Close ad

انكشاف الأساطير فى غزة

7-11-2023 | 14:54
الأهرام العربي نقلاً عن

الموت يستيقظ من الموت، يخرج من قيعان الآبار، متوجا بالخرافة والأساطير، لا يفرق بين طفل وشيخ وامرأة، إنه لا يقاتل كالفرسان، بل يسطو فى الظلام.

غزة، كأنها تغرق فى حمم وبراكين، هكذا شاء التنظيم الإسرائيلى الذى خطط منذ وقت طويل لإبادة أهالى غزة، تلك المدينة الفلسطينية عابرة الغزاة والقراصنة.

إغراق غزة فى الدماء، يكشف أسطورة التنظيم الإسرائيلى فى لحظة مباغتة، فالتنظيم  ينتمى إلى كل  قارات العالم، وتجمع هنا على أراضى فلسطين التاريخية برعاية من الحلفاء المنتصرين فى الحرب العالمية، تجمع على هيئة دولة فى منتصف القرن العشرين، كمعجزة تاريخية، استطاعوا أن يعيدوها من النسيان بعد ثلاثة آلاف عام، من التيه والتشرد والمحارق.

رافقته الصور الدعائية «واحة الديمقراطية وسط أحراش ديكتاتورية، الجيش الذى لا يقهر، المجتمع الحيوى المفتوح، بذرة التطوير فى الشرق الأوسط، الضامن والحامى للمصالح الغربية».

تتمزق هذه الصور بعد حرب غزة تتحول إلى كاريكاتورية، راحت الحقيقة تتسلل إلى الرأى العام، رأينا اندفاع الجماهير وهى تهتف باسم فلسطين، وصل الهتاف إلى عقر دار  القوة  الراعية للتنظيم.

إن قسوة الدماء التى تنزف كل طرفة عين فى غزة، سوف تكشف الأساطير مرة واحدة وللأبد، كأسطورة أن التنظيم الإسرائيلى، هو دليل على إبداع العقل الغربى حين يريد أن يقيم دولا،  وينهى أخرى، لكنه الآن يكتشف أن ما صنعت يداه يتكسر، يتلاشى، وإن تسلح حتى الأسنان.

دماء الضحايا الفلسطينيين  تزيح الستار عن الخرافة والأساطير، تكشف للرأى العام زيف الصور، تكشف للنخب السياسية أن مشروعهم الدولى فى طور الانهيار.

لكن أهم انكشاف للتنظيم الإسرائيلى هو أن الأساطيل، الأمريكية والبريطانية، وجدت طريقها إلى شرق المتوسط لحماية التنظيم الفكرة، فقد وجد نفسه غارقا فى معركة صغيرة، وكأنه يقاتل إمبراطورية كبرى، كما يقال فى المثل العربى «غرق فى شبر ماء»، فلم يجد إلا أساطير وخرافات تسمح له بقتل الأطفال والنساء الحوامل، والشيوخ والعجائز، وهدم الدور الآمنة على رءوس ساكنيها، راح يستمد من الأساطير فتاواه، يا لها من مأساة تؤكد أن العقل الغربى، صاحب الحداثة، والتفوق العلمى، والثورات الصناعية الكبرى، يمضى وراء الأساطير مغمض العينين.

كم ضحية تشفى غليل التنظيم الإسرائيلى؟ كم بلدا آمنا تريد القوة الغربية التهامه؟ ولماذا وضعوا الشرق الأوسط مسرحا لعمليات دموية، هل لإخافة الآخرين، وهل نحن أرض رخوة إلى هذه الدرجة؟

بدت معركة غزة كأى معركة أخرى دارت بين الطرفين فى السابق، بين القوة الغاشمة المحتلة، والسكان العزل، تنتهى بعد تدخلات إقليمية ودولية، ثم يتم استئناف الراوية التى لا تنتهى.

هذه المرة اندفعت نافورة المخططات مع هدير المدافع، كان لافتا للنظر أن يقول قائد التنظيم الإسرائيلى بنيامين نتنياهو: «هذه الحرب هى حرب تغيير  الشرق الأوسط بالكامل» كان التصريح لافتا للنظر، ثم انفجرت نافورة المخططات، لا تبدأ بإفراغ فلسطين من سكانها، ولا تنتهى بجعلهم كعب أخيل فى البلاد العربية، إنما وصلت أساطيل إلى شرق المتوسط، فيما يبدو لتنفيذ نافورة المخططات التى ظهرت كالفطر فى وسائل الإعلام.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة