في كل الأحوال؛ هذا سؤال مشروع؛ رغم عدم تكافؤ كفتي المواجهة بين حماس وإسرائيل على كل الأصعدة؛ سواء في العتاد العسكري؛ أو عدد المقاتلين.
فلا شك أن إسرائيل أكثر تنظيما وتسليحا؛ تملك كل إمكانات الفوز؛ ومع ذلك فالعنوان له ما يبرره.
لم يخطر ببال أحد؛ سواء من المتابعين أو المختصين بأمور الحرب أو حتى الأشخاص العاديين المسالمين؛ أن تستطيع حماس إلحاق إسرائيل بكل هذه الخسائر الكبيرة كمًا ونوعًا يوم السابع من أكتوبر الماضي؛ بل الأمور تجاوزت حد الصدمة؛ ووصلت لوجود خسائر أخرى على نفس النسق؛ على طول خط المواجهة.
أما ما يزيد السؤال وجاهة؛ فهو ما يحدث الآن على خط المواجهة على الأرض؛ فمنذ البدء في تنفيذ الدخول البري من جانب إسرائيل لقطاع غزة؛ ونحن نرى خسائر كبيرة بعتاد وجنود جيش الاحتلال؛ وهذا على لسانهم.
وذلك يؤكد أن المواجهة بين الطرفين ليست بالسهولة التي صورها البعض؛ فدخول قوات الاحتلال لقطاع غزة؛ تشي بداياتها بأن نهاياتها ليست يسيرة ولا هينة على قوات جيش الاحتلال؛ لاسيما أن هناك بعض الأنباء التى ترد من داخل إسرائيل؛ تفيد بأن هناك بعض الأزمات سببها بعض جنوده بسبب خطورة دخول قطاع غزة.
تلك الخطورة كانت سببًا في تذمر عددٍ ليس بالقليل من جنود جيش الاحتلال؛ ومنهم من قال إن نجل نتانياهو يتمتع بإجازة ممتعة بولاية ميامي الأمريكية؛ والجنود يعانون أشد المعاناة؛ بسبب إصرار رئيس وزراء دولة الاحتلال دخول قطاع غزة؛ للقضاء على حماس كما يزعمون.
لا شك أن الأوضاع في قطاع غزة غير محتملة؛ فالكل يعاني من نقص كل شيء؛ الماء والدواء والطعام؛ حتى المستشفيات؛ منها ما أغلق أبوابه في وجه المرضى؛ بعد أن أصبحت إمكاناته صفر.
وتلك الصورة السيئة جدا؛ تلعب إسرائيل على زيادتها سوءًا؛ حتى يشعر مقاتلو حماس بوهن الناس؛ فينتقل ذلك لهم؛ ومن ثم يتسلل إليه الإحباط؛ ليشل تفكيرهم؛ وحركتهم.
كل هذه عوامل يلعب عليها جيش الاحتلال؛ لكن في المقابل؛ تفاجئ حماس جيش الاحتلال؛ برشقات صاروخية؛ منها من يخترق القبة الحديدية؛ مما يدلل على صلابة حماس؛ وقدرة مقاتليها غير العادية؛ رغم فقر الإمكانات؛ وهذا بطبيعة الحال؛ ينقل حالة الإحباط لصفوف جيش الاحتلال.
وزد على ذلك حالة الهلع التى يعيشها مواطنو إسرائيل من جراء تكرار صافرات الإنذار تدوي مرارًا و تكرارًا؛ على مدار الساعة في كل مناحي إسرائيل.
حالة الهلع تلك؛ هى أحد عناصر الضغط على جيش الاحتلال؛ وكذلك على نتانياهو؛ الذي يواجه مستقبلًا هو الأسوأ على تاريخه بالكامل؛ ورغم ذلك يصر على الصلف والعناد؛ لمواصلة التوغل داخل أراضي قطاع غزة رغم التحذيرات التى يطلقها أهالي الأسرى المحتجزين مع حماس.
أعتقد أن الأيام المقبلة حافلة بقدر كبير من المفاجآت ذات العيار الثقيل؛ ومنها أن تحقق فلسطين تقدمًا، آمل أن يكون مكافئًا لقدر الخسائر الكبيرة التى لحقت بالفلسطينيين؛ وألا تضيع كل هذه الخسائر؛ هباءً.
شريطة أن تتمتع الجبهة الداخلية للفلسطينيين بدعم ولو نفسي؛ وأعتقد أن خروج جموع من المتظاهرين في بقاع عديدة من الأرض غربًا وشرقًا؛ عامل مهم؛ قد يثمر قريبًا؛ في إلقاء الضوء من زاوية جيدة على القضية الفلسطينية؛ وعلى حقوقها المسلوبة؛ وكيفية إقامة السلام الشامل العادل.
[email protected]