يعتبر الفول البلدى والعدس من أهم المحاصيل البقولية الإستراتيجية، نظرا لاحتوائهما على مصدر أساسى للبروتين، ولذلك وجب الاهتمام بالتوسع فى زراعتهم، وذلك من خلال حملة قومية تهدف لزيادة الإنتاج وتوعية المزارعين بأهمية زراعة هذه المحاصيل والعمل على إيجاد مساحات غير تقليدية تضاف لمساحات الفول المنفردة وذلك من خلال توعية المزارعين بزراعته محملاً على بنجر السكر والقصب الغرس الخريفى أو بين أشجار الفاكهة حديثة العمر.
موضوعات مقترحة
وتعتبر البقوليات وخاصة الفول البلدى من العناصر الغذائية الرئيسية للمواطن المصري، إلا أن الإنتاج المحلى من الفول البلدى تغطى 41 % من حجم الاستهلاك والباقى يتم استيراده من الخارج ويبلغ 59 %، بسبب محدودية المساحات المزروعة خلال الأعوام الماضية، وعمل مركز البحوث الزراعية خطة لزيادة الإنتاج من الفول البلدى بإنتاج أصناف عالية الإنتاجية وتحقق زيادة فى إنتاج الفدان، وأكد تقرير لمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن المساحة المنزرعة من الفول البلدى موسم 20/2021 حوالى 120 ألف فدان بمتوسط انتاج حوالى 10 إردب/فدان بإنتاجية كلية تصل إلى 180 ألف طن ترفع نسبة الاكتفاء الذاتى من الفول إلى 41 %، وأن خطة وزارة الزراعة تستهدف زيادة مساحات زراعة المحصول إلى 350 ألف فدان تنتج 480 ألف طن.
«الأهرام التعاوني» تناقش موقف إنتاج محاصيل البقوليات فى مصر، والسبب الرئيسى وراء انخفاض المساحة المزروعة وسبل زيادتها خلال الفترة المقبلة تحقيقًا للأمن الغذائي، فى إطار خطة الدولة للنهوض بالقطاع الزراعى بشكل عام وكذلك الإستراتيجية الوط أكد الدكتور محمود إبراهيم رئيس قسم بحوث البقوليات الأسبق بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن هناك جهودا كبيرة تبذل لاستنباط أصناف جديدة من المحاصيل البقولية عالية الإنتاجية ومقاومة لجمع الظروف المناخية المتغيرة، كما أن مركز البحوث الزراعية لديه أصناف مقاومة لجميع الأمراض والفطريات والأصداء بالوجه البحرى مثل (سخا ١ – سخا ٢ – سخا ٣ -سخا ٤ – سخا ٥ – جيزة ٧١٦)، وأن مركز البحوث لديه أصناف خاصة بمنطة النوبارية وهى تتحمل الجفاف مثل (نوبارية ١ – نوبارية ٢ - نوبارية ٣)، بالإضافة إلى أصناف الوجه القبلى التى تتحمل الإصابة بالهالوك مثل (جيزة ٧٤٣ - مصر١)، وأصناف الوادى الجديد مثل (جيزة ٤٠)، وجميع الأصناف تنتجها مراكز البحوث الزراعية على مستوى الجمهورية وتوزعها على مختلف المحافظات.
وأشار الدكتور محمود إبراهيم، إلى أن مركز البحوث الزراعية لديه حقول ارشادية بجميع المحافظات للتعرف على الأصناف الجديدة ومعاملاتها الزراعية بالتعاون مع جهاز الإرشاد الزراعى الذى يتابع مع الفلاح جميع مراحل نمو الأصناف منذ الزراعة حتى الحصاد لتحقيق أعلى إنتاجية وجودة، ويتراوح إنتاجيتها 10 أرادب للفدان الواحد، وأن المشكلة الأساسية التى تواجه هذه الزراعات، هى المساحة المحدودة للرقعة الزراعية بواقع 9 ملايين فدان منهم 3.5 مليون فدان لزراعة محصول القمح الذى يعتبر سلعة استراتيجية مهمة لدى كافة طوائف الشعب، و2.5 مليون فدان مخصص لمحصول البرسيم كعلف للحيوان، وباقى المساحة غير كافية لزراعة المحاصيل الأخرى سواء كانت محاصيل الخضر أو المحاصيل الحقلية والبستانية.
وأوضح الدكتور محمود إبراهيم، أن زيادة إنتاج البقوليات يجب أن يتم عن طريق التوسع الرأسى فى الإنتاج عن طريق تحميل الفول البلدى على نباتات البنجر والطماطم الشتوية والمحاصيل البستانية الحديثة وقصب السكر الخريفى بالصعيد وذلك لتزويد المساحة المنزرعة دون التآثير على محصول القمح والبرسيم، وأن المحاصيل البقولية وخاصة محصول الفول البلدى محصول إقتصادى ذات قيمة غذائية عالية نسبة البروتين فيه تصل إلى 24% ولا تخلو أى مائدة مصرية من طبق الفول، وفيما يخص التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعات البقولية فإن مركز البحوث الزراعية يستطيع التعامل معها على حسب نوعية المحصول.
دعم محاصيل البقوليات
أكد الدكتور محمود خلاف أستاذ الاقتصاد الزراعى بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، إن هناك اهتمام كبير من وزارة الزراعة للنهوض بمحاصيل البقوليات وعلى رأسها الفول البلدى والعدس لزيادة الإنتاجية رأسيًا وزيادة الرقعة المزروعة، وتتمثل هذه الجهود فى عدة محاور أساسية وهي؛ توفير التقاوى المعتمدة من الإدارة المركزية للاعتماد والفحص بمركز البحوث الزراعية، ويجب على الفلاحين الزراعة بهذه التقاوى مع تطبيق نتائج الأبحاث العلمية الزراعية التى تخص الإنتاج والمعاملات المختلفة لمحاصيل الفول البلدي، وأسفرت الجهود البحثية خلال السنوات الماضية عن استنباط 12 صنفا من الفول البلدى وهى أصناف عالية الإنتاج ومقاومة للأمراض والآفات ومتحملة للهالوك.
وأضاف أستاذ الاقتصاد الزراعى بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، أن زراعة الفدان من الأصناف متوسطة الحجم تحتاج نحو 60 كيلو جرام تقاوي، وباتباع طرق الزراعة المعتمدة والأخذ بتوصيات معهد بحوث الإرشاد الزراعى بمركز البحوث الزراعية طوال فترة الإنتاج والحصاد يمكن للمزارع الحصول على أعلى إنتاجية ممكنة، مشددًا على أهمية استخدام المزارعين للتقاوى المستنبطة بمعاهد البحوث الزراعية والأصناف التى تناسب كل محافظة، أما أسباب انخفاض مساحة زراعة الفول البلدى والعدس فجاء بسبب انخفاض الأسعار التى يباع بها المحصول وعدم وجود زراعات تعاقدية للفول البلدى أو العدس.
وأوضح الدكتور محمود خلاف، أن إنتاجية الفدان الواحد من الفول البلدى تبلغ من 1 إلى 2 طن، وأن مساحة الفول البلدى انخفضت فى السنوات الماضية نتيجة للتغيرات المناخية وعدم أخذ المزارعين بالتوصيات الفنية كاملة لزيادة الإنتاج، مضيفًا أن محاصيل البقوليات من المحاصيل الاقتصادية والأساسية لتغذية الإنسان حيث يحتوى الفول البلدى عادة على نسبة بروتين تترواح بين 23-25% من الوزن الجاف، وهذه النسبة تجعل الفول البلدى مصدراً جيداً للبروتين النباتي، وأن الفول البلدى يختلف عن الأنواع الأخرى من الفول من الناحية الصحية، حيث يحتوى الفول البلدى على مستويات أعلى من الألياف والمعادن مثل الحديد والزنك والفوسفور والبوتاسيوم.
وأوضح الدكتور محمود خلاف، أنه فيما يتعلق بمحصول العدس فلاتزال مساحة زراعته منخفضة نظرًا لعوامل متعددة، حيث إن هناك معوقات كثيرة أدت إلى تراجع المساحة المنزرعة بمحصول العدس ومنها المنافسة الشديدة مع أسعار المحاصيل الشتوية الأخرى مثل القمح والفول البلدى والبرسيم وبنجر السكر ومحاصيل الخضر، وتوجه المزارعين إلى زراعة المحاصيل الأكثر ربحية مثل المحاصيل الطبية والعطرية بالوجه القبلى وهى المناطق الأفضل لزراعة العدس، مشيرًا إلى أن دور مركز البحوث الزراعية يتركز فى زيادة الإنتاج من الفول والعدس وتشجيع المزارعين على زراعة العدس من خلال منح حوافز لمزارعى العدس مثل خفض سعر التقاوى والأسمدة وقيام الدولة بحل مشكلة تسويق محصول العدس وهى من أهم مشاكل زراعة العدس فى مصر التى تواجه المزارعين.
واقترح أستاذ الاقتصاد بمركز البحوث الزراعية، عدة اقتراحات منها؛ قيام التعاونيات الزراعية بإمداد المزارعين بالتقاوى المعتمدة وشراء المحصول من المزارعين وتقوم هى بتسويقه مثل محصول القمح، كما تقوم وزارة الزراعة بتشجيع وتعميم الزراعة التعاقدية للعدس، وتوفير كميات تقاوى العدس المطلوبة لزراعة 60 ألف فدان من العدس لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوجد أصناف جديدة تم استنباطها عالية الإنتاجية من (الفول/العدس) بمركز البحوث الزراعية فقد بلغت مساحة الفول العام الماضى نحو 1.8 ألف فدان حسب حيث تتركز زراعته بالوجه البحرى والنوبارية، وتتركز زراعة العدس بالوجه القبلى حيث الظروف المناخية المناسبة.
الاستيراد من الخارج
ومن جانبه، أكد مجدى أبوالعلا نقيب فلاحى الجيزة؛ أن مصر تستورد حوالى 80% من محاصيل البقوليات والمحاصيل الزيتية والزيوت، وهو ما يتطلب الاهتمام بزراعة هذه المحاصيل فى ظل خطة الدولة فى التنمية الزراعية الشاملة وزيادة الرقعة المزروعة أفقيًا وزيادة الإنتاج رأسيًا.
وأوضح نقيب فلاحى الجيزة، أن الخطة الاستباقية من الدولة بتوسيع الرقعة الزراعية أدى إلى زيادة الرقعة الزراعية وزيادة إنتاج المحاصيل الإستراتيجية من الزيوت ومنها «عباد الشمس - الأعلاف - فول الصويا - زيت السمسم - والذرة الصفراء» ومحاصيل البقوليات التى تعتبر أمن غذائى قومي، مما أدى إلى تقليل الفجوة فى نقص منتجات البقوليات والزيوت والأعلاف.
وأوضح مجدى أبوالعلا، أن الأسباب التى أدت إلى تراجع مساحات زراعة الفول البلدى والعدس، تتمثل فى محدودية المساحة القابلة للزراعة والمنافسة الشديدة مع المحاصيل الشتوية الأخرى مثل القمح والذى يعتبر المصدر الرئيسى لرغيف الخبز وكذلك المنافسة مع محصول البرسيم.
زراعة الأصناف الموصى بها
وقال محمد عبدالله مزارع من محافظة الدقهلية، أن الجهود المبذولة لزيادة إنتاج الفول البلدى والعدس تتمثل فى زراعة الأصناف الموصى بها من قبل وزارة الزراعة حسب الموقع الجغرافى لكل محافظة، وهى أصناف مقاومة للحشائش والحشرات مثل (الهالوك - المن) والحشرات الثاقبة الماصة، كما تتميز بمقاومة الأمراض الفطرية بالإضافة إلى أهمية الزراعة فى المواعيد الموصى بها من وزارة الزراعة، وأن السبب الرئيسى فى انخفاض زراعة الفول البلدى والعدس إنها محاصيل تحتاج إلى متابعة وخبرة عالية من حيث مقاومة الحشرات والأمراض الفطرية وخاصة الهالوك.