في الوقت الذي ترتكب فيه إسرائيل المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين وتواصل القصف والتدمير الذي طال المستشفيات والمساجد والكنائس والدعم الأمريكي غير المسبوق لها وها هو الرئيس بايدن يطلب من الكونجرس تمويل بأكثر من 16 مليار دولار دعمًا لإسرائيل ودعم بريطاني وألماني، وصمت دولي مٌخز..
جاء الموقف المصري كالعادة مٌشرفاً وقوياً من أجل إيقاف الحرب وما يتعرض له سٌكان غزة من جريمة حرب وإبادة جماعية بدعم من أمريكا خاصة بعد أن أطلقت إدارة بايدن يد إسرائيل ونتنياهو للحرب على غزة..
عبر عن الموقف المصري القوي والواضح الرئيس السيسي بأن مصر لن تقبل مطلقًا تصفية القضية الفلسطينية على حساب أي دولة في المنطقة ورفض الدعوات المٌغرضة لتهجير أهالي غزة وأن فتح معبر رفح لمرور الأمريكيين من أصول فلسطينية أو حاملي جنسيات أخرى لم يتم إلا بعد السماح بعبور المٌساعدات الإنسانية التي كانت في مقدمتها المٌساعدات المصرية، وجاءت إذاعة لقاء الرئيس السيسي بوزير الخارجية الأمريكي بلينكن على الهواء مٌباشرة لدحض أي إدعاءات سلبية..
وأيضاً جاءت قمة السلام التي دعت إليها مصر، وتم عقدها في القاهرة (السبت) وبحضور قادة ورؤساء حكومات ومبعوثي عدد من الدول الإقليمية والدولية للتشاور والنظر في سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المٌتفاقمة في قطاع غزة وخفض التصعيد العسكري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذي راح ضحيته الآلاف من المدنيين وآلاف الجرحى والمٌصابين والدمار الشامل للبنية التحتية منذ إندلاع المواجهات المٌسلحة في السابع من الشهر الجاري..
مصر سعت من خلال دعوتها لهذه القمة إلى بناء توافق عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية، توافق محوره جميع القيم الإنسانية والضمير الجمعي برفض العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق..
ويٌطالب باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ويؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات ويٌعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة، ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالى إلى مناطق أخرى فى الإقليم..
مصر أطلقت نداءً عالمياً للسلام يٌعيد تقييم نمط التعامل الدولى مع القضية الفلسطينية على مدار أكثر من 70 عاماً بحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة تٌؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المٌستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية..
ولا شك أن المشهد الدولى عبر العقود الماضية كشف عن قصور جسيم فى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية لكونه سعى لإدارة الصراع وليس لإنهائه بشكل دائم، اكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مدار عقود من الاحتلال الغاشم وانتهاكاته المٌستمرة ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل.
كما كشفت الحرب الجارية عن خلل وازدواجية صارخة في قيم المجتمع الدولي والمٌتشدقين بشعارات حقوق الإنسان من أجل التدخل في شئون الدول والصمت التام تجاه انتهاكات صارخة وعقاب جماعي وإبادة جماعية لشعب فلسطين في غزة..
وللحديث بقية