القلوب تحترق ألمًا على أهلنا في غزة، 950 مجزرة في حق شعب أعزل، أطفالهم تصرخ قائلة نعيش مشاهد مرعبة لا تنقطع، تتناثر أمامنا أشلاء أهالينا، وأطفال الغرب تلهو، وتعيش طفولتها في حضن الأسرة، وأصاب الشيب أطفال غزة وضواحي فلسطين، وتتحول الطفلة الغزاوية ذات الثمانية أعوام إلى أم بديلة لأشقائها، تفتح يديها لتحتضنهم وقلبها ينتفض أنينًا.
تخسر إسرائيل كل يوم من داعميها حول العالم، حاليًا ينتفض منهم الآلاف ضد وحشية مجازر جيش الاحتلال، ولم يسلم بلينكن وزير الخارجية الأمريكية من مقاطعة مواطنين أمريكيين له داخل الكونجرس، ورفعوا كفوفهم باللون الأحمر مطالبين بوقف الحرب على غزة، ورفعت معارضة يافطة تقول: (الحرب على غزة تقتل الأطفال والنساء).
ومن جهة أخرى ناشد خبراء عسكريون في واشنطن عدم الإنصات إلى مطالب إسرائيل في توسيع دائرة الحرب على غزة، لأن الواجب يفرض علينا إنقاذ إسرائيل من نفسها، وتتوالى التحذيرات للبيت الأبيض خاصة بعد مشاركة قواعد عسكرية أمريكية وفرق من المارينز في ضرب غزة.
ووصل الأمر إلى دعوة جميع الجاليات الإسلامية وأخرى إفريقية وآسيوية بالتصويت ضد انتخابات بايدن القادمة، وينضم مناصرون إليهم بعدد لا بأس به من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، وتأتي الصفعة الثانية وتسحب ثلاث دول من أمريكا الجنوبية سفراءها من إسرائيل، وضغوط داخلية على أيرالندا لطرد السفيرة الإسرائيلية من برن.
والسؤال: هل البيت الأبيض سوف يستمع إلى النصائح التي تنهال عليه بعدم التضحية بمصالحها لكسب رضا غطرسة إسرائيل، وفي نفس الوقت إسرائيل نفسها تخسر مصالحها في المنطقة وفي العالم، بسبب تماديها في ارتكاب مجازرها الوحشية.
العقيد الأمريكي المتقاعد "دوجلاس ماكجريجور" والمستشار العسكري السابق لوزير الدفاع الأمريكي يصف الأحداث المشتعلة في غزة بأنها تهديد للوجود الإسرائيلي، ونشر موقع "ذا هيل" الأمريكي مقالا يصور المجتمع الإسرائيلي أنه يعيش حالة صدمة، ويضيف الموقع أن الحرب على غزة زرعت الفوضى والإحباط في نفوس الإسرائيليين.
وتلك الفوضى أعادت إلى الأذهان تخوف إيهودا باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، وهو ما أعرب عنه في مقال له سابق في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وأفصح عن مخاوفه بأن العقد الثامن عبر التاريخ اليهودي لعنة على دولتهم.