116 مليون طن بحلول 2060 .. النفايات البلاستيكية تهدد الحياة على الأرض

8-11-2023 | 15:52
 مليون طن بحلول   النفايات البلاستيكية تهدد الحياة على الأرضالنفايات البلاستيكية
إيمان البدري

النفايات البلاستيكية تخرج عن نطاق السيطرة، حيث يتم التخلص منها عبر حرقها بشكل علني، ووفقًا للخبراء والدراسات، فإن حرق  النفايات البلاستيكية يجعل أن يكون من المتوقع أن يتراكم 116 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنويًا بحلول عام 2060، أي ستة أضعاف أكثر من 18 مليون طن من النفايات المنتجة عام 2019، خاصة أنه من المتوقع أن يتضاعف استخدام البلاستيك في جميع أنحاء العالم ثلاث مرات تقريبًا بحلول عام 2060.

موضوعات مقترحة

وذلك نتيجة الطلب المتزايد على البلاستيك المتوقع في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولكن لا تملك العديد من البلدان القدرة على إدارته، بالتالي لا تتم السيطرة على مكافحة التلوث البلاستيكي، مما تسبب في ظهور علامات الانهيار البيئي موجودة في كل مكان حولنا، وذلك في  ظل غياب القواعد واللوائح العالمية، مما يجعل  الأشخاص الذين يعيشون في البلدان النامية وجامعي النفايات الذين يتخلصون من النفايات، يتحملون القبات الضارة بشكل غير متناسب نتيجة تزايد وطأة الآثار البيئية والصحية للتلوث البلاستيكي، لذلك فإن صحة الإنسان في جميع أنحاء إفريقيا تتأثر بالتلوث البلاستيكي كل يوم، ونتيجة لذلك لابد من التغيير الذي لن يأتي بسهولة.                    

الحد من التهديد البيئي من استهلاك البلاستيك

بداية يقول المهندس مجد الدين المنزلاوي، الأمين العام ورئيس لجنة الصناعة والبحث العلمي لجمعية رجال الأعمال المصريين، إن مصر تسعى للحد من استهلاك البلاستيك خلال السنوات المقبلة وسيتم ذلك من خلال تطبيق إستراتيجية وطنية، تهدف إلى تخفيض التأثير السلبي للبلاستيك على الصحة والبيئة والاقتصاد والمجتمع، كما تتطلع مصر لتخفيض استهلاك الأكياس البلاستيكية إلى 100 كيس للفرد في السنة بحلول عام 2025، و50 كيساً للفرد في السنة بحلول عام 2030.

المهندس مجد الدين المنزلاوي

ويضيف، أنه تشارك في تنفيذ إستراتيجية تخفيض التأثير السلبي لاستخدام البلاستيك على الصحة والبيئة وكافة النواحي، مثل وزارة التجارة والصناعة، والبيئة، والتعاون الدولي، والصحة، والتنمية المحلية، والسياحة، والمالية، والتموين والتجارة الداخلية.

حيث إن التهديد البيئي الهائل الذي تشكله المواد البلاستيكية معترف به على نطاق واسع، ولكن رغم الأضرار نجد أن المجتمع العلمي أقل علم بفرصة الطاقة الضائعة حيث إن النفايات البلاستيكية تهدر أيضاً الطاقة .

تتضاعف أخطار البلاستيك على البيئة بحلول عام 2025

 وتقول الدكتورة إلهام محمود، أستاذ البيئة وعلوم البحار، إن البلاستيك موجود في كل مكان على هذا الكوكب، سواء في  الصحاري وقمم الجبال إلى أعماق المحيطات وثلوج القطب الشمالي، لذلك نجد أن التقديرات في عام 2016 بلغت الانبعاثات العالمية للبلاستيك في البحيرات والأنهار والمحيطات في العالم بين 9 و23 مليون طن متري سنوياً، مع وجود انبعاثات مماثلة على اليابسة سنوياً، لكن من المتوقع أن تتضاعف هذه التقديرات تقريبًا بحلول عام 2025 في حالة الاستمرار على نفس نهج وروايات سيناريوهات العمل المعتاد، وذلك نظرا أنه يتدفق نحو 11 مليون طن من النفايات البلاستيكية إلى المحيطات كل عام، وتأتي كمية كبيرة من هذه النفايات من الأكياس البلاستيكية.

وترى الدكتورة إلهام محمود، أن مصر تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة تغير المناخ، كما أنها من الدول التي وقّعت على البروتوكولات المعنية بتغير المناخ، كما أن مصر لديها العديد من المبادرات التي تهدف إلى حماية والحفاظ على البيئة وتقليل الأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية، وذلك ضمن مجموعة من المجالات في  إدارة الطاقة والتوجه نحو استخدام الطاقة المتجددة وطاقة الهيدروجين، إلى إدارة النفايات والحد من استخدام البلاستيك إلى إطلاق الحكومة المصرية الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.

وتضيف، أن وزارة البيئة المصرية  تقدم مبادرة  لإنتاج بدائل للأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام وذلك بهدف تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك للوصول إلى أقل استخدام من الأكياس البلاستيكية قبل منعها في عام 2030، وهو نوع من تطوير تقنيات إعادة تدوير جديدة للبلاستيك،  بحيث يتم  إعادة استخدام ما تم التخلص منه بدلاً من البلاستيك الخام، وقد نظمت الوزارة 32 حملة لتنظيف الشواطئ خلال العامين الأخيرين بمحافظة الإسكندرية لتنظيف شواطئ على مسافة  كيلومترات، كما يتضمن القانون رقم 202 لسنة 2020 الخاص بتنظيم إدارة المخلفات عدداً من الحوافز بشأن التخلص من الأكياس البلاستيكية، أو أحادية الاستخدام؛ وذلك يعتبر دورًا من  الدولة لحماية البيئة البحرية والصحة العامة للمواطنين.

دور المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص

 ومن جانبه يقول الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي، ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، يعتبر  انتشار المواد البلاستيكية من المحركات الرئيسية للتلوث البحري والساحلي بالنفايات البلاستيكية، مما يجعل هناك ضرورة للتحرك  واتخاذ إجراءات على امتداد سلسلة القيمة الخاصة بالبلاستيك بأكملها، بدءا  من خفض إنتاج المواد البلاستيكية واستخدامها وصولاً إلى الارتقاء بمستوى إدارة النفايات البلاستيكية الصلبة والتخلص من الملوثات الحالية في المحيطات.

الدكتور رشاد عبده

ولذلك  يتزايد إدراك الحكومات بالحاجة إلى وضع تشريعات وسياسات لإدارة النفايات، من خلال إستخدام  نهج الاقتصاد الدائري لاستهداف التلوث بالنفايات البلاستيكية، مع ضرورة وجود شراكة مع منظمات المجتمع المدني لإدارة حملات رفع الوعي العام وحملات التنظيف، وقد تم تحديد القطاع الخاص باعتباره شريكاً مهماً في التحول إلى الاقتصاد الدائري، كما أنه من الممكن  أن يدخل رواد الأعمال  في هذه القضية بهدف تقديم حلول مبتكرة والمشاركة في الجهود التي تبذلها الحكومات.

إرتفاع أضرار التلوث بالنفايات البلاستيكية

 وفي سياق متصل يؤكد الدكتور رشاد عبده، أن بالرغم من وجود الجانب الإيجابي الآن الموجود من خلال الوعي بالتلوث بالنفايات البلاستيكية وإدارته،  لكن لا يزال هذا النوع من التلوث يكلف بلدان المنطقة نحو 0.8% من إجمالي الناتج المحلي، في المتوسط، كل عام.

كما يرفع أيضا من التكلفة خاصة أن التلوث بالنفايات  البلاستيكية يؤثر على السياحة ومصائد الأسماك والنقل البحري وحياة الإنسان  في جميع أنحاء المنطقة، والأصعب من ذلك أنه لن  يتمكن أيي بلد يعمل في معزل عن غيره من التصدي بفعالية لتحدٍ بهذا الحجم.

   التلوث بالنفايات البلاستيكية يهدد نمو الاقتصاد الأزرق

ويشير الدكتور رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي، ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصاديةأن الاقتصاد الأزرق  ساعد على وجود دخل يصل إلى  450 مليار دولار سنوياً في منطقة البحر المتوسط، ولكن يشكل التلوث بالنفايات البلاستيكية تهديداً لنمو الاقتصاد الأزرق الذي يشمل مصائد الأسماك، والسياحة الساحلية، والنقل البحري، كما أن القطاعات الناشئة مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة البحرية المتجددة وتربية الأحياء المائية، جميعها  تعتمد على سلامة المحيطات القادرة على تقديم خدمات النظام الإيكولوجي الأساسية.

ورغم أهمية التقتصاد الأزرق لكنه تحت التهديد، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعلى بصمة من حيث نصيب الفرد من تسريب النفايات البلاستيكية إلى البيئة البحرية، نظرًا لأن المواطن العادي يرمي في المنطقة أكثر من 6 كيلوجرامات  من النفايات البلاستيكية في المحيطات كل عام.

  ويضيف، أنه من الضروري حل هذه الأزمة، حيث إن من شأن القضاء على التلوث بالنفايات البلاستيكية أن يحد من المخاطر التي تهدد صحة الإنسان والبيئة، فضلاً عن انبعاثات الكربون ودفع عجلة الاقتصاد الأزرق في المنطقة، ونجد أنه من أجل القضاء على التلوث بالنفايات البلاستيكية، يجب اتخاذ إجراءات معينة في كل مرحلة من مراحل دورة حياة البلاستيك سواء في إعادة تصميم المنتجات، وانتهاء بتحسين مستوى إدارة النفايات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: