خمسة وسبعون عامًا مرت على مذبحة "دير ياسين"، التي ارتكبها المحتل الصهيوني الغاشم على سكان القرية التي تقع غرب القدس، في التاسع من أبريل عام 1948.
نعم عام 48، العام الذي كان بداية إقامة دولة استعمارية اسمها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.. بعد إن كان بعض اليهود يسكن في عدد من المستوطنات التي زاد عددها وعدد سكانها خلال السنوات الأخيرة قبل وقوع هذا الحادث الإجرامي.
وكانت بعض الجماعات الاستعمارية قد تكونت داخل المستوطنات، وعملت على ترهيب السكان الأصليين لهذه الأرض، تطور فكرهم الإرهابي فقامت مجموعتان في ظلام الليل بالهجوم على قرية دير ياسين، ظنًا منهم أن الأهالي سيفزعون من صوت طلقات النار ويهرعون فارين إلى أماكن أخرى ويتركون لهم بيوتهم وأرضهم ليحتلوها بسهولة.
كالعادة لم يكن الفلسطينيون جبناء أمثال العدو المحتل، فبادلوهم إطلاق النار دفاعًا عن الأرض والشرف بشجاعة ودراوة غير متوقعة، فأوقعوا منهم ثلاثة قتلى وعددًا من الجرحى وفي ظل الرعب الذي شعر به الصهاينة طلبوا إمدادات سريعة وثقيلة.
وصل المدد وكأن حربًا كاملة على وشك الاندلاع، رغم أن عدد سكان القرية لم يكن يتعدى أربعمائة شخص بكثير، فجروا البيوت كلها بالديناميت، وأطلقوا الرشاشات على أى شبح يتحرك؛ سواء كان طفلًا، أو امرأة أو شيخًا.
ألقوا بالأطفال فى الآبار، أطلقوا الرصاص على رؤوس من تبقى من الرجال بعد أن صفوهم أمام جدار، أما النساء فقد اغتصبوهن، والحوامل منهن كانوا يتراهنون على نوع الجنين بنت أم ولد قبل أن يذبحوهن ويلقون بالأجنة فى الأفران.
بعد المذبحة، استوطن الصهاينة القرية، وفى حالة من الغل والعداوة والمكر والخبث أعادت إسرائيل بناء القرية عام 86 فوق أنقاض المباني الأصلية، وأطلقوا على شوارعها أسماء السفاحين الذين نفذوا المذبحة.
الغريب فى الأمر أن حركة حماس التى يأخذها اليوم الصهاينة ذريعة لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني لم يكن لها وجود خلال تلك الجريمة وغيرها، بل إن الفارق الزمنى بين مذبحة دير ياسين وحماس هو تسعة وثلاثون عامًا؛ حيث ظهرت حماس فى عام 1987!
تعددت الحجج والجرم واحد.