مستقبل غزة والمنطقة!

26-10-2023 | 18:45

إذا أمكن منع الحرب الشاملة على قطاع غزة، ومنع تهجير أهلها هذه المرة، فسيكون انتصارًا عربيًا، لكنه سيكون جزئيًا، إذا لم يسارع العرب والفلسطينيون إلى التفكير في مستقبل غزة، ويا حبذا لو فكروا في مستقبل الضفة الغربية كذلك، لكن غزة أصبحت ضرورة بعد الحرب التاسعة.

الصراع في فلسطين صراع حضاري بين أهلها وإسرائيل، ترك الأراضي بلا تعمير وبلا تفكير في مستقبلها، سوف يؤدي بعد سنوات وجيزة، إلى أن نقف هذا الموقف من جديد.

العرب يجب أن يجلسوا مع الفصائل الفلسطينية المتعددة، وأن نشرح لهم ظروفنا وتقديراتنا الحالية والمستقبلية. وأننا لن نتحمل كل عامين تدميرًا وضربًا لمدينة غزة.
أصبح من رابع المستحيلات ترك فصيل واحد أو فصيلين يتحكمان في القرار السيادي والحرب والسلام فى فلسطين، فهذه عملية مستحيلة على الشعب الفلسطيني. عودة منظمة التحرير الفلسطينية، فصيل يجمع ولا يفرق ويتعامل مع القضية الفلسطينية برؤية شاملة، أصبح إستراتيجية ضرورية وحتمية.

ترحيل الفلسطينيين أو تجنيسهم بجنسيات بديلة، يقضي على مستقبل فلسطين،  لأن الدولة - شعبًا وأرضًا - تعاني منذ سنوات وإسرائيل تحاول تفريغ القضية الفلسطينية من شعبها، وها هم وصلوا الآن إلى 15 مليون فلسطيني في الشتات، وعلينا أن نتذكر، أن أوسلو منذ 30 عامًا كانت وراء عودة عرفات ورفاقه في منظمة التحرير ليقاتلوا سلميًا الإسرائيليين على أرضهم.

علينا أن نفكر عربيًا في مستقبل غزة، هذا الميناء المهم في شرق المتوسط والغني بتروليًا، كما أن غزة لها من اسمها نصيب، هي مدينة فريدة، بل هي أم التجارة بين الشرق والغرب، وليست مدينة هامشية في التاريخ العربي. غزة اسم أسطورة في ملحمة المقاومة وفي التجارة، غزة من الممكن في حال استثمارها عربيًا ستكون سنغافورة العرب.

فكروا في غزة. فكروا في مدينة التجارة العالمية، أهلها يستحقون وكفاهم معاناة وحصارًا. تصفية القضية الفلسطينية عملية مستحيلة ولا يقدر عليها أحد. وقائع قرن من النضال الفلسطيني تكشف معدن شعب الجبارين.

على الفلسطينيين أن يتمسكوا بالقانون الدولي، ويرفضوا شريعة الغاب، وأن يطالبوا أمريكا بألا تلعب بالحق والباطل، فلن تستطيع أن تمسك بهما في قبضة واحدة، ببساطة القرار الفلسطيني، يجب أن يكون في أيدي الفلسطينيين، ويتطهروا جميعًا من كل عناصر الفساد والإفساد والتيارات الدينية التي تفسد القضايا وتحولها إلى أداة كراهية بين الشعوب والأديان، ويبنوا مؤسسات فلسطينية معاصرة، سواء كان ذلك في غزة أم الضفة.

الضفة الغربية تنافس إسرائيل علميًا وطبيًا وصحيًا واقتصاديًا، ولا تنتظروا حل الدولتين، بل ابنوا الدولتين فورًا، فلن تستطيع إسرائيل وأمريكا أن يعيشا في عالمنا ومنطقتنا دون دولة فلسطينية عتيدة وغنية، وعليهم أن يفهموا ذلك؟!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: