قبل أيام من قمة الرياض.. رسائل الشارع العربي على مائدة زعماء الأمة.. ودبلوماسيون يُحددون 3 قرارات مرتقبة

6-11-2023 | 18:55
قبل أيام من قمة الرياض رسائل الشارع العربي على مائدة زعماء الأمة ودبلوماسيون يُحددون  قرارات مرتقبة قصف الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين في فلسطين
داليا عطية

في تاريخ الأمة العربية  لحظات فارقة ومواقف فاصلة، ولا شك أن ما يحدث من دمار وقتل وحرق بل وإبادة ممنهجة من الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني يمثل منعطفا خطيرا في قضية العرب الأولي وهي القضية الفلسطينية التي يسعى الاحتلال إلى تصفيتها عبر ما يقوم به من عدوان وحشي طال البشر والحجر والشجر في مشهد مروع لم يشهده العالم من قبل .. هذا العدوان المروع أثار غضب شعوب العالم التي خرجت في حشود  وسط عواصم عدة في أمريكا وأوروبا  وكذلك في الدول العربية والإسلامية ترفض ما تقوم به آلة القتل الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

موضوعات مقترحة
قصف الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين في فلسطين

وفي تحرك عربي مشترك ربما يراه البعض متأخرا تنعقد القمة العربية يوم السبت المقبل بالمملكة العربية السعودية لتبحث موقف عربي موحد تجاه هذا الإجرام الإسرائيلي وهي قمة يعتبرها مراقبون تكتسب أهمية بالغة نظرا لما هو مطلوب منها شعبيا حيث تتطلع الشعوب العربية أن ترتفع القمة إلى مستوى غضب الشارع العربي عبر قرارات حاسمة ورادعة ضد إسرائيل  وداعميها، والعمل على الوقف الفوري لحرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني  .. فهل تاتي القمة بما تطالب به الشعوب العربية بل وشعوب العالم، وما هي أوراق العرب التي يمكن استخدامها للضغط على المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب؟ وهل تجد قرارات القمة آذانا صاغية في تل أبيب وعواصم العالم التي تساند إسرائيل في حرب الإبادة ؟ وهل تعيد القمة العربية النظر في علاقاتها مع إسرائيل ومع الغرب الداعم لإسرائيل؟

أسئلة كثيرة تطرح نفسها من رحم مشاهد الدمار والقتل والتجويع والتهجير والعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني نناقشها مع عدد من الخبراء الدبلوماسيين في التقرير التالي في محاولة لبلورة موقف عربي موحد بات مطلبا شعبيا

قصف الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين في فلسطين

ينتظر الشارع العربي، بحسب السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ثلاثة قرارات، وصفها في حديثه لـ"بوابة الأهرام" بالملفات المهمة التي تفرض نفسها على طاولة القمة المقبلة .

تتمثل هذه القرارات في وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية المستدامة، وبدء الحشد الدولي لإعادة إعمار غزة.

وقال وزير الخارجية الأسبق، إن الحديث عن من سيتولى دفة إدارة غزة بعد انتهاء الحرب، افتراضات ليس لها أساس، مؤكدا أنه من الصعب أن يتوقع أحد القضاء على حركات المقاومة الموجودة في أي مكان في العالم، وليس فقط في فلسطين، واصفًا الحديث في هذا الإطار بأنه فرضية خاطئة .

وتابع حديثه قائلًا :" في النهاية، لا توجد دولة داخل أو خارج الوطن العربي، يمكنها أن تقرر مستقبل الإقليم بناء على رغباتها" .

وأعرب "العرابي" عن آماله في ارتقاء قمة الرياض المنتظرة السبت المقبل، إلى مستوى مطالب الشارع العربي، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية المستدامة، وبدء الحشد الدولي لإعادة إعمار غزة .

قصف الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين في فلسطين

وأكدت مصر في قمة القاهرة للسلام، التي عُقدت بدعوة من الرئيس السيسي، في 21 أكتوبر بالعاصمة الإدارية الجديدة، على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً للدفع باتجاه وقف إطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية فورية في غزة.

وقال الرئيس السيسي، إن تسوية القضية الفلسطينية تتطلب إعمال حل الدولتين، مشدداً على أن الحلول العسكرية تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وأكدت مصر في هذه القمة إنها تبذل جهوداً كبيرة سواء على المسار السياسي لتهدئة الموقف وحقن الدماء أو على المستوى الإنساني من خلال قيادة عملية تنسيق وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

البعض يتوقع أن تطالب قمة الرياض بمراجعة العلاقات العربية الأمريكية، والعربية الأوروبية، ولكن هذه التوقعات ليست سياسة كما علق عليها وزير الخارجية الأسبق.

يقول السفير محمد العرابي، نحن نعيش في عالم حديث، كله متداخلًا، ومصالحه متشابكة، وبالتالي لا يوجد ما يسمى بمراجعة العلاقات مع أحد، لكن في المقابل، كل دولة ذات سيادة مستقلة في إدارة سياستها بأسلوبها، وحسب مصالحها.

أما صفقة إسرائيل بتصفية القضية الفلسطينية، على حساب دول الجوار، وهو ما يفسره هجومها الوحشي المتوغل على الشعب الفلسطيني الأعزل، واستهداف الأطفال، والمستشفيات، ودور العبادة من مساجد وكنائس، وكل الأماكن التي يأوي إليها المدنيون للاحتماء بها من رصاصتهم الغاشمة، يقول وزير الخارجية الأسبق، هذه الصفقة لن تتحقق، مؤكدا :" أرى أن تصفية القضية الفلسطينية أمر بعيد، ولن يتحقق، ولن يبدأ حتى".

ويشير "العرابي" إلى صلابة الشعب الفلسطيني، الذي لا يُقهر، فيقول :" أثبت هذا الشعب أنه تحت القصف، والقهر، والقوة الغاشمة المتجبّرة، لا يُقهَر، ولا ترتعش حتى قبضته على أرضه المُحتلة، وإصراره على تحريرها، مهما كان الثمن مكلفًا في الأرواح والأنفس".

السفير محمد العرابي

يضيف "العرابي" أنه رغم ما حققته إسرائيل من استهداف للمنازل ودور العبادة من مساجد وكنائس واستهداف حتى للمخابز ومقومات الحياة في غزة، إلا أن العالم لم يسمع عن رغبة فلسطيني واحد في مغادرة أرضه، بالعكس، يدافعون عن أرضهم رغم نزيف الدماء الذي يغطي أجسادهم وتتشبع منه أرضهم المحتلة بما يكفي، ويفيض، وتلك هي القوة التي تعجز أمامها الأسلحة مهما بلغ تفوقها، قوة شعب يأبى التفريط في أرضه، ووطنه، وتاريخه .

الحرب التي تواصل قصفها الغاشم، وتوغلها الوحشي، ضد المدنيين في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر حتى كتابة هذه السطور، هي الأشرس في تاريخ الحروب التي عاشتها فلسطين من إسرائيل المحتلة .

هذه الحرب يقول عنها وزير الخارجية الأسبق، إنها نقطة تحول كبيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن إسرائيل المحتلة ستكتشف أن ثمن السلام أقل بكثير من ثمن الحرب، سواء الثمن المادي أو الثمن في الأرواح، وهذا في حد ذاته سيكون بداية التحول في النظرة الإسرائيلية للمستقبل القادم، وكيف أنهم يمكنهم العيش في جوار واحد في أمن وسلام، مؤكدًا أن السلام هو الحل الوحيد .

في هذه الحرب، كان التحرك الشعبي، ليس من فلسطين، والدول العربي فقط، وإنما في أوروبا والغرب، غير مسبوق، فمواقع الستواصل الاجتماعي، عرضت حقيقة جرائم القتل التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، فكانت المفاجأة لدى إسرائيل التي أحكمت سيطرتها جيدا على الإعلام الأجنبي بالكامل أثناء بداية حربها ضد غزة وتمكنت من تصوير نفسها في صورة الضحية مع عدم عرض ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني .

خرجت المظاهرات من كل دول العالم تطالب بوقف المجزرة الإسرائيلية التي تُشنّ بدعم أمريكي صارخ ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، حتى إن اليهود أنفسهم خرجوا يبرؤوا أنفسهم من هذه الجرائم التي تغتال الإنسانية، التي قدستها كل الأديان السماوية.

وتعاني إسرائيل توترا عسكريا، ومدنيا، وعلى المستوى الشعبي حتى إن الإسرائيليين أنفسهم يتظاهرون أمام منزل رئيس الحكومة نتنياهوا في حصار له مطالبين بوقف المجازر التي يشنها ضد الفلسطينيين .

يقول السفير محمد العرابي، لقد تحرك الرأي العام باتجاه لم تكن تتوقعه إسرائيل، وهذا في حد ذاته يشكل عامل ضغط عليها، ويجعل حساباتها مشوشة الآن ويفضح مرورهم بأضعف المراحل في التخطيط والتعامل مع أمور كانوا يعتبرون أنفسهم هم السادة فيها، إلا أن الحرب الحالية كشفت أنهم طبيعيون تماما، بل ويتلقّون مفاجآت وضربات لا أعتقد أنهم كانوا يتخيلون حدوثها معهم وبهذا المستوى المذهل .

ويؤكد السفير حسن هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ينهي مستقبله السياسي بسبب الائتلاف الحكومي الذي يتولى رئاسته والذي أوصل الأمور إلى هذا الحد في الداخل، فضلا عن عدم قدرته في صد هجمات 7 أكتوبر.

السفير حسن هريدي

ويشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على ضرورة ارتقاء قمة الرياض المرتقب انعقادها السبت المقبل، إلى مطالب الشارع العربي، ومن قبلها مطالب مصر، بضرورة وقف إطلاق النار ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، ودعم القضية الفلسطينية، والمقاومة الفلسطينية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة