هنا اليابان.. 50 ألف شمعة لـ"الأهرام"

29-10-2023 | 10:01

طوكيو: اليوم الأحد 29 أكتوبر يصادف إصدار العدد 50 ألفًا من جريدة "الأهرام"، وهي مناسبة تاريخية عظيمة، تستحق الاحتفاء بحلولها، ليس –فقط- من جانب أسرة مؤسستنا الصحفية العريقة، ولكنها جديرة -أيضًا- بالتوقير من سيدنا القارئ.

أكثر من أربعة عقود أمضيتها في محراب صاحبة الجلالة، "الأهرام"، متدربا، ومحررا، ومراسلا، ومديرا، حتى استقر بي الحال، الآن وتحديدا منذ 10 سنوات بحكم السن، لأصبح كاتبا لمقال أسبوعي، منتظم، في بوابته الإلكترونية الغراء.

نصف المدة -تقريبًا- التي شرفت فيها بحمل هوية "الأهرام" تمحورت حول ملف فريد، أفضت به الأقدار، لتصبح اليابان هي المحطة التي يستقر بها المآل، مراسلا مقيما بالعاصمة، طوكيو، ومحاضرا، وزائرا بشكل دوري، حتى كتابة هذه السطور. 

كثيرة هي الخواطر والذكريات التي تداهمني، وأنا أكتب هذه السطور –من هنا في طوكيو- عن "الأهرام"، المؤسسة العريقة، المدرسة الصحفية الرائدة، وعن أجيال من الأساتذة البنائين وزملاء وأبناء من حاملي لواء "الأهرام"، حتى قيام الساعة.

في اليابان، حيث أركز الكتابة، هنا، عما لمسته من علاقة وطيدة، جمعت بين بلاد الشمس المشرقة و"الأهرام"، أذكر أن اسم صحيفتنا العريقة كان- ولا يزال- معروفًا ومتداولا، ضمن قائمة كبريات الصحف العالمية، ويستقبل لدى كثيرين من الزملاء الإعلاميين، اليابانيين والأجانب، بصيغ دالة على درجة عالية من المهنية، وقوة التأثير على الرأي العام، المحلي والإقليمي والدولي، وعلى متخذي القرار.

اللافت أن التوقير الأدبي والمهني المرادف لاسم "الأهرام" لم يقتصر تفهمه لدى من التقيتهم من الزملاء الإعلاميين، في بداية مهمتي مراسلا مقيما في طوكيو 2001-2005، بل لمسته -فيما بعد- لدى المخضرمين من اليابانيين على وجه التحديد، الذين كانوا يطالعون مقالًا أسبوعيًا، تقوم بنشره إحدى كبريات الصحف اليومية الشهيرة، نقلا عن "الأهرام"، للكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل.

وقتها، وجهت رسالة مكتوبة إلى الأستاذ هيكل، رحمه الله، أشرت فيها إلى ما لمسته من شعبية يحظى بها الكاتب الصحفي الكبير، وتجرأت -بحكم موقعي مراسلا لـ"الأهرام" في طوكيو- بتوجيه الدعوة إلى "الأستاذ" للالتقاء بجمهوره باليابان.

في يوم 19 مايو من عام 2003، أجريت مقابلة صحفية - مطولة - لـ "الأهرام"، مع رئيس مجلس وزراء اليابان، حينئذ، كويزومي جونيتشيرو، حضرت اللقاء عضوة البرلمان، وقتها، عمدة العاصمة طوكيو حاليًا، السيدة كويكيه  يوريكو.

مما دونته، وقتها، بمفكرتي عن الأجواء التي سبقت إجراء المقابلة: في تمام الساعة الحادية عشرة وصل كويزومي إلى القاعة، وبعد التحية، تلقى نسخة من صحيفة "الأهرام" الورقية اليومية، قدمتها له النائبة كويكيه، تلك النسخة التي ظهرت فيها صورتها مع رسالة طوكيو، نشرتها الصحيفة لي في يوم 20 مارس.

علق كويزومي على صورة "كويكيه صن" وعلى الرسالة الصحفية، مشيرًا إلى أن "الأهرام" تكتب باللغة العربية، ومن اليمين إلى اليسار كما تكتب اليابانية، قمت بإبلاغه أن هناك العديد من المطبوعات التي تصدرها مؤسسة "الأهرام"، ويصدر عدد منها باللغتين الإنجليزية والفرنسية، معربًا عن الأمل بصدور طبعة لصحيفة "الأهرام" باللغة اليابانية، لخدمة قراء اللغة اليابانية المهتمين بالشئون العربية.

ظلت الفكرة تراودني بضرورة وجود شكل من أشكال التعاون في المجال الإعلامي بين مؤسسة "الأهرام" ونظيراتها اليابانية، على غرار ما كان قائما - بالفعل - في عهد الراحل محمد حسنين هيكل، إلى أن جاءت الفرصة بالإعلان عن قيام رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، الأستاذ إبراهيم نافع، رحمه الله، بزيارة اليابان.

ضمن ترتيبات أعدها مكتب "الأهرام" في طوكيو لبرنامج الزيارة المقررة لرئيس التحرير، في شهر أكتوبر من عام 2004، التوقيع على مذكرة تفاهم وتعاون بين صحيفة "الأهرام"، وصحيفة "يوميوري شيمبون" اليومية اليابانية الشهيرة، يجري بمقتضاها تبادل مقالات الرأي والدراسات المميزة، وأهم التغطيات الصحفية.

أنقل هنا ما دونته بمفكرتي عن زيارة رئيس تحرير "الأهرام" الراحل، ومصير مذكرة التفاهم والتعاون: بعد الانتهاء من ترتيب برنامج الزيارة، وتخفيف عدد المقابلات، حسب طلب رئيس التحرير، لإفساح وقت أطول للاستمتاع باليابان، حدث ما لم يكن في الحسبان، وألغى الأستاذ إبراهيم نافع زيارته المرتقبة، لسبب غير مقنع للجانب الياباني، وهو-حسب ما فهمت-إصرار رئيس التحرير على تحديد موعد "مؤكد" للمقابلة مع رئيس مجلس الوزراء الياباني، كويزومي، وإصرار الحكومة اليابانية على أنها لا يمكنها تأكيد موعد المقابلة بشكل قاطع قبل الوصول.

وهكذا لم تتم زيارة رئيس تحرير "الأهرام" لليابان في ذلك الوقت، وأيضًا، لم توقع مذكرة التفاهم والتعاون، بين مؤسستنا العريقة ويوميوري شيمبون، حتى تاريخه.

هذه الخواطر السريعة التي أكتبها هنا في اليابان، بمناسبة إصدار العدد 50 ألفًا من صحيفة "الأهرام" الورقية اليومية، رويتها - وغيرها تفصيلا - في كتابين صدرا لي عامي 2020 و2023، عن تجربتي الصحفية في بلاد الشمس المشرقة، بعنواني: رييوا.. 2050، وثقافة الكيمونو.. قطوف من يوميات مراسل "الأهرام" في اليابان.

جدير بالذكر التنويه - هنا - إلى جهد معتبر- سبقني ولحقني- لزملاء أجلاء عملوا مراسلين مقيمين، ورفعوا اسم "الأهرام" عاليا في اليابان، هم مع حفظ الألقاب: منصور أبوالعزم، محمد إبراهيم الدسوقي، إيمان عارف، وأحمد بهي الدين قنديل.
   
أيضًا، وجب التنويه بقامات دبلوماسية مصرية ملهمة، احتضنت، وسهلت مهمة مكتب "الأهرام" بطوكيو، منهم السفراء: وهيب المنياوي، ميرفت التلاوي، نبيل فهمي، محمود كارم، هشام بدر، أسامة العشيري، رضا بيبرس، عبدالفتاح عزالدين، وليد عبدالناصر، خالد ثروت، هاني صلاح، عمرو حلمي، طاهر فرحات، صلاح عبد الصادق، هشام الزميتي، أحمد فاروق، أيمن كامل، بسام راضي، بدر عبدالعاطي، أحمد شاهين، أشرف سلطان، ياسر هاشم، مي خليل، ووليد الفقي.

في الوقت نفسه، لابد من الإشارة إلى قامات دبلوماسية يابانية، جديرة، بالتقدير، تفهمت أهمية اسم "الأهرام" كمؤسسة صحفية عريقة، ورائدة، وقدمت كل سبل الدعم لمراسليه، هم مع حفظ الألقاب: سوتو  تاكايا، أريما  تاتسوؤو، أوكاموتو  يوكيو، إيشيكاوا  كاورو، أوكودا  نوريهيرو، إيمورا  تسوكاسا، أوكا  هيروشي، سوزوكي  كوتارو، أوكوبو تاكيشي، وموري تاكيرو. (يتبع من طوكيو)

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة