عزيزي العالم المتحضر
بعد التحية
اسمح لي أن أتقدم إليك بكامل اعتذاري وأسفي لسوء فهمي وعدم تقديري الدور الذي تقوم به في سبيل الارتقاء بنا والنهوض بعالمنا النامي ليصبح في مصاف العالم المتقدم المتحضر.
أرجو أن تتقبل اعتذاري فقد كان موقفك واضحًا دومًا وضوح الشمس، لكنه سوء الفهم من جانبي الذي جعلني أخلط الأمور في بعض الأحيان وأوجه إليك اتهامات غير مبررة أنت منها بريء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.
اعذرنى يا عزيزي إن شغلتني أحوالي ومشكلاتي الخاصة فنسيت جهودك المضنية للم شمل الجميع تحت مظلة واحدة لنناقش مشكلاتنا ونخطط لمستقبلنا، وكما قلت فقد كنت واضحًا حين أعلنت منذ اللحظة الأولى أنك قد فتحت المجال للجميع للحديث بمنتهى الحرية، لا فرق بين أحد فالكل أمام القانون والحق سواء، وأكدت للجميع أنك لن تحتفظ لنفسك بأية ميزة خاصة، فقط حق الاعتراض على قراراتهم ونقضها، طبعًا إذا كان لذلك مبرر، والغريب أن نرى بعد ذلك من يستنكر عليك حقك، عجيب هذا العالم!
وأزيدك من الشعر بيتًا إن كنت لا تعلم، لقد اتهمتك حينها أنك تكيل بمعيارين! تخيل!
أين المشكلة وما التهمة في ذلك؟ أنا المخطئ منذ البداية، ما الذي يجب أن يفهمه أي شخص عاقل من حق الاعتراض الذي أعلنت احتفاظك به لنفسك منذ اللحظة الأولى؟ سيدي صدقني أنت لم تقصر ولم تنكر شيئًا، لكنه خطئي، فلم أعِِ الأمر جيدًا.
ما لي أنسى أنك من بادرت إلى توفير المناخ الجيد والمناسب لنا لنحيا على هذا الكوكب في صحة وعافية! نعم ومن غيرك كان ليفعلها، نعم أنت من بادرت ومولت وناديت بحتمية أن يبذل الجميع كافة الجهود للتكيف مع مشكلات تغير المناخ حتى نحمي كوكبنا، صحيح أنهم ليسوا المتسببين في المشكلة وأنك أنت من أحدث تلك التغيرات المناخية وما زلت، لكنه مستقبلك الذي يريدون أن يدمروه بأطماعهم وحقدهم الأسود، لماذا لا يتكيفون؟
كيف نسيت أنك من شكل اللجان وعقد الاجتماعات واستأجر الخبراء لوضع الاتفاقيات الدولية التي لا تهدف إلا لحمايتنا وحماية حقوقنا في وقت السلم والحرب.. هو أنت، نعم أنت، حقيقة لا ينكرها إلا جاحد، صحيح أنك تضطر إلى انتهاك تلك الاتفاقيات في بعض الأحيان، لكنه لصالح الجميع بالتأكيد، وهل نعلم صالحنا أكثر منك؟ أنت الكبير، أنت من يعلم ويدرك كل الأسرار.
عزيزي
أرسل إليك رسالتي اليوم لأخبرك بسر خطير، هناك من يتجاوز تلك الاتفاقيات ولا يحترمها، هناك من أعلنها مدوية دون خشية أو حرج أنه لن يحترم شيئًا ولن يلتزم بشيء ومن لا يعجبه الأمر "يخبط رأسه في الحائط"، أعلم أن ذلك قد يسبب لك حرجًا، خاصة وقد علمت أن الناس عندك يرون ذلك ويستنكرونه وربما طالبوك باتخاذ موقف ضده.
صدقني لن ألومك بعد الآن، ولن أتهمك بشيء إن رأيتك تقف عاجزًا مكتوف الأيدي، بل دعني أطمئنك وأبشرك أن هناك من يلتمس لك العذر ويبرر موقفك بأن هؤلاء المنتهكون ربما "يمسكون عليك ذلة" أو يتحكمون في قراراتك، أو ربما أن المصالح تتصالح كما يقولون.. ربما
فقط أريدك أن تعلم أن وضعك أصبح محرجًا إلى أقصى حد!!
والسلام ختام!!