تحتفل أسرة مؤسسة الأهرام اليوم بتدشين العدد ٥٠ الفا من صحيفة الأهرام العريقة والتي انطلق العدد الأول منها في ٥ أغسطس ١٨٧٦، بينما تأسست فى ٢٧ ديسمبر ١٨٧٥ على يد الأخوين اللبنانيين سليم وبشارة تقلا؛ لتبدأ الصحيفة رحلة ممتدة من التنوير على مدار ما يقرب من ١٤٨ عامًا تمكنت خلالها من رصد وتسجيل وقائع الحياة المصرية بحلوها ومرها وتحولت مع مرور الزمن إلى ما يشبه "دفتر الأحوال المصرية"؛ حيث يستطيع القارئ أن يجد على صفحاتها كل ما يطمح إليه من أخبار وتقارير وملفات سياسية واقتصادية ورياضة وغيرها، بالإضافة إلى مقالات الرأي والفكر والتي كانت وما زالت تميز صفحات الأهرام منذ سنوات بعيدة حتى الآن.
ولذا جاءت مقولة الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي الشهيرة "الأهرام هي ديوان الحياة المصرية المعاصرة"، لتؤكد أن الصحيفة العريقة تسير في الطريق الصحيح تحكمها قواعد المهنية والحرفية الصحفية والتي تضع اهتمامات القارئ وأولويات الأمن القومي المصري في المقدمة ملتزمة الحيادية والدقة في نقل المعلومة للقارئ الذي وضع ثقته الكاملة في صحيفته المفضلة على مدار سنوات طويلة والتي أصبحت أقدم وأعرق الصحف العربية في منطقة الشرق الأوسط أيضًا، بل يمكن القول إن الأهرام الآن واحدة من أقدم الصحف على مستوى العالم، ولا يسبقها سوى عدد محدود للغاية في تاريخ الإصدار والاستمرارية في الصدور.
و المؤكد أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي "الأهرام" في احتفالها بتدشين العدد الـ٥٠ ألفًا من خلال كتابة مقال لـ"الأهرام" تحت عنوان "تحية تقدير واعتزاز"؛ حيث وجه التحية والتقدير إلى كل العاملين في مجال الصحافة والإعلام بشكل عام من صحفيين وإداريين وعمال وإلى أبناء مؤسسة الأهرام بشكل خاص؛ بمناسبة هذا الحدث المتميز والفريد؛ حدث أصدار العد الـ٥٠ ألفًا من صحيفة الأهرام العريقة والمتميزة يعكس مدى التقدير والدعم الكبير الذي يوليه الرئيس للصحافة والإعلام، كما يعكس أيضًا الاهتمام الخاص بجريدة الأهرام كرمز من رموز العمل الصحفي والإعلامي العربي والدولي.
وعلى الرغم من احتفالنا اليوم بهذه المناسبة الفريدة إلا أن الأهرام لم تتأخر يومًا عن متابعة الأحداث المحلية والعربية والدولية؛ حيث ترصد وبكل دقة ما يشهده قطاع عزة من جرائم حرب تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء الفلسطينيين في غزة وأيضًا تسجل الصمت الدولي من قبل عدد من الدول الكبرى على هذه الجرائم؛ بل وقيام البعض بدعمها تحت مسمي "حق الدفاع عن النفس" وهي بالطبع حجج واهية ومبرر غير منطقي لعمليات الانتقام والعقاب الجماعي التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة منذ عملية "طوفان الأقصى" حتي اليوم.
بينما تقوم مصر بجهود مكثفة على كافة الأصعدة لوقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية غير المسبوقة على قطاع غزة وأيضًا التنسيق مع كافة القوي الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة للمساعدة في إيصال المساعدات إلى القطاع في الوقت الذي يعيش فيه سكان غزة وسط القنابل وعمليات التدمير وقطع الامدادات والاتصالات عن القطاع.
و يقينا فإن استمرار الأهرام طوال هذه السنوات في الصدور بتلك القوة إنما يعكس المصداقية والعلاقة المتميزة مع القارئ الذي ينظر إليه على أنه بالفعل "ديوان الحياة المعاصرة"، وفي نفس الوقت يؤكد أن المؤسسة تسير في الاتجاه الصحيح للتعامل مع التحديات الاقتصادية الصعبة التي نمر بها والسعي لخلق موارد بديلة وتعظيم الاستفادة من الأصول الموجودة لدعم ومساندة النشاط الأساسي للمؤسسة الصحفية والتي تضم إصدارات صحفية متعددة ومتنوعة، بالإضافة إلى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وبالتالي تستمر مسيرة التنوير التي تقودها "الأهرام" العريقة.
[email protected]