بالتزامن مع آلة القتل والإجرام تقوم قوات الاحتلال بتشغيل آلة الحرب النفسية التي اعتادت عليها لضرب المعنويات ونشر اليأس والإحباط، عبر ترويج الأكاذيب، وتزييف الحقائق لكن يبقى اليقين أن الاحتلال إلى زوال مهما بلغت ممارساته وجرائمة وسوف يأتي اليوم الذي تسترد فيه الحقوق ..مهما احترف في نشر الأكاذيب .
موضوعات مقترحة
علم العمليات النفسية
بداية يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، وأحد قيادات العمليات النفسية في القوات المسلحة سابق إن كل ما يحدث من إسرائيل من جرائم وصلت إلى حد الإبادة تجاه الشعب الفلسطين فلن ينجح الاحتلال في كسر إرادة هذا الشعب، مشيرًا إلى أن من المحتل أن يمارس الحرب النفسية بكل ما أتي من قوة وتسمى الآن باىسم علم العمليات النفسية، فالحرب النفسية قديما كانت دائما توجه للعدو إنما الأن تسمى عمليات نفسية لأنها توجه للعدو وعلى الصديق أيضا أي على الداخل والخارج وليس الخارج فقط.
الدكتور جمال فرويز
"العمليات النفسية التي تتم الآن من إسرائيل تجاه فلسطين المقصود بها كيف يتم تأهيل الطرف الثاني بأن يستسلم لها وبأقل إمكانات حربية من خلال إظهار إسرائيل إمكاناتها المتعددة على أساس أن يتم عمل مقارنات بما يملكه الطرفان، وعندما لا تجد وجه مقارنة هنا يتم الاستسلام لشروط الأقوى كما تتوهم إسرائيل ذلك.
وهذا ماحدث في الحرب العالمية الثانية عندما قامت أمريكا بضرب اليابان بقنابل هيروشيما ونجازاكي بعدها أعلن إمبراطور اليابان الاستسلام، وتم إيقاف الحرب علما بأن الحرب الجوية لا تساعد على كسب المعركة لأن الحرب الجوية تعتبر جزءًا من المعركة وليست كل المعركة، وهنا نجد أن إسرائيل تستغل العمليات النفسية كنوع من التأهيل وترويج أنهم الأقوى كما كان يشاع من قبل في جيوش التتار التي هزمت أيضا.
"حيث يعتمد التأثير النفسي في العمليات النفسية على إحباط الطرف الآخر، وفي المقابل يعمل على تقوية أفراد جيشة ورفع ثقته في نفسه وإعداده لدخول الحرب وهو يعتبر نفسه منتصرا من البداية وهذا ما كانت تفعله إسرائيل مع مصر قبل حرب 73 بترديدها شعارات أن إسرائيل جيش لايقهر، وأن الموساد هو أقوى جهاز مخابرات في العالم وأنهم يمتلكون كل القوة وكافة مقومات النصر، نعم إنهم يمتلكون ذلك في إسرائيل ولكن في المقابل مصر انتصرت عليهم بأقل الإمكانيت وبفضل كلمة الله أكبر وبفضل عزيمة الجيش المصري العظيم .
تصدير الإحباط والتشاؤم وأمريكا تنسحب وتهزم في كل الحروب
وفي سياق متصل، يقول الدكتور جمال فرويز، القصة أن إسرائيل وأمريكا تحاولات أن تصدر لنا الإحباط والتشاؤم وعدم القدرة على المواصلة، رغم أن أمريكا في حد ذاتها منذ الحرب العالمية الثانية لم تدخل حرب إلا وقد خسرتها سواء في حرب فيتنام وحرب لبنان التي تم فيها قتل أفراد منها تصل إلى 1500 فرد من الماليز وجروا أذيال الخيبة وعادوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولكننا ننسى ذلك. ولكن نذكركم أن مايتردد ومايحدث ماهي الإ حروب نفسية حتى في حرب العراق وحرب أفغانستان انسحبت أمريكا ليلا في هزيمة مدوية.
"كما أن أمريكا لم تذهب إلى مكان تحارب فيه إلا وقد انسحبت منه، ولكنهم فقط يعتمدوا على السيطرة والهيمنة الإعلامية لما لديهم من مقدرة مالية تمكنهم من شراء الأسلحة لأنهم أعطوا لأنفسهم الحق في أن يكون لديهم الكثير من المال الذي يمكنهم من إرسال حاملات الطائرات في شرق البحر المتوسط لتخويف مصر ولبنان وسوريا والعراق والدول العربية لكي يعلنوا لديهم إمكانات لا يدفعوا فيها أي مقابل.
ورغم كل ذلك أن أمريكا وإسرائيل تعلم أن نهاية إسرائيل تأتي مع بداية قيام دولة لهم، ورغم ذلك نجد إن إسرائيل قائمة على فكر إرهابي تستخدم الحرب النفسية سواء داخليا أو خارجيا، تستخدم الحرب النفسية داخليا لتدعيم أفرادها ورفع روحهم المعنوية وتستغل الحرب النفسية خارجيا لتخويف المجتمعات العربية وتهميشهم، والأهم لديهم هو استغلال الحرب النفسية في ضرب الفتنة بينهم وهو الأهم لديهم، مع نشر الروح التشاؤمية بين الشباب العربي وإثارة الفتنة الداخلية لإقامة دولة إسرائيل على حساب الجيوش العربية .
وحدة الشعب نواجه بها الحرب النفسية
وينصح الدكتور جمال فرويز، أن نواجه الحرب النفسية من خلال أن نصبح جميعا يد واحدة؛ حيث لا يوجد وقت لوجود الفرقة والخلافات، بل يجب أن نتفق على حماية مصر والأمة العربية لذلك يجب أن نكون كتلة واحدة خلف القيادة السياسية، كما يجب أن تكون الوجوة الإعلامية التي تتحدث مع المواطنين أن تكون مقبولة للشعب المصري وتأخذ بيد الجميع ليصبحوا جميعا خلف القيادة السياسية، مما يدعمنا أمام المجتمعات الأخرى لأن إذا أستشعر العدو بوجود أي خلافات سيتم إستغلال ذلك بإثارة الفتنة؛ حيث لا تعلو الآن كلمة عن مصالح مصر حاليا، لأن إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يتحركوا ويلعبوا على مصالحهم وتعتبر أمريكا هي الحصان الرابح لذلك يتم دعم إسرائيل من أجل أمريكا نظرا لعدم توافر الغاز لديهم وبذلك يحصلون على المال والغاز وكل ذلك يسمى حرب مصالح ولذلك يتم ملاعبة العرب بالإمكانات وهذه يتطلب أن نقف أمامهم من خلال وحدة شعب .
التهديد بالاجتياح البري مجرد حرب نفسية
ومن جانبه، يقول الدكتور نجاح الريس، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، نحن أمام سياسة رعب للشعب الفلسطيني وأن الحرب النفسية التي تثيرها إسرائيل وأمريكا في هذه الأيام هي خطيرة جدا، لأنها تتحدث عن قدرتها في الحرب على عدة جبهات والضرب بكل قوة لكي يرتدع الآخرون، ويحدث ذلك بهدف الإثارة في نفوس الشعوب العربية من خلال نشر الرعب والخوف لكي يستسلم خاصة بعدما يحدث من كمية الدمار والقصف اليومي للأراضي الفلسطينية .
الدكتور نجاح الريس
"كما نجد أن من الحرب النفسية أنهم يرددون يوميا أنه سيتم اجتياح بري، وهذا يؤكد ترددها لأنهم إذا كانوا في استطاعتهم الاجتياح البري لكانوا نفذوه بالأمس، ولكنهم يترددون في قرار الاجتياح البري لأنهم يعلمون أن تكلفته مرتفعة جدا وستكون الخسائر فادحة في الجانب الإسرائيلي، لذلك نجد تنفيذ القرار مترددًا جدا ومن المؤكد أنه سيلغى القرار أو أنه يؤجل إلى أقصى مدى إن حدث.
إسرائيل ساهمت في وجود خنادق طبيعية للمقاومة الفلسطينية
ويتابع الدكتور نجاح الريس، أن إسرائيل رغم أنها تهدد نفسيا بالاجتياح البري لكنها تخشى تنفيذه خوفا على الأسرى، كما أن إسرائيل تخشى حرب الشوارع في غزة لأنها مكلفة جدا وبيدها دمرت شمال غزة حتى أصبحت هذه المنطقة مهيئة للمقاومة بصورة فعالة جدا نتيجة هدم البيوت مما جعلها خنادق طبيعية للمقاومة الفلسطينية أن تختبئ فيها، دون أن تعلم إسرائيل أنها ساعدت في ذلك فأصبحت المنطقة مأوى وحرب طبيعية للمقاومة ولأي مكان في العالم وإسرائيل سهلت المهمة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لذلك نجد التردد الإسرائيلي واضح جدا.
"ولذلك بعد أن ساهمت إسرائيل في تقوية موقف المقاومة الفلسطينية، فإنها تلجأ للحرب النفسية من خلال استمرار المجازر والقصف مستمر ولم يعد هناك أمن في فلسطين كنوع من تصدير الرعب ولكن يحدث ذلك مع شعب مقاوم بما يخالف كل الأعراف الدولية وكافة الشرائع السماوية.
ومن الحرب النفسية أيضًا رفضهم وقف إطلاق النار إلا بإرادة إسرائيلية فقط بمعنى أنه يوجد ضوء أخضر أوروبي أمريكي لإسرائيل أن تفعل ماتشاء في قطاع غزة والسكان وهي تعتبر حرب نفسية ولكنها بمعاونة أوروبية أمريكية، ولكن الأهم أن مايحدث أمام شعب مقاومن وإسرائيل تفعل ذلك وتضغط بالحرب النفسية تجاة فلسطين نتيجة الهزيمة النفسية الإسرائيلية التي حدثت لهم يوم 7 أكتوبر التي رجت فيها إسرائيل رجه شديدة نتيجة الهجوم المفاجئ لحركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي وجهت لإسرائيل، ولذلك تنتقم إسرائيل بأقصى درجات الإنتقام من الشعب الفلسطيني لكي يبرروا للشعب الإسرائيلي أنهم قوة ويمتلكون قوة عسكرية قادرة على هزيمة الآخرين وردعهم ولكنها للأسف قوة غاشمة ونازية، لأن إسرائيل الأن تمارس الحرب النفسية بنفس الأسلوب النازي الذي طبق ضدهم في أوروبا بحرق الأرض تحت إسرائيل في أوروبا، وهذا ماتفعلة أوروبا الآن في قطاع غزة بحرق الأرض الفلسطينية كنوع من الحرب النفسية أن تجعل لاوجود لأي مكان أمن للقضاء على فكرة أنه من حق فلسطين أن يكون لهم أرض مستقلة ذات سيادة، وهذا ما ترفض أن تتحدث عنه إسرائيل وأمريكا وأوروبا كنوع من الحرب النفسية أن تنحرف عنه كل السياقات الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية، ولكنهم فقط يتحدثوا عن حماس ولم يتطرقوا أبدا لسؤال لماذا حدث هذا رغم أن حدث ذلك نتيجة وجود أرض محتلة ويجب على المحتل أن ينسحب من تلك الأرض.
مواجهة الحرب النفسية
يضيف الدكتور نجاح الريس، علينا أن نواجه الحروب النفسية بكثير من الصمود والإيمان والاستمرار لخلق رأي عام دولي متوافق حول عملية السلام وإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي ـ الفلسطيني، كما أن الحلول تكمن في التسوية السلمية على حدود 4 يونيو 1967، مع استمرار تقديم الدعم النفسي والمساعدات إلى فلسطين وهذا هو الحد الأدنى المتاح من الشعوب العربية حتى الأن، مع دفع الحكومات العربية للضغط على الحكومات الغربية لتغيير السلوك الأوروبي للدعوة لوقف إطلاق النار والجلوس على مائدة المفاوضات لأنه مهما طالت الحرب لابد من الجلوس على طاولة المفاوضات خاصة بعد تحول الاتجاه العام الأوروبي تجاه هذا الصراع، خاصة مع كثرة الضحايا التي بسببها استيقظ الضمير الأوروبي أمام هذه المجازر البشرية، ومن الحرب النفسية أن القانون الدولي يطبق فقط على الأوروبيين والإسرائيليين أما حينما يتعلق الأمر بالفلسطينيين نجد أن القانون الدولي في أجازة وخاصة أنه لم يصدر أي قرار ضد أي مسئول إسرائيلي لأننا أمام سياسة رعب وتخويف للشعب الفلسطيني.
.