يحدٌث في أمريكا.. الملِكة وحوار أمانبور

29-10-2023 | 08:47

حوار الملكة رانيا العبد الله حرم العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحُسين مع المٌحاورة الأمريكية الأشهر كريستيان أمانبور على شبكة (السي إن إن) ساهم في تغيير الصورة الذهنية المغلوطة التي تشكلت في أعقاب يوم 7 من شهر أكتوبر الجاري المعروف بطوفان الأقصى وما أعقبه من هجوم شرس وحرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة ولها خصوصية وطنية حددت فيها الملكة رانيا خطورة ازدواجية المعايير الغربية والصمت الغربي المٌطبق بشأن العدوان الشرس على غزة، وليس ذلك فقط؛ بل إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لم يٌطالب بوقف إطلاق النار على الرغم من سقوط أكثر من 7000 شهيد نصفهم من الأطفال والمٌعاناة الإنسانية الكبيرة في غزة.. 

الملكة رانيا أعلنت في بداية الحوار بكل ثقة وشجاعة ووعي ثقافي أن دولة الاحتلال إسرائيل ترتكب وارتكبت أعمالاً وحشية تحت غطاء الدفاع عن النفس وقتلت آلاف الأطفال والنساء بدون ذنب أو جريرة سوى أنهم فلسطينيون وترتكب إبادة جماعية وعقابًا جماعيًا ضد شعب غزة الأعزل، وانتهكت أكثر من 30 قراراً أممياً، وأن حلفاء إسرائيل لا يقدمون خدمة لها عبر تقديم الدعم الأعمى لها.. 

إجابات الملكة رانيا على أسئلة المٌحاورة الأشهر أمانبور جاءت مٌشبعة بالغضب والحزن وهي تٌدين مٌفردات ودولاً في المجتمع الدولي وهي تقول: لم أر قط مسئولاً غربياً يقول (للفلسطينيين الحق في الدفاع عن أنفسهم)، في ظل استمرار الحرب المدمرة العدوانية والعنصرية على قطاع غزة وفي الموقف السياسي والحرب العنصرية ضد شعب مٌحاصر.. 

واستوقفتني بشكل شخصي عبارة جاءت على لسان الملكة رانيا: إن حرية التعبير هي قيمة عالمية إلا عندما تٌذكر فلسطين..

لا شك أن في حوار الملكة رانيا مع الإعلام الأمريكي المٌمثل في القناة الأشهر (سي إن إن) ومع المٌذيعة الأشهر (أمانبور) مٌصارحة وشهادة للتاريخ وعبرت عن صدمة وخيبة أمل العالم العربي من المٌحيط للخليج من المعايير المزدوجة الصارخة في العالم والصمت الذي صم الآذان في وجه الحرب الإسرائيلية العٌنصرية المٌستمرة في الإعلام الغربي، إلا أن هذا الصراع لم يبدأ يوم 7 أكتوبر 2023 إنه صراع بدأ منذ 75 عاماً بالموت والدمار وتهجير للشعب الفلسطيني.. 

باختصار استطاعت الملكة رانيا العبد الله إعادة صياغة واقع الحرب على غزة للمٌتلقي الأمريكي والغربي وأوضحت أنها لم تكن إلا حرب إبادة شعب فلسطين في غزة، وهذا ما على المجتمع الدولي أن يراه على حقيقته..

وقالت الملكة رانيا: إن الناس في جميع أنحاء الشرق الأوسط يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل من رد فعل العالم بسبب فشله في إدانة مقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة؛ بل على العكس  دعموا إسرائيل ودافعوا عن حقها في الدفاع عن نفسها، وقاموا بإدانة الهجوم الذي وقع، لكن ما نشهده بعد ذلك وحتى الآن هو صمت العالم.. 

وأوضحت الملكة أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث الذي توجد فيه مثل هذه المٌعاناة الإنسانية، والعالم لا يدعو حتى إلى وقف إطلاق النار.. 

ورأينا أمهات فلسطينيات اضطررن لكتابة أسماء أطفالهن على أيديهم بسبب الاحتمالات الكبيرة لتعرضهم للقصف حتى الموت، وتحول أجسادهم إلى جثث وأشلاء.
 وأضافت: أرُيد فقط أن أذٌكّر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن تماماً كما تحب أي أم أخرى أطفالها في العالم.. 

وللحديث بقية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: