كشف خبراء عسكريون عددًا من السيناريوهات المحتملة التى يمكن أن تحدث خلال الفترة المقبلة نتيجة تطور العدوان على غزة بخاصة بعد تعنت إسرائيل وإصرارها على استمرار عملياتها الوحشية فى إبادة وقتل الفلسطينيين وتشريد الآلاف من الأطفال والنساء.
موضوعات مقترحة
وكشف اللواء دكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق أستاذ العلوم الإستراتيجية أن هناك 4 سيناريوهات محتملة إذا تطورت الحرب، موضحًا أن السيناريو الأول يتضمن بقاء الحال على ماهو عليه فى الضرب والتدمير الذى يقوم به الجيش الإسرائيلى لتحقيق المزيد من الأهداف، وهدم المبانى والمنشآت الحيوية الفلسطينية، وكذلك الضرب العشوائى الإسرائيلى مشيرًا إلى استمرار هذا السيناريو لمدة شهر أو شهرين وفقًا للتقديرات أو حتى انتهاء صمود كتائب القسام والفصائل الأخرى، سواء كان حزب الله فى لبنان أو الفصائل فى اليمن واستسلامها والتى استطاعت بكل نجاح فى تمويه القوات الإسرائيلية وإثبات فشل الموساد الإسرائيلي.
اللواء دكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق
وأشار إلى أن أهم الأسباب والعوامل التى ترجح استمرار السيناريو الحالى هو تواصل إدخال الإمدادات والمساعدات الطبية والغذائية وتحرك المجتمع الدولى بالإدانات والمطالبات بعدم استهداف المدنيين والأطفال والنساء موضحا أن هذا الوضع من الممكن أن يستمر إذا استمرت إسرائيل فى فشلها فى عدم اكتشاف الأنفاق والمخابئ التى يختبئ بها أفراد المقاومة.
مشاهد من دمار غزة
وأشار إلى أن حركة حماس والمقاومة حققت مكاسب هائلة من عملية "طوفان الأقصى" أبرزها إثباتها للإسرائيليين أنها قادرة على توجيه ضربات حاسمة وموجعة لها فى أي وقت وأى مكان، وكذلك إثبات فشل جهاز الموساد الإسرائيلى الذى لم يستطع اكتشاف ما تدبره حركة حماس وكتائب القسام والمقاومة، كما أن حركة حماس أثبتت قوتها بعملية "طوفان الأقصى"، وأنها تعود قوية فى كل مرة أكثر من السابقة رغم قوة وإمكانات الجيش الإسرائيليى، ورغم الدعم الذى تقدمه لها أمريكا وغيرها من الدول الغربية.
مشاهد من دمار غزة
وحول السيناريو الثاني والذى وصفه بالسيناريو الأسوأ قال اللواء نصر سالم أنه يتضمن قيام اسرائيل بعملية اجتياح شاملة، وتحقيق ضربات إسرائيلية للأنفاق بكل ما يمتلك الجيش الإسرائيلى من إمكانات وقوة وفى هذة الحالة قد ينتج عن هذا السيناريو اشتعال المنطقة بأكملها نتيجة قيام حزب الله بلبنان وفرق القدس بسوريا وأذرع المقاومة التى تتبع إيران بالعراق وأنصار الحوثيين باليمن بالاشتراك فى هذة الحرب والرد على إسرائيل ومختلف الأهداف الأمريكية وبدورها ستضطر أمريكا للدخول فى الحرب لحماية مصالحها.
اللواء عادل العمدة
وفيما يتعلق بالسيناريو الثالث قال اللواء نصر سالم أنه يوصف بالسيناريو "الوردى" ويشمل الأتفاق على وقف إطلاق النار والتفاوض وإنهاء التصعيد وإعادة بناء غزة واستماع الجميع لصوت العقل مع الضغط الدولى وتغليب الدبلوماسية والسياسة وتقديم تنازلات من الجانبين.
ومن جانبه اتفق اللواء عادل العمدة مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية على هذة السيناريوهات الأربعة ليتضمن السيناريو الأول أعمال ضرب وكر وفر بين الطرفين فيما يتضمن السيناريو الثانى تدخل حزب الله وإيران من ناحية وأمريكا من ناحية أخرى لنجدة إسرائيل ومصالحها الأمر الذى ينتج عنه اشتعال المنطقة وحدوث صراع دائم لايحمد عقباه بالمنطقة وتقويض الاستقرار والأمن بهذا الإقليم
اللواء هشام الحلبي
وقال "العمدة" أن السيناريو الثالث والذى يوصف بــ"سيناريو كوهين" ويتضمن ضغط إسرائيل على القطاع وترويعه واستهدافه وتقليص حجم العناصر الموجودة فيه، سواء بإزاحتها للجنوب أو الشمال مع التفتيش الجديد على عناصر حماس.
وأكد اللواء عادل العمدة على أن السيناريو الثالث وهو الاجتياح البرى أو اقتحام برى، مشيرًا إلى أنه لن يتم تنفيذ الاجتياح البرى بصورته الطبيعة؛ لأنه سيحقق مخاطر وخسائر كبيرة لإسرائيل أولها العنصر البشرى الذى تقدسه إسرائيل، لكنه سيستمر فى الضغط والتضييق وتحجيم المساعدات والغذاء والعلاج ليكون الأولوية الأولى لدى الفلسطينيين هو الحصول على الغذاء والدواء ورضوخهم للأمر الواقع والتسليم للإسرائيليين.
وأشار "العمدة" إلى السيناريو الرابع وهو الحل الدبلوماسى وهو السيناريو الضعيف حدوثه لكن نتمناه ويحدث من خلال التأثير والضغط الدولى على إسرائيل لوقف إطلاق النار وحل القضية الفلسطينية برمتها من خلال حل متكامل وليس متجزئ مشيرا إلى أن تفتيت القضية الفلسطينية وشرزمتها يحول دون التوصل لسلام وحل نهائى للقضية.
مشاهد من دمار غزة
ومن جانبه قال اللواء طيار دكتورهشام الحلبى مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية أن إسرائيل تلقت صدمتين كبيرتين هما صدمة المفاجآة ورد الفعل البطئ فى البداية على ماحدث وهذا قد ينتج عنه عدد من المحاكمات لمسئولى الموساد الإسرائيلى والحكومة الإسرائيلية، وكذلك الصدمة الثانية وهى صدمة المخابرات والجيش الإسرائيلى أو بمعنى آحر فشلهم.
وأوصح أن السيناريو المتوقع هو استمرار العمليات ضد الفلسطينيين والتركيز على شمال غزة وإقناعهم بالنزوح من شمال غزة إلى جنوبها وتواصل الضربات حتى يقتنع المواطن الإسرائيلى بأن حكومة إسرائيل نفذت المطلوب منها وأعادت له اعتباره وردت له كرامته
مشاهد من دمار غزة
وقال اللواء الحلبى أن السيناريو الثانى وهو الأكثر تصعيدا يتم بعد تدمير البنية التحتية والاجتياح البرى وتهجير جزء كبير من الشمال ثم اقتحام الشمال بريا، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو هو الأسوأ؛ نتيجة دخول المنطقة بالكامل فى حرب كبيرة مدمرة ومؤلمة للجميع بما فيها أمريكا نتيجة تأثر مصالحها.
وأشار مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية إلى أن السيناريو الثالث الخاص بالتهدئة وقبول وقف إطلاق النار إسرائيل مرجحا أن إسرائيل لن تلجأ إليه فى الوقت الحالى حتى يقتنع المواطن الإسرائيلى برد اعتباره بعد عملية "طوفان الأقصى".
وحول دور مصر تجاه هذة الأحداث المتواترة قال اللواء الحلبى أن مصر نجحت فى حشد المجتمع الدولى للوقوف مع القضية الفلسطينية قبل وبعد مؤتمر السلام بهدف وقف القتال والدخول فى التهدئة
مشاهد من دمار غزة
وأوضح أن الاتجاه الثانى الذى تعمل من خلاله مصر هو إصرارها على دخول المساعدات للقطاع وإصرارها على استمرار دخول هذة المساعدات موضحا أن مصر حققت نجاحا كبيرا فى هذا الإطار خاصة بعد تعقد عمليات دخول المساعدات.
وأصاف أن الاتجاه الثالث الذى نجحت فيه مصر هو موقفها وتأكيدها بعدم وجود أى حل للقضية الفلسطينية على حساب الغير أو من خلال تهجير الفلسطينيين سواء إلى سيناء أو الأردن وهذا ما أكدته مصر قبل وبعد مؤتمر السلام