بعيدًا عن أرض هذا الواقع المفروض علينا تعالوا نحلق معًا نحو السماء نقتبس من ضياء الأقمار وأنوار تلك النجمات الساطعات قبسًا يكفينا ويحيل ظلمة ليالينا الحالكات إلى نور عظيم، نور تتحول في رحابه لحظات اليأس إلى طاقات كبيرة من الأمل الجديد.
الأمل الذي هاجر أرضنا واغترب عنها سيعود ، أبشروا؛ فبعد كل أهوال المحن يأتي الفرج من قريب أراه يقترب في موكبه رغم كل العثرات، أراه يعبر ويتخطى العقبات بعد أن تسابقت دفعات صبره للسيطرة على تلال الأحزان هناك بعد أن تمكن من سجنها والإلقاء بها من أعلى القمم إلى أعماق الأعماق.
ستتحقق السعادة التي غادرتنا وتعود من منفاها البعيد، أفسحوا المجال للأمل القادم وسارعوا نحوه بكل طاقتكم قبل أن تبتلعنا أحزاننا، انزعوا خيوطها المتشابكة قبل أن تحكم قبضتها علينا حتى تزهق أرواحنا داخل شرنقتها اللعينة، استمعوا لهمس الأمل بين الحين والآخر ولاتستسلموا لصيحات الحزن البغيض، قفوا في وجهه من قبل أن تأتيكم نوباته المتتاليات بالمزيد والمزيد.
دعونا نحدث أنفسنا من منطلق إيماننا بالله وحده بأن الأمنيات الطيبات آتيات في مواكب من نور وبأنها سوف تضرب بجذورها في عمق أراضينا التي عانت من ظلم وظلام لقرون وعقود، هاهى السعادة عائدة من رحلتها التي طالت بها عائدة بصحبة عزة وكرامة تكفي أمتنا وتزيد.
سنعبر هذه المحنة بإذن ربنا لأن المحن لاتدوم ولن تدوم، أعلم أن تلك المرحلة التي نمر بها قد نالت منا بقدر حاجتها وزيادة وبقدر تحمل كل فرد فينا لثقلها بكل ثبات وصمود؛ ستغادر الأحزان أرواحنا مصحوبة بهزيمة نكراء؛ فمن اعتاد حسن التوكل على الله في كل أمور حياته يعلم جيدًا بأن المستحيل في حضرته مهزوم.
أعلم أن السباحة ضد التيار مرهقة لكني اخترتها كي أبرهن على أن الخير مازال موجودًا بيننا على هذه الأرض، مهما ساءت الأمور فالخير موجود حتى وإن كادت النفوس تشكو من ألم ومن ظلم البشر وشرورهم تستغيث وتستجير.
الصورة الملقاة في سرداب الأحزان منذ عهود لم يتم طمس معالمها ولن يحدث هذا مهما تكاثرت الأيادي الكارهة فوقها محاولة تشويهها ستخرج يومًا من ظلمتها متجهة صوب الحق وصوب النور، الظلم المتعاظم سيهوى والحزن المتراكم سينتحر داخل شرنقته؛ فكل المشكلات العاتيات أمام إرادة الله تتضاءل وتزول.
الإنسانية ستنتصر رغم أنف كل السيئين من بني البشر، الأفراح ستتأهب لاستقبال المؤمنين كجنة في السماء تتزين بأمر ربها وتتأهب في كل يوم للقاء الصالحين.