هذه الأيام لاسيما وأن هناك تسهيلات من الحكومة للمستثمرين والراغبين فى العمل بمناطق جنوب سيناء ومن الملاحظ أيضا أن الاهتمام لم يعد قاصرا على شرم الشيخ وحدها فهناك سلسلة من الطرق والمزارع وغيرها فى مناطق متعددة مثل نويبع وعودة الاهتمام بمدينة الطور باعتبارها عاصمة المحافظة فضلا عن سهولة الدخول إلى مناطق الجنوب مما يشجع على دخول المعدات وغيرها.
ويضيف علاء المنزلاوى قائلا: أنا من المنزلة محافظة الدقهلية واقطن مدينة الطور منذ أكثر من 17 عاما عاصرت خلالها معظم المراحل ولم اشعر ابدا أننى مغترب فيها سواء من معاملة أهلها أو من المسؤولين وقد تطورت مدينة التطور تطورا شديدا يعكس رغبة الدولة فى النهوض بمحافظات سيناء وبالفعل طفرة الطرق التى تم استحداثها زفرت المسافات وشجعت الناس على التواجد هنا خاصة وأن فرص العمل متوفرة ومتنوعة خصوصا هذه الأيام مع تعدد المشروعات القومية التى تم انشائها من قبل الدولة وتشجيع المستثمرين لعمل مشروعات جديدة
ونحن نجذب اقاربنا وجيراننا وكل المحيطين بنا للتوطين فى جنوب سيناء حيث الهدوء والراحة والاستقرار، فضلا عن إعفاء محافظة جنوب سيناء من بعض المصروفات التى تفرض على محافظات اخرى باعتبارها محافظة نائية كل ذلك يسهل عملية توطين المواطنين ورغبتهم فى التوجه إليها.
واختتم متمنيًا من الدولة ان تكثف من اغراءات جذب المستثمرين لمزيد من الانتعاش الاقتصادى والذى ينعكس على أهالى البلد والمقيمين فيها كما أن محافظة جنوب سيناء تتمتع بمناخ آمن حيث لاتزال التقاليد السيناوية التى تحافظ على الأخلاقيات موجودة وبالتالى نأمن على زوجاتنا وبناتنا السير فى اى وقت دون تعرضهن لاى استفزازات من هذا النوع كل هذه سمات موجودة فى سيناء ربما لا توجد فى محافظات اخرى.