Close ad

ماذا بعد مقاطعة منتجات إسرائيل وداعميها؟.. خبراء يقدمون خطوات الضغط التالية لوقف العدوان الوحشي

4-11-2023 | 12:25
ماذا بعد مقاطعة منتجات إسرائيل وداعميها؟ خبراء يقدمون خطوات الضغط التالية لوقف العدوان الوحشيمقاطعة الكيان الصهيوني
إيمان البدري

تصاعدت حملات مقاطعة بعض المنتجات والشركات «الدعمة لإسرائيل في حرب غزة»، في حين نشر متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي «بدائل محلية» لتلك المنتجات، ولكن المقاطعة لا يجب أن تظل بمفهومها البسيط الذي يتمثل في أن نمتنع عن تناول منتج أو أكثر، بل حانت اللحظة أن نضغط عليهم من خلال عدة كروت أخرى حتى يتوقف هذا العدوان الوحشي، هذا بجانب تطوير المنتجات المحلية لكي تستطيع المنافسة أمام المنتجات المستوردة.

موضوعات مقترحة

تشجيع المنتج الوطني في كل وقت أقوى من سلاح المقاطعة

في البداية، تقول الدكتورة عالية المهدي، أستاذ الاقتصاد، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن مقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل  فكرة طيبة تعبر عن رأي المواطن الذي يريد التعبير عن احتجاجه على إبادة غزة، لكن لكي يكون للمقاطعة دور فهذا يعتمد على طول فترة المقاطعة وحجم المقاطعة أي عدد من يقاطع منتجات الشركات الداعمة وما هي مدة مقاطعتهم لهذه المنتجات وهذا أمر ليس سهلا، ولكن من الضروري أن توجد فرصة لزيادة المنتج المحلي كبديل، وكذلك المواطن يحتاج إلى وقت حتى يتعود على اسم المنتجات الجديدة، وأن يكون بجودة المنتج الذي يحل محله.

الدكتورة عالية المهدي

وقالت: "كما أن تشجيع الإنتاج الوطني ليس فقط لمجرد المقاطعة، ولكن يجب تشجيع الإنتاج الوطني في كل وقت وهذا مطلوب في كل وقت سواء وقت مقاطعة إسرائيل أو في أي وقت آخر، لذلك تشجيع الإنتاج الوطني يعتبر مطلبًا ننادي به من مئات السنين ولكن ذلك لا يحدث بالقدر الكافي، ولكن لا يجب أن نأخذ دمار غزة هو النقطة فقط التي نشجع من خلالها الإنتاج  الوطني.

مضيفة: إن تشجيع الإنتاج الوطني هو عبارة عن إستراتيجية لا يجب ربطها بالأزمة الحالية، لكن نقول إن تشجيع الإنتاج الوطني هو عملية مستدامة ومستمرة وليس له علاقة بوجود أزمات، ولذلك تشجيع الإنتاج المحلي هو سياسة دولة وليس أن يتم ربطها بأزمات حولها، ويجب أن تكون سياسة مستقرة ومستدامة ونسير عليها طوال الوقت وأن نعمد إلى تشجيعها في كل الأوقات عن قناعة وأن سياسة مخططة واضحة المعالم.

وتكمل، أن استخدام المستهلك للمنتج يأتي من خلال تأثره باسمه، حيث اعتادوا أن اسم منتج ما مقترن بقدر من الجودة، وهذا يعني أنه من الضروري تطوير المنتج المحلي  ليصبح منافسًا ويحل محل المنتجات غير المرغوب فيها الآن.

"الأمر بعد تطوير الإنتاج الوطني والمقاطعة هو الضغط الدبلوماسي بسحب السفراء العرب من إسرائيل، مع طرد سفراء الدولة العبرية، وكما كان قديمًا كان العرب يقومون بقطع البترول عن  كافة الدول المساندة لإسرائيل أثناء حرب 3 197، مثل الملك فيصل والشيخ زايد والصباح، ووقتها اجتمعت كافة الدول الكبرى المصدرة للبترول وقرروا منع تصدير البترول لأوروبا وأمريكا المساندين لإسرائيل ومنع توصيل المنتجات التي يحتاجون إليها من العرب.

وقد وجد هذا المنع لتصدير البترول لأوروبا في حرب أكتوبر 1973 صدى واسعًا، كان في وقت الشتاء البارد الذي هاجم أوروبا وأمريكا وهنا تعالي صراخهم من البرد وعدم وجود الوقود والبترول الذي يساعدهم في التدفئة.

أوراق العرب للضغط 

من جانبه، يقول الدكتور أحمد على عطية الله، المؤرخ العسكري ومؤسس جمعية أصدقاء المحارب  للتنمية، إن المقاطعة لا تقتصر على مقاطعة المنتجات الغذائية فقط، بل إنها يجب أن تحتوي المقاطعة على أسلوب المنع من الدول العربية إلى إسرائيل والدول الداعمة لها، خاصة العرب بين أيديهم أوراق ضغط على الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل لوقف المجازر والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل فى غزة، خاصة بعد أن بلغ حجم ما قصفت به إسرائيل غزة 25 ألف طن من المتفجرات وهو ما يساوي تأثير قنبلة هيروشيما الذرية باليابان، ودمرت 250 ألف منزل يبيت أهلها فى العراء بلا طعام ولا ماء ولا كهرباء ولا وقود، وغيرها من الكنائس والمساجد والمدارس والمستشفيات وأماكن الإيواء التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" والأطقم الطبية وسيارات الإسعاف والمخابز والمقاهي والصحفيين وأاى مكان به تجمع للمدنيين.

الدكتورة أحمد عطية

ويكمل، أن جميع العرب لديهم أوراق الضغط كثيرة وكفيلة أن تجعل الغرب وإسرائيل تنفذ مطالب العرب، ومنها ورقة الضغط الأولى وهي التلويح بسحب الأرصدة المالية  لدول الخليج البترولية وتقدر تريليونات الدولارات من بنوك أمريكا وأوروبا ورقة الضغط الثانية مع التلويح بإغلاق السفارات الإسرائيلية بجميع الدول العربية وقطع البترول عن إسرائيل.

وأيضا التلويح بمطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بإخلاء جميع قواعدها العسكرية في المنطقة العربية.

المنافسة مفتاح يدعم المقاطعة

 ويشير الدكتور مجدي المنزلاوي، الأمين العام لجمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس لجنة الصناعة والبحث العلمي، إلى أن المقاطعة لا يلتزم بها الجميع، كما أنه توجد بعض المنتجات التي لا يمكن مقاطعتها من أمريكا، لذلك أفضل من المقاطعة هي منافستهم بالتكنولوجيا وبمنتجاتنا ونعمل على سحب الأسواق من تحت أيديهم إنتاجنا.

الدكتورة مجدي المنزلاوي

"وأن نثق في قدرة الشعب المصري ورجال الأعمال ورجال الصناعة أنهم يستطيعون على المنافسة وتطوير الإنتاج، خاصة أننا نمتلك عقولا جيدة لكن لا نحسن استغلالها.

"كما أنه من المهم تقليل فاتورة الاستيراد بشدة، لذلك الأهم من المقاطعة هو أن نكون منتجين وأن يصبح لدينا إنتاج يجعلنا نرقى في أن يكون لدينا اقتصاد ذاتي تصبح له قيمة مضافة عالية جدًا في كل منتجاتنا وتمنحنا قوة ولكن للأسف نحن نستسهل الاستيراد.

 تشجيع مواصفات المنتج المحلي

ويتابع الدكتور المنزلاوي، أنه توجد عقبة شديدة وهي أن أي جهة حكومية إذا أرادت تنفيذ أي مشروع نجد أن الاستشاري الخاص بها  يضع كل قائمة التوصيات من شركات أجنبية ويطلب ماركات خارجية، لذلك يجب إعطاء فرصة للمنتج المحلي لتطوير نفسه.

وقال: "الدليل على قوة وجودة المنتج المحلي، أننا في حقبة من الزمن استطعنا تطوير الصناعات الهندسية وأنتجنا أنواعًا جيدة من الغسالات والبوتاجازات وقد نكون استعنا بخبرة أجنبية ولكن في النهاية هذه المنتجات صنعت في مصر، وعلى أرضنا ونستطيع إنتاجها وتنفيذها، وبذلك يصبح لدينا قوة دافعة لنا لزيادة إنتاجنا وتوطيد الصناعة وتطوير التكنولوجيا الموجودة حاليًا، وكل ذلك يتطلب ضرورة الاهتمام بالبحوث والتطوير حتى يكون دافعًا لنا حتى نصبح أقوياء اقتصاديًا، وهنا نوجه الحديث والسؤال لماذا المنتجات الزراعية متصدرة في بعض المنتجات مثل البطاطس والبرتقال لأنها ننتج منتج جيد وتستطيع تسويقه جيدًا في أوروبا من الفائض لدينا، وبذلك نتمكن من إدخال عملة صعبة وهنا يزيد الناتج القومي وتصبح القيمة المضافة به ذات نسبة مرتفعة  تصل إلى 70 أو 80 % أي لا يعتمد على 40 % فقط  من صنع محلي والباقي يكون استيرادًا لذلك تجب زيادة نسب التصنيع المحلي.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة