خارج النص .. وستبقى فلسطين

26-10-2023 | 18:43
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

كعادتها.. لا تتأخر مصر عن دعم فلسطين وأهلها.. ولا تتردد عن مساندة فلسطين وأن تكون صوتها حين لا يريد أحد صوتًا فلسطينيًا.. وأن تكون سلاحها حين لا يريد أحد رؤية سلاحًا فلسطينيًا.

لم تكن قمة القاهرة للسلام التى استضافتها العاصمة الإدارية منذ أيام مجرد مؤتمر.. إنما كانت تأكيدًا من الرئيس عبدالفتاح السيسى واقتناعًا منه بأن أقدر من يدافع عن حق فلسطين وعلى الالتزام الدائم والحقيقى والصادق بدعم فلسطين هى مصر.. وجاءت مصر بكثيرين من قادة العالم ومسئوليه وإعلامه لتعرض عليهم تطورات الأزمة الأخيرة والحالية فى غزة.. فقد نجحت إسرائيل فى إقناع كثيرين فى العالم بتبنى وجهة النظر الإسرائيلية وما تريد إسرائيل أن يعرفه وأن يصدقه العالم.. فكانت قمة القاهرة فرصة لأن يسمع العالم صوت فلسطين وحقيقة ما يجرى فى غزة وحق أهلها فى غذاء ودواء وسلام وأمان وحياة.. ولم يكن كل هذا جديدًا إنما قامت مصر بمثل هذا الدور طوال الوقت بكل معانى وأشكال الالتزام ولم تتعامل مصر فى أى يوم مع القضية الفلسطينية على أنها قضية ثانوية أو غير مهمة وغير أساسية.. فمصر اعتبرت فلسطين طوال الوقت أمنها القومى والتزامها العربى والإنسانى.. ومنذ 1948 والحروب التى خاضتها مصر فى فلسطين ثم الحروب التالية كانت مصر شريكًا أساسيًا لفلسطين سواء فى الدعم السياسى والإنسانى والإعلامى أو حتى فى كل منابر العالم وعلى الأرض أيضًا.

ومصر لا تقوم بذلك من باب الدعاية والاستعراض.. لا تقوم مصر بدعم فلسطين بصخب وصراخ وبرامج تليفزيونية لكن فى هدوء وفى أوقات كثيرة فى صمت بدون ضجيج.

وما قامت به مصر ولا تزال تقوم به لدعم فلسطين وأهلها سياسيًا وإنسانيًا قامت به أيضًا رياضيًا منذ حرب 1948 التى أصبحت غزة بعدها تابعة للإدارة المصرية.. ولما كانت إسرائيل لا تريد أن تستمر الرياضة الفلسطينية.. فقد حرصت مصر على مقاومة ذلك فى غزة التى أصبحت منذ 1949 هى عاصمة الرياضة الفلسطينية.. فجمعت الرياضيين الفلسطينيين فى غزة وقدمت لهم الدعم وكل ما يلزم لتبقى الرياضة الفلسطينية على قيد الحياة وقيد المقاومة أيضًا، وكان هذا وراء مشاركة الرياضيين الفلسطينيين فى دورة الألعاب العربية الأولى بالإسكندرية عام 1953 والثالثة عام 1961 وظهورهم بمستوى جيد عكس مدى الاهتمام والرعاية من الجانب المصرى للرياضيين الفلسطينيين لمساعدتهم فى الاحتفاظ بالهوية الرياضية الوطنية الفلسطينية.. وكانت الإدارة المصرية قد أسهمت فى تأسيس المجلس الإقليمى لرعاية الشباب الذى كان وراء وضع أسس الحركة الرياضية الفلسطينية منذ عام 48 لتصبح مركز ثقل للحركة الرياضية الفلسطينية.. ومن أهم الأدوار الرياضية التى قامت بها مصر كانت استقبال الكثيرين من لاعبى ونجوم فلسطين ومعاملتهم معاملة المصريين بنفس الحقوق ونفس الواجبات ومن أشهر هؤلاء كان النجم مروان كنفانى حارس مرمى النادى الأهلى وغيره من اللاعبين.. بالإضافة إلى إشراف عدد من المدربين المصريين على المنتخبات والفرق الفلسطينية الأمر الذى أدى إلى تحقيق نتائج طيبة خلال مشاركتهم فى عدد من البطولات والمنافسات.. وكانت مصر هى صاحبة فكرة إقامة المسابقة العربية الجديدة التى بدأت فى الأول من يناير عام 1972 وحملت اسم كأس فلسطين.

الدعم المصرى للرياضة الفلسطينية لم يتوقف على مدار خمسة وسبعين عامًا.. وكان مثالاً على التضامن المصرى للشعب الفلسطينى ومساندته فى كل الظروف والمواقف والتأكيد على أن الارتباط المصرى بالقضية الفلسطينية هو ارتباط ثابت وراسخ لا يتغير.. وكانت الرياضة المصرية ونجومها فى أزمة غزة الأخيرة وتعرض شعبها للقصف والدمار خير دليل على مدى عمق العلاقات المصرية الفلسطينية.. وذلك عندما تسابق الرياضيون فى التعبير عن تضامنهم برسائل التأييد بعد إحراز الأهداف فى المسابقات المحلية والإفريقية وارتدائهم الشارات السوداء تعبيرًا عن الألم والحزن على ضحايا الغارات الإسرائيلية على المدن والأحياء الفلسطينية واستشهاد الأطفال والمدنيين دون مراعاه للأصول والأعراف الدولية فى مثل هذه الظروف كاشفًا عن الوجه الحقيقى للمحتل الغاشم الذى لا يعرف لغة غير لغة الدم والخراب.. انتفاضة الرياضيين المصريين لدعم القضية الفلسطينية لم يتوقف للحظة واحدة وزاد يومًا بعد يوم وكانت رسائل الرياضيين معبّرة عن مأساة قطاع غزة ومناشدتهم للعالم لصد هذا العدوان ووقف نزيف الدم وأعداد الشهداء ليصل صوتهم إلى العالم.. الذى بات على يقين من همجية الاحتلال وقسوة وشراسة مواقفه تجاه أصحاب القضية والأرض الحقيقيين.. موقف مصر ورئيسها الرافض لحل القضية عن طريق الطرد والتهجير هو نفسه الموقف المساند لتقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطينى القابض على أرضه والرافض لكل رسائل التهديد والإجبار على الرحيل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: