تعتبر التعديات على الأرض الزراعية من أكبر التحديات التي تواجه قطاع الزراعة في العالم. فالزيادة المستمرة في عدد السكان وتوسع المدن والتنمية العمرانية غير المستدامة تؤدي إلى تقلص مساحات الأراضي الزراعية المتاحة، مما يهدد بشكل خطير الأمن الغذائي واستدامة إنتاج الغذاء.
موضوعات مقترحة
تعد التعديات على الأراضي الزراعية ظاهرة شاملة تشمل عدة أشكال من التدمير والتغيير في استخدام الأراضي الزراعية. يشمل ذلك التحويل الزراعي لأغراض أخرى غير الزراعة، مثل الإسكان والصناعة والبنية التحتية، وتشمل التعديات أيضًا التلوث البيئي وتدهور التربة وفقدان التنوع البيولوجي والتغيرات المناخية.
الدكتور أشرف كمال
الحفاظ على الرقعة الزراعية
وأكد الدكتور أِرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، أن التعديات على الأراضي الزراعية تعتبر تهديدًا جادًا للأمن الغذائي العالمي، فالأرض الزراعية تعتبر المصدر الرئيسي لإنتاج الغذاء، وتلبية احتياجات السكان المتزايدة هو تحدي كبير. إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة للحد من التعديات على الأراضي الزراعية وحمايتها، فإن العالم قد يواجه نقصًا حادًا في إمدادات الغذاء في المستقبل.
وأضاف الدكتور أشرف كمال، أن الرئيس السيسي وجه الحكومة بالمتابعة المستمرة والدقيقة لجهود حماية الأراضي الزراعية، والتصدي بحزم للممارسات غير القانونية للاستيلاء والتعدي عليها، سعياً نحو تحقيق الأهداف المرجوة اقتصاديًا وتنمويًا، والحفاظ على أصول وحقوق الدولة والشعب.
وأشار الدكتور أشرف كمال، إلى أن اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، خصص أرقام تليفون لغرفة العمليات وإدارة الأزمات بالوزارة0220544041 - 0220544052 ، بالإضافة إلي رقم الخط الساخن (15330) الخاص بمبادرة " صوتك مسموع"، لتلقى بلاغات وشكاوي المواطنين الخاصة بالتعديات على الأراضي الزراعية والبناء المخالف ، علي ان يتم البدء في تلقي الشكاوي من صباح اليوم الخميس الموافق 2/11/2023 ، لافتًا إلي أن الدولة تولى اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف وهناك إجراءات صارمة تم اتخاذها لمنع انتشار هذه الظاهرة في ظل ما ترصده منظومة المتغيرات المكانية التي تم تفعيلها في جميع المحافظات بالتعاون مع إدارة المساحة العسكرية ، وهناك متابعة مستمرة من القيادة السياسية لجهود الأجهزة التنفيذية بجميع المحافظات، لاستغلال الأراضي المستردة في إقامة المشروعات التنموية التي تتماشى مع خطة التنمية التي تنفذها الدولة، مؤكدًا استمرار حملات الإزالة خلال الفترة المقبلة، لإزالة جميع هذه التعديات واسترداد الأراضي المملوكة للدولة بكل قوة وحسم.
وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن وزارة الزراعة أعلنت متابعة الإجراءات اللازمة لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية للتصدي للممارسات غير القانونية للاستيلاء والتعديات على الأراضي الزراعية ووقف مخالفات البناء والتصدي بحزم لكل التعديات وتعامل فوري مع المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع وزارة العدل، ومن أجل مواجهة هذا التحدي، يجب على الحكومات والمجتمعات العمل سويًا لتبني سياسات واستراتيجيات تهدف إلى الحفاظ على الأراضي الزراعية وتحسين إدارتها، وينبغي أن تشمل هذه الجهود تنمية الزراعة المستدامة وتشجيع استخدام تقنيات حديثة تساهم في زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية المحدودة، كما يجب تعزيز الوعي بأهمية الأراضي الزراعية وتشجيع المجتمعات على الحفاظ عليها وعدم التعدي عليها، وعلاوة على ذلك، يجب أن تتخذ الحكومات تدابير قانونية صارمة للحماية من التعديات على الأراضي الزراعية، وتشديد الرقابة على استخدام الأراضي وتوجيه الاستثمارات بطريقة تحافظ على الأراضي الزراعية وتدعم قطاع الزراعة.
وأضاف أنه يجب أن تكون هناك جهود دولية مشتركة للتصدي للتعديات على الأراضي الزراعية، حيث يمكن للدول والمنظمات الدولية العمل سويًا لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الأراضي الزراعية وضمان استدامة إنتاج الغذاء. يمكن أن تشمل هذه الجهود تبادل المعرفة والتكنولوجيا وتقديم الدعم المالي والفني للدول التي تعاني من مشكلات التعديات على الأراضي الزراعية، ويجب أن ندرك أن التعديات على الأراضي الزراعية تشكل تهديدًا حقيقيًا للاستدامة الغذائية والبيئية. يجب أن نتحرك بسرعة لحماية الأراضي الزراعية واعتماد ممارسات زراعية مستدامة لضمان توفير الغذاء الكافي للأجيال الحالية والمستقبلية.
نقيب الفلاحينومن جانبه، قال حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين إنه حذر منذ شهر من ارتفاع وتيرة التعديات علي الأراضي الزراعية في ظل الانشغال بالانتخابات الرئاسية، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استجاب لمطلبنا ووجه الحكومة بمنع التعديات علي الأراضي الزراعية.
وأضاف نقيب الفلاحين، أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي أثلجت صدورنا وسيكون لها أثر بالغ في وقف التعديات علي الأراضي الزراعية بعد تراخي المحليات والجهات المعنية في منع البناء على الأراضي الزراعية خلال الأيام القليلة الماضية مما أدى إلى زيادة التعديات، مشيرا إلى أن هذا الأمر يشكل خطرا على الأمن الغذائي المصري ويؤدي إلى تفاقم ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية.
وأردف نقيب الفلاحين، أن الحفاظ على الأراضي الزراعية الخصبة القديمة أفضل من استصلاح أراضي صحراوية جديدة وأقل تكلفة، والبناء في الصحراء أفضل من البناء على الأراضي الزراعية، حيث أن استصلاح أراضي جديدة يحتاج إلى نقل المياه والطمي والتسوية وهو ما يكلفنا الملايين في الوقت الذي يستحيل أن تصبح الأرض الصحراوية كالأراضي الطينية القديمة من حيث الجودة لذا على كل المصريين التكاتف ومساعدة الدولة للحفاظ على الأراضي الزراعية ومنع التعدي عليها.
وأكد أبو صدام، أن البناء في الصحراء أفضل صحيا ويعطي طرق أوسع ويساهم في الحفاظ على التوازن البيئي ويمنع ظاهرة التصحر ويفتح آفاق اقتصادية جديدة تساهم في التنمية والازدهار، وتخلق فرص عمل جديدة وتزيد فرص الاستثمار الزراعي كما تساهم في زيادة الإنتاج الزراعي والصناعي مطالبًا الحكومة بالتصدي بجزم وبكافة السبل لهذه التعديات.