تشهد سيناء تحولاً شاملاً في إطار جهود التنمية والاستثمار المستمرة في البلاد. ومن بين المشاريع الرئيسية التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد وتحسين الظروف المعيشية لسكان المنطقة، تبرز الاستثمارات الزراعية الضخمة التي تمتد على مساحة تقدر بـ270 ألف فدان.
موضوعات مقترحة
وتعتبر هذه المشروعات نقطة تحول حاسمة في تنمية وسط سيناء، حيث تتمتع المنطقة بخصوبة أراضيها الزراعية وتوفر الظروف الملائمة لتنمية الزراعة.
وأكد الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن الاستثمارات الزراعية الضخمة في وسط سيناء تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين، الأول هو تحويل المنطقة إلى واحدة من أهم مناطق التصدير الزراعي في سيناء، حيث ستنتج هذه المنطقة مجموعة متنوعة من المحاصيل والمنتجات الزراعية التي يمكن تصديرها عبر ميناء العريش البحري وشبكة السكك الحديدية المتصلة به. الهدف الثاني هو تعزيز التنمية الصناعية والاقتصادية في المنطقة من خلال إنشاء صناعات مختلفة تعتمد على المنتجات الزراعية المحلية وتعزز الاستثمارات الجديدة.
وأضاف الدكتور أشرف كمال، أن مزارعي وسط سيناء يشعرون بالفرحة والسعادة الغامرة، حيث تحققت لهم أمنيتهم المنتظرة منذ سنوات طويلة. تعد منطقة السر والقوارير التي تتمتع بأراض زراعية ذات جودة عالية، من بين أهم المناطق التي سيتم تطويرها واستغلالها في إطار هذه المشروعات الضخمة. وبالتالي، فإن المزارعين يعبرون عن شكرهم للرئيس وللقيادة السياسية على الاهتمام الكبير بتنمية سيناء وتعزيز قدراتها الاقتصادية.
وأوضح الدكتور أشرف كمال، أن المشروعات الزراعية في مناطق رفح والشيخ زويد تأتي كجزء من الإستراتيجية الشاملة لتنمية سيناء. وتمتد هذه المشروعات على مساحة تقدر بـ 109 أفدنة، وتهدف إلى إنشاء مجتمع زراعي مزدهر وتكوين كتلة بشرية قوية، تلعب دورًا حيويًا في حماية تراب سيناء وتعزيز الأمن القومي لمصر. بالإضافة إلى ذلك، ستسهم الزراعات في المنطقة الحدودية في إنشاء مجتمع صناعي كبير يسهم في جذب استثمارات جديدة وتعزيز التنمية الاقتصادية.
وقال أشرف كمال، إنه من أجل دعم هذه المشروعات الضخمة، سيتم منح المزارعين عقود ملكية للأراضي من قبل الدولة، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإجراء إلى زيادة الإنتاجية الزراعية بشكل غير مسبوق وتعزيز الازدهار الاقتصادي للمنطقة، كما أن القرارات الاستثمارية التي أطلقها الرئيس في سيناء ستجعل المنطقة محط أنظار العالم في مجال الاستثمار والسياحة.
وبفضل إنشاء أكبر ميناء لليخوت ومدينة رفح الجديدة، ستحقق هذه الاستثمارات عوائد اقتصادية هائلة وستعزز التنمية الشاملة في سيناء. وأعرب أبو حرب عن الفرحة العارمة للمزارعين في رفح والعريش وتوجههم للاحتفال بهذا الحدث التاريخي الذي طال انتظاره.
وأشار الدكتور أشرف كمال، إلى أن المشروعات الزراعية القومية ساهمت في تحقيق زيادة حقيقية في الإنتاج الزراعي وساهمت في استقرار السوق وكذلك زيادة حجم الصادرات الزراعية إلى خارج بما تجاوز ٧ ملايين طن حتى الآن خلال العام الجاري 2023، وأن الجهود المبذولة للتنمية الزراعية في سيناء سوف تسهم في زيادة الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي المصري، كما يسهم أيضا في تحقيق استقرار الأسعار في السوق المحلية.
وأضاف أشرف كمال، أن الدولة حريصة على تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في شبه جزيرة سيناء، لتكون إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني بما تتميز به من موارد طبيعية وطبيعة جغرافية متميزة، تؤهلها لأن تكون منارة حقيقية للتنمية العمرانية والصناعية والزراعية الجديدة، ويمكن القول إن سيناء تحتل مكانة مرموقة في قلب ووجدان القيادة المصرية، وتجد فيها الحكومة والمواطنون شغفًا واهتمامًا كبيرين في الحفاظ على تراب الوطن الغالي وتحقيق التنمية المستدامة والرخاء الاقتصادي للمنطقة.